لا يوجد عمل سهل، فكل الأعمال صعبة، وتحتاج إلى الصبر والتمتع بالخبرة لإنجازها، سواءً كان ذلك داخل أو خارج المكاتب. كما أن القدرة على إنجاز العمل تختلف من شخص إلى آخر، بحسب العمر والخبرة وطريقة العمل والمؤسسة التي تعمل بها.

في فترة جائحة "كورونا"، ومع بقاء معظم الناس في بيوتهم وانتشار فكرة العمل عن بُعْد، فقد معظم العاملين خصوصيتهم داخل منازلهم. وبحجة البقاء في البيت والحجر المنزلي، استغل أصحاب الأعمال موظفيهم بالعمل لساعات طويلة على أجهزة الكمبيوتر، دون مراعاة لصحتهم وحياتهم الأسرية.

واليوم بعد العودة إلى الحياة الطبيعية، لايزال معظم أصحاب الأعمال يطالبون الموظفين بالعمل على أجهزة الكمبيوتر لساعات طويلة، لإنجاز الأعمال المكلفين بها، ويضغطون عليهم للانتهاء منها بأسرع وقت، غير مبالين بالتبعات الصحية التي قد تحدث جراء ذلك.

وهذا ما دفع البرفيسور الروسي، دمتري بيريزفسكي، من كلية الطب بجامعة موسكو التربوية، إلى إطلاق صرخة مدوية، تحذر من إصابة الموظفين بالجلطة التي تفضي إلى الموت، في حال استمروا في العمل على أجهزة الكمبيوتر لساعات طويلة.

وقال البرفيسورالروسي، في حديثه لموقع "صحيفة إزفيستا الروسية"، إن سبب حدوث الجلطة غالباً هو تخثر الدم، وهذا يحدث في حال استمر الشخص جالساً بوضعية واحدة لعدة ساعات، ولمرات متتالية، وأضاف: "تتعرض الأوعية الدموية جراء الجلوس لوقت طويل إلى ضغط كبير، ما يؤدي إلى ركود الدم أو تدفقه ببطء، وبالتالي يمكن أن يصاب الشخص بتجلط الدم"، مشبهاً الأمر بإصابة بعض المسافرين بما يسمى "تخثر دم المسافر"، وهي الجلطة الخفيفة، التي تصيب قدم المسافر عبر الطائرة لمدة 8 ساعات، دون أي حركة.

ويشير البروفيسور إلى أن الأوعية الدموية للشخص الذي يكون في وضعية الجلوس لفترة طويلة تتعرض لضغط كبير، ما يؤدي إلى ركود الدم أو تدفقه ببطء، ويزيد خطر تجلطه. وهناك ما يسمى "تخثر دم المسافر"، الذي يحدث عندما يكون الشخص في وضعية الجلوس على متن طائرة لفترة طويلة 7 - 8 ساعات مثلاً.

وانتشر، خلال جائحة "كورونا"، الكثير من التنبيهات الطبية، بخصوص خطورة الجلوس لساعات طويلة، حيث كانت أكثر نصيحة منتشرة هي عدم تناول الطعام أثناء العمل على الكمبيوتر، وعدم تناول المنبهات أثناء العمل، والحرص على المشي لمدة خمس دقائق كل ساعتين على الأقل، ولا يعتبر الوقوف مشياً.