كلنا نحتاج إلى تناول الطعام، على اختلاف مقاصدنا منه، سواءً كنا من الأشخاص النهمين، الذين يحبون الطعام بسبب مذاقه الشهي، أو كنا نأكل من باب الحفاظ على الصحة، ولياقة الجسم وديمومة الحياة.
وعلى الرغم من اختلاف طريقة تعاطي هاتين الفئتين مع الطعام، فإن ما يجمعهما قد تكون عواقبه وخيمة على صحة الجسم، وهو السرعة في أكل الطعام ومضغه.
والسرعة المقصودة هي اضطرار الشخص إلى تناول طعامه بسرعة كبيرة، لارتباطه بمسؤوليات ومواعيد وأعمال مزدحمة عليه إنجازها، وهو الأمر الذي قد يؤدي بالشخص إلى المرض، ومواجهة عواقب صحية وخيمة.
إن طريقة تناول الطعام هي إحدى أبرز الوسائل، التي يجب الاهتمام بها من أجل الصحة، سواء كنت تتناول الطعام مع مجموعة، أو بشكل فردي.
وأبرزت مجلة "فوكس" الألمانية، المختصة بالصحة، تقريراً نتج عن دراسة أجرتها جامعة هيروشيما اليابانية، على ثلاث مجموعات: واحدة طلب منها تناول الطعام بسرعة، والأخرى بطريقة طبيعية، والثالثة تناول الطعام ببطء.
الدراسة، التي استمرت لمدة خمس سنوات، لمعرفة تأثيراتها الصحية على جسم الإنسان، توصلت إلى أن الأشخاص الذين يأكلون الطعام بسرعة، كانوا أكثر عرضة بنسبة 89% لارتفاع ضغط الدم والسمنة واضطراب الدهون ومقاومة الأنسولين، وبدت عليهم زيادة ظاهرة في الوزن.
وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يأكلون بسرعة لا يشعرون بالشبع، وبالتالي يأكلون كميات أكبر من المطلوبة لاحتياجات أجسامهم، ما يؤدي بهم إلى زيادة الوزن، وما يترافق معه من أمراض مستقبلية.
وللحفاظ على صحة الجسم مع التمتع بمذاق الطعام، يمكن اتباع مجموعة من الخطوات البسيطة سهلة التطبيق، أبرزها: تحديد مواعيد ثابتة ودقيقة لتناول الطعام، وتحديد مدة زمنية معينة من 15 إلى 20 دقيقة على الأقل.
ومن المهم، أيضاً، عدم تشتيت الذهن أثناء تناول الطعام، سواءً بالأحاديث الجانبية، أو مشاهدة التلفزيون، أو العبث بالهاتف المحمول، ومن المهم أيضاً تناول الطعام بوضعية الجلوس بشكل مريح وباسترخاء، وتجنب تناول الطعام وقوفاً.
ومن الضروري، تناول قضمات صغيرة متتالية من الطعام، لتسهيل عملية المضغ، ومساعدة المعدة على استقبال الطعام على دفعات صغيرة ومتتالية، كما أن تناول الطعام ببطء يحقق عملية هضم أسهل وأفضل، ما يعني أن الجسم سيمتص العناصر الغذائية بطريقة صحيحة ومتوازنة.
ومن أبرز الاستحقاقات المرضية، التي يمكن أن تصيب من يتناولون طعامهم بسرعة، خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي التي تهيئ إصابتهم تالياً بأمراض القلب، نتيجة ارتفاع الدم والكوليسترول.