التاريخ الإنساني مليء بالنساء اللواتي غيّرن وجه العالم، وحفرن أسماءهن في التاريخ، ببإنجازاتهن وإسهاماتهن في مجالات مختلفة، فمنهن من شاركت في منح النساء حقوقهن في المساواة والعدالة، ومنهن من اخترعت وسائل جديدة لراحة الشعوب، فعالمنا مليء بالناجحات والقويات.
أبرز النساء اللواتي غيرن الحياة:
1. ماري كوري:
هي عالمة فيزيائية بولندية، وأول امرأة، بل الوحيدة التي تفوز بجائزة "نوبل" في الفيزياء والكيمياء، وقد أثبتت كوري نظرية الإشعاع والذرات، وساهمت بشكل كبير في تطوير العلوم الفيزيائية والكيميائية، ورغم أنها تعرضت للتمييز في بداية حياتها العلمية بسبب جنسها، فإنها نجحت في تحقيق إنجازات كبيرة، وحفرت اسمها في تاريخ العلوم.
2. ليز مايتنر:
هي واحدة من أهم علماء القرن العشرين، فقد قدمت مساهمات كبيرة في مجال الفيزياء النووية. وعلى الرغم من أن مايتنر ولدت في النمسا عام 1878، ونشأت في وقت لم يسمح فيه للنساء بالالتحاق بالجامعة، فإنها صممت على متابعة شغفها بالعلم.
أهم مساهمات مايتنر في مجال الفيزياء النووية، تمت بالتعاون مع زميلها أوتو هان. اكتشفت مايتنر الانشطار النووي عام 1938، وكان هذا الاكتشاف طفرة كبيرة في مجال الفيزياء، وأدى إلى تطوير الطاقة النووية والقنبلة الذرية، ورغم مساهمتها المهمة في هذا الاكتشاف، فلم تمنح مايتنر جائزة "نوبل" في الفيزياء، بسبب هروبها إلى السويد لتسلم النازيين قيادة الحكم، وبدلاً من ذلك حصل هان على الجائزة عام 1944.
3. آيرين جوليو كوري:
فيزيائية وكيميائية فرنسية، قدمت مساهمات كبيرة في مجال الكيمياء النووية، ولا غرابة في ذلك، فهي ابنة ماري وبيير كوري، وكلاهما حائز جائزة "نوبل"، وألهمتها الإنجازات العلمية لوالديها ممارسة مهنة العلوم.
وآيرين، المولودة في باريس عام 1897، قدمت أهم مساهمة في العلم، هي اكتشافها النشاط الإشعاعي الاصطناعي. في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، أجرت هي، وزوجها فريدريك جوليوت، تجارب على جسيمات ألفا والبريليوم، واكتشفا أنه عندما تم إطلاق جسيمات ألفا على البريليوم، تم إنتاج نوع جديد من الإشعاع، تم تحديده لاحقاً بأنه نوع من الإشعاع النووي يختلف عن إشعاع ألفا وبيتا وجاما، وأدى هذا الاكتشاف إلى تطوير نظائر مشعة جديدة، تم استخدامها في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك: الطب، والصناعة، والطاقة.
4. روزا باركس:
ناشطة أميركية، من أصل أفريقي، في مجال الحقوق المدنية، ومعروفة على نطاق واسع بدورها في مقاطعة حافلات "مونتغمري". ولدت روزا في 4 فبراير 1913، في توسكيجي، ألاباما، ونشأت في عائلة تقدر التعليم والنشاط، وتم تعليمها الدفاع عما كان صحيحاً منذ صغرها.
في 1 ديسمبر 1955، استقلت روزا باركس حافلة مدينة مونتغمري، وجلست في القسم "الملون"، وعندما امتلأت الحافلة، طالبها السائق بالتخلي عن مقعدها لراكب أبيض، رفضت باركس، وألقي القبض عليها؛ لانتهاكها قوانين الفصل العنصري في مونتغمري، وأثار اعتقالها احتجاجات ومقاطعات في جميع أنحاء المدينة، قام بها قادة الحقوق المدنية، مثل مارتن لوثر كينغ جونيور، واستمرت المقاطعة لمدة 381 يوماً، وأدت في النهاية إلى إلغاء الفصل العنصري بوسائل النقل العام في مونتغمري.
ألهم تحدي روزا باركس في حافلة مونتغمري جيلاً من نشطاء الحقوق المدنية، وأثار حركة أدت إلى تغييرات كبيرة في المجتمع الأميركي، وأصبحت تعرف باسم "أم حركة الحقوق المدنية"، وحصلت على العديد من الجوائز والأوسمة لنشاطها. واصلت باركس العمل من أجل الحقوق المدنية طوال حياتها، وكانت بمثابة رمز للشجاعة والتصميم في جميع أنحاء العالم.
5. آدا لوفلايس:
هي عالمة رياضيات، وكاتبة رائعة، عاشت في القرن التاسع عشر، وتعتبر أول مبرمجة كمبيوتر في العالم، ولدت لوفلايس في لندن بإنجلترا عام 1815 للورد بايرون، وهو شاعر مشهور، وآن إيزابيلا ميلبانك، عالمة رياضيات، وربتها والدة لوفلايس بمفردها، وغرست فيها حب التعلم منذ سن مبكرة.
عملت في كتابة الخوارزمية الأولى، التي يقصد معالجتها بواسطة آلة، وكتبت ملاحظات مفصلة عن المحرك التحليلي، تضمنت ما يعرف الآن بأنه أول خوارزمية تتم معالجتها بواسطة جهاز، وتضمنت ملاحظات لوفلايس أيضاً طريقة للآلة لتكرار سلسلة من التعليمات، تعرف الآن كأساس لبرمجة الكمبيوتر.
6. روزاليند فرانكلين:
هي كيميائية بريطانية، ومصممة بلورات الأشعة السينية، قدمت مساهمات كبيرة في مجال البيولوجيا الجزيئية. ولدت فرانكلين في لندن عام 1920، والتحقت بجامعة كامبريدج، وحصلت في ما بعد على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج، واشتهرت بعملها على صور حيود الأشعة السينية للحمض النووي، ما أدى إلى اكتشاف هيكله.
في عام 1951، بدأت فرانكلين العمل في كلية كينجز لندن، حيث كلفت بدراسة بنية الحمض النووي، واستخدمت علم البلورات بالأشعة السينية؛ لإنشاء صور لألياف الحمض النووي، أظهرت نمطاً مميزاً على شكل صليب، وساعد ذلك على اكتشاف بنية الحلزون المزدوج للحمض النووي من قبل فرانسيس كريك، وجيمس واتسون، عام 1953، لكن لسوء الحظ لم تحصل فرانكلين على الفضل في مساهمتها في ذلك الوقت، حيث تم تقاسم عملها دون إذنها.