ما مفهوم السعادة بالنسبة لك؟

هذا السؤال، الذي يحتمل عدة إجابات كلها صحيحة، يعني أن السعادة مفهوم نسبي، يتحقق لدى البعض في حال حقق ما يرغبه ويريده، لكنه من وجهة نظر آخرين يعني أن السعادة شعور داخلي بالرضا، وكل ما يتحقق بعد ذلك إضافات لها، ليست أكثر.

يشير موقع "Health news"، المعني بالصحة النفسية والتنمية البشرية، إلى أن السعادة قرار داخلي، ينبع من عقل الشخص الذي يحدد بنفسه اختياراته، وسعادته، فمشاعر الإنسان تقوده للتعبير عن نفسه ووصفها، فإن كان راضياً بما لديه، تعم السعادة ما حوله، وإن لم يكن راضياً، فلن ينعم بمفهوم السعادة والهدوء، بل سيبقى متحفزاً لصد الفرح والإيجابية عنه.

وفي تقرير نشره "Health news"، يغلب على الناس شعورهم بالسعادة اللحظية، أي في الوقت الذي يعيشون به، فهم سعداء عندما يخرجون للتسوق، أو لابتياع الملابس والمكياج والعطور، أو مشاهدة فيلم أو مباراة كرة قدم، لكن ليس هذا ما يبحث عنه الناس عادة، فالسعادة الحقيقية تنبع من الأمان العائلي والوظيفي والصحة الجيدة والعلاقات الشخصية بالمحيط والإنجازات التي يمكن تحقيقها، ومساعدة الآخرين والشعور بهم، لذا السعادة الدائمة هي الشعور العميق بالرضا والحب تجاه الآخرين، ولا علاقة لها باللحظات الآنية.

ووضع علماء النفس والاجتماع طرقاً مختلفة ومفيدة للشعور النفسي بالسعادة على أمد طويل، منها: ممارسة الامتنان، بحيث يركز الشخص على الجوانب الإيجابية في حياته، والتنعم بها، وعدم البحث عن المنغصات، وعما يكدر البال.

وأيضاً مساعدة الآخرين، وتقديم الشكر لهم، فمن الصفات الإنسانية التي تعود بالسعادة على صاحبها، ألا يقف مكتوف الأيدي إن استطاع تقديم مساعدة لمن يحتاجها، كما يجب عدم التردد في التفوه بكلمات لطيفة تجاه من قدم لنا المساعدة، وتقديم عبارات الشكر له، مهما كانت بسيطة، خاصة للعمال والمساعدين، كون القيام بمثل هذه الأفعال من شأنه إفراز الدوبامين في الدماغ، ما يحفز على السعادة.

وللشعور بالمزاج الجيد، والقدرة على التواصل مع الآخرين بسعادة وحب، من المهم الحصول على قدر كافٍ من النوم، كون الراحة تحفز العقل على التفكير بإيجابية.

أيضاً تحقيق الأهداف التي تم وضعها يُشعر الفرد بالسعادة، فمن المهم السعي للبحث عن فرص للنمو المعرفي والشخصي. ومن المهم، أيضاً، أن يعتني الشخص بنفسه عناية فائقة، من حيث الاهتمام بالصحة، من خلال ممارسة الرياضة والتأمل والقراءة والسفر.

كما أن ممارسة التمارين الرياضية تدفع الجسم إلى الراحة، وتحسن الحالة المزاجية، وتقلل التوتر، حيث يفرز النشاط البدني هرمون الإندورفين، الذي يمنح الشعور بالسعادة.