المهتمون بالمعلومات الصحية، والذين يتناولون الفيتامينات، ويعلمون خصائها وفوائدها وحتى خطورتها، ربما يكونون قد سمعوا عن فيتامين (ك)، لكن أنتم: هل سمعتم قبلاً عن هذا الفيتامين، وفوائده مثلاً؟
ينتمي فيتامين (ك)، بحسب موقع "مايو كلينك" الصحي، إلى مجموعة الفيتامينات التي تذوب في الدهون، وتحافظ على صحة القلب والعظام، وينظم تخثر الدم في الجسم، ويخفض ضغطه، ويساعد على محاربة سرطان القولون والبنكرياس والكبد والمبيض، كما يعزز عمل الدماغ.
وتنبع أهمية فيتامين (ك) من تعزيز صحة القلب، حيث يلعب دوراً رئيسياً في خفض ضغط الدم، عن طريق منع تراكم المعادن في الأوعية الدموية، ما يعزز صحة القلب ووظائفه في الجسم، ويمكّنه من ضخ الدم بسلاسة، كما يعمل فيتامين (ك) على خفض خطر الإصابة بالالتهابات، وحماية الخلايا الموجودة في بطانة الأوعية الدموية، ما يقلل خطر الإصابة بالنوبة القلبية، والسكتة الدماغية.
وهناك مصادر طبيعية كثيرة للحصول على فيتامين (ك) في الجسم، من أبرزها: الخضروات الورقية الخضراء، مثل: السبانخ والهليون والبروكلي، والشاي الأخضر، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان، والبقوليات، مثل: فول الصويا، والزيوت النباتية، واللحوم، والفاكهة، والفراولة، والمكسرات، والمأكولات البحرية.
لكن من يفتقدون فيتامين (ك) في أجسامهم تظهر عليهم مجموعة من العلامات، منها: الإصابة بالكدمات بسهولة، ونزيف الأنف واللثة، وغزارة الدورة الشهرية، ونزيف في الجهاز الهضمي، ووجود دم في البول، والتجلطات الدموية، وخطر النزيف، وهشاشة العظام.
ومؤخراً، ربطت دراسة طبية حديثة، نشرتها مجلة "ERJ Open Research"، المتخصصة في الشؤون الصحية، بين المستويات المنخفضة من فيتامين (ك)، وضعف أداء الرئتين، وصحتهما.
وبيّنت نتائج الدراسة، التي قام بها باحثون في جامعة كوبنهاغن بالدنمارك، أن الأشخاص الذين تكون لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (ك) يكونون أكثر عرضة للإصابة بالربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، ويعانون مشاكل في الرئة.
وقام الباحثون الدنماركيون بإجراء الدراسة على أكثر من 4000 من سكان العاصمة كوبنهاغن، تراوح أعمارهم بين 24 و77 عاماً، حيث خضع المشاركون في الدراسة لاختبار وظائف الرئة، الذي يسمى "قياس التنفس"، ويقيس كمية الهواء التي يمكن للشخص أن يتنفسها في ثانية واحدة، والحجم الكلي للهواء الذي يمكن أن يتنفسه في نَفَس قسري، وتضمنت اختبارات الدم علامة على انخفاض مستويات فيتامين (ك) في الجسم، وهذه الفئة سجل لديها معدل قياس التنفس والحجم الكلي للهواء المتنفس في نفس قسري، أقل من المعدل المتوسط، ما دفع الباحثين إلى تحذير من يفتقدون فيتامين (ك) في أجسامهم بشكل مباشر، إلى الإقلاع فوراً عن التدخين، وممارسة التمارين الرياضية، كون معدل إصابتهم بأمراض الرئة عالياً، مقارنة بمن يمتلكون في أجسامهم فيتامين (ك).