احتفى مهرجان جرش للثقافة والفنون في الأردن، ضمن فعاليات برنامجه الثقافي بالدراما العربية، مخصصاً ندوة حوارية، أدارها نقيب الفنانين الأردنيين المخرج محمد يوسف العبادي، تحت عنوان "مفهوم الدراما وأهمية نقل الواقع المعيش للجمهور"، وشارك في الندوة كلٌّ من: الفنانة الكويتية هدى حسين، والفنانة السورية أمل عرفة، ونقيب المهن التمثيلية في مصر، د. أشرف زكي، والكاتب والسيناريست المصري د. مدحت العدل.
وأضاء العبادي، في تقديمه للندوة، على بعض المحطات الفنية، التي تتقلب فيها الدراما من حال إلى حال، مبيناً الأثر، الذي يمكن أن تقوم به الأعمال الفنية في تصحيح أخطاء المجتمع، والتركيز على المشكلات التي يعانيها، وتقترح حلولاً لمعالجتها.
وخلال الندوة الحوارية، قالت الفنانة هدى حسين إن الدراما من بين الوجبات المهمة، التي تقدم للجمهور لإثراء وعيه وصقله، فشاشة التلفزيون والمسرح والسينما وكل الفنون هي وسائل إعلامية لها تأثير کبير على الجمهور، لارتباطه بما يقدم وتأثيره الکبير عليه، باعتبارها مواد درامية وموضوعات تهم الجمهور، لاسيما تلك القادرة على نقل المواقف والأحداث والقضايا من الواقع الاجتماعي، وتجسيدها على الشاشة بتفاصيلها، وتقديم الحلول لها إن أمكن.
وأضافت هدى: "ينقصنا، اليوم، وجود دراما موجهة للطفل وتوجيهية له، على أن تكون متخصصة وقادرة على دخول عالمه، وامتلاك أدوات تربوية وصحية للمتابعة والتوجيه".
بدورها، أكدت الفنانة أمل عرفة أن دور الدراما حالياً صعب، ومهمتها الأولى هي التصدي للكثير من الهجمات، التي تهدد القيم الأسرية والاجتماعية والثقافية عند الجيل الحالي. وقالت: "بكل تأكيد، نحتاج في الوطن العربي إلى مشروع وحدوي ثقافي فني عربي، يحافظ على الهوية العربية في ظل أعمال منسوخة وبعيدة عن قيمنا وهويتنا، ولهذا السبب أنا منحازة إلى أي عمل إنساني يطرح قضايا تهم الإنسان، بغض النظر عن عرقه وأصله".
ولم تخفِ أمل انزعاجها من المقاييس، التي ينتهجها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أن المعلقين يفرضون مقاييس لا علاقة لها بالفن عند الحكم على الأعمال، فيتجاهلون القيمة لصالح الصورة.
وأشار د.مدحت العدل إلى أنه ينطلق في أعماله من رؤيته كفنان ومثقف عروبي، يعتبر أن كل بلاد الوطن العربي بلاده، وأنه لا يتردد في أن يكون بأي موقع يخدم الدول العربية من مهنته ككاتب وسيناريست وشاعر ومنتج، معبراً عن فخره بأنه من كتب كلمات أوبريت "الحلم العربي".
وحول رؤيته الدرامية، أوضح العدل أنه يتفق مع من يقول إن الدراما هي الواقع، وعلى الدراما أن تحفر في مشاكل المجتمع؛ لتلقي بالضوء على الهموم والتعقيدات، وأن تساهم في تقديم حلول غير مسبوقة لعلل المجتمع، تعبر عن قضاياه. وقال: "أيضاً، أدعم وجود ترفيه وتسلية في بعض الأعمال، فمهمة الفن في الأساس هي الإمتاع".
وبيّن د. أشرف زكي أن فن الدراما يستمد كل موضوعاته وشخصياته وقضاياه من المجتمع، معتبراً أن الفن والمجتمع يكملان بعضهما، فلا يمكن أن تستغني الدراما عن المجتمع وقضاياه، ولا يمكن أن يستغني المجتمع عن الدراما". وقال: "خلال الخمسين عاماً الماضية، أصبح العلاج بالدراما فعالاً إلى أقصى درجة عند المصابين بالتوحد، فالدراما اليوم تستخدم لعلاج المرضى، وتعديل سلوك الأطفال غير الأسوياء، كما أن الأثر الأهم للدراما هو تعليم الناس التسامح، لاسيما في حاضرنا المشحون اليوم بالضغوط".