فاطمة الخوري: التغليف بالأقمشة.. استدامة
أثناء رحلتها إلى اليابان، لفتت نظر الإماراتية، فاطمة الخوري، طريقة تغليف اليابانيين لهداياهم مع قماش «Furoshiki» التقليدي. ومن هنا، انطلقت فكرة مسكة «Maska»، التي اعتمدت هذا الفن، وقامت بتكييفه ليناسب الشرق الأوسط باستخدام أقمشة رائعة، وتصاميم معاصرة. ومن خلال افتتاح أول متجر لها عام 2013 في دبي، تمكنت من ترسيخ مكانتها كعلامة تجارية مختلفة تماماً عن السائد.. في هذا الحوار مع مؤسسة «مسكة»، نلقي بالضوء على المنتجات والخدمات المقدمة، وكيفية مساهمة «العلامة» في الاستدامة، ودعم المرأة:
• كيف كانت بداية رحلتك مع تغليف الهدايا؟
- كنت في رحلة إلى اليابان عام 2010، وأعجبت بالثقافة اليابانية، ومن الأمور التي لفتت نظري طريقتهم في تغليف المشتريات والهدايا، وتفننهم في التغليف بالأقمشة، ولازمتني هذه الفكرة. في 2012، قررت ترك عملي الحكومي وبدء مشروع خاص، وكانت «مسكة» واحدة من الأفكار، فبدأت المشروع مع قريبتي (نورة)، وأخذنا نطور فكرته، واسمه، فجربنا المنتجات مع المقربين والعائلة، منها تجهيزنا هدايا عرائس ومواليد جدد من المقربين، ولاقت فكرة التغليف بالأقمشة إعجاباً كبيراً، ورأينا أنها ممكنة لمشروع بدأناه في محل بأحد المولات بدبي عام 2013.
• مع مرور الوقت.. كيف تطورت خدمات «مسكة»؟
- اليوم.. نحن نصمم وننتج جزءاً كبيراً من المنتجات التي نبيعها، وهي غير موجودة في أماكن أخرى. في البداية، كنا نصنع الأقمشة، أما الأشياء والإضافات الأخرى فكنا نشتريها من مصادر محلية ودولية، ونبيعها في المتجر، لكن الآن تطور الأمر إلى ستديو تصميم نصنع فيه منتجاتنا الخاصة ونبيعها. وبالإضافة إلى خدمة تغليف الهدايا، بدأنا نوفر هدايا جاهزة لمناسبات الولادة والتخرج، ونتعامل مع موردين محليين، ونختار منهم هدايا وننسقها بطريقة معينة ونعرضها للبيع على الموقع الإلكتروني، ما يوفر عناء البحث عن هدية مناسبة. بالإضافة إلى خدمات الطلب والتسليم، وتعني انتقاء الهدية وتغليفها وإرسالها.
• كيف تستغلون التقدم التكنولوجي في تطوير أعمالكم؟
- نخطط لإنشاء تطبيق إلكتروني لتسهيل الأمور، ومساعدة الناس في وضع صورة الغرض أو الهدية التي يودون تغليفها على التطبيق، ومن ثَمَّ تنفيذها، وإرسالها إليهم، أو استلامها من أحد فروعنا.
• ما نوعية أقمشة التغليف، وهل تتبع اتجاهات الألوان الموسمية؟
- الأقمشة كثيرة ومتنوعة، أبرزها الحرير الطبيعي الهندي وهو الأكثر مبيعاً، ونستورد أقمشتنا من دول عدة. وبالتأكيد نتأثر بصيحات الألوان الرائجة، وتنسيقاتها.
• ما الطرق السهلة، التي يمكن بها إعادة استخدام أغلفة الهدايا؟
- أول وأسهل طريقة أن تُردّ الأقمشة إلى المحل، إذ لدينا خدمة «Rewrap service»، حيث يعاد إلينا القماش المتلقى مع الهدية، ونعيد استخدامه، وهذا مفهوم يمكن تنفيذه في المنزل، ويساهم في استدامة المواد. أيضاً، بدأنا صفحة تعليم مع كتيبات صغيرة موجودة في المحل، انطلقت فكرتها منذ البداية بعد تلقينا «شكاوى لطيفة» من قِبَل الناس عن وجود أقمشة كثيرة في المنزل، لا يدرون ماذا يفعلون بها. إحدى الشابات قالت لنا ذات مرة: «إن أمي وضعتها كمفارش طاولات»؛ لهذا أعددنا كتيباً صغيراً اسمه «4 طرق لإعادة استخدام الأقمشة في البيت»، وهو موجودة أيضاً على موقعنا الإلكتروني.
• كم تبلغ تكلفة تغليف الهدايا؟
- لدينا 6 أحجام من الأقمشة، وفق حجم الهدية. إذا كانت الهدية صغيرة، ولا توجد معها إضافات، ويُستخدم فيها فقط القماش، فتبدأ التكلفة من 35 درهماً، إذ يعتمد الأمر على عدد الهدايا وحجمها والإضافات المطلوبة. هناك زبائن يغلفون الهدية، ويضيفون إليها وروداً وبطاقات، ويضعونها في «ستاند»، وغير ذلك، وقد تصل إلى 700 درهم.
• سابقاً، أطلقتم مبادرة «آلة الخياطة».. ما آخر مبادراتكم الاجتماعية؟
- أطلقنا هذه السنة ورش عمل لزبائننا، وتعاونا مع «دار البر» لتغليف الهدية، التي يقوم كل شخص بتقديمها إلى أحد أيتام «الدار»، وتكون هدية رمزية مع رسالة شخصية للمتلقي. كما أننا نعمل مع الحرفيات، ونشجعهن على العمل من المنزل، ونمنحهن منصاتنا لبيع منتجاتهن، وهكذا نكون قد خصصنا جزءاً من مبيعاتنا؛ لدعم وتمكين المرأة.
• ما طموحكم وأهدافكم للعلامة؟
- طموحنا الوصول إلى العالمية. عندما بدأنا كانت فكرة التغليف بالقماش غريبة على الناس، وقد استغرقت حوالي 6 أشهر ليتعودوا عليها، أما اليوم فأصبحت الفكرة شائعة، وهناك علامات أخرى بدأت تطبق أفكارنا، وأعتبرها شهادة لنا أننا فعلنا شيئاً جميلاً، والناس بدؤوا يعتمدونه. الاستدامة شيء مهم؛ لذا نقدم منتجات يعاد استخدامها.
• في شهر المرأة الإماراتية.. ما رسالتك إليها؟
- أقول للمرأة الإماراتية: استثمري في نفسك، وتعلمي واجتهدي؛ لأن هذا البلد أمانة، وأنت مستقبله، ومهم جداً أن تكوني في أفضل حالاتك. وفّقي بين العمل والعائلة؛ لأنك حاضنة الأجيال، وهي مهمة لا يستطيع أحدٌ غيرك القيام بها، وأمر مهم تقدمينه إلى الوطن.