في موسم الصيف تكثر المهرجانات والحفلات، ويتخذ الكثيرون قرار الاستمتاع بها والذهاب إليها، لكن ما لا يعرفه العديدون من مرتادي تلك الحفلات عند الشروع في مغامرتهم الخاصة، وحضور هذه المناسبات، هو ما يحدث لكل الأشياء التي يتركونها وراءهم.
وعادةً، يتم التخلص من جبال من القمامة عند انتهاء المهرجانات، ما يشكل حملاً كبيراً على البيئة، كما أن المهرجانات تواجه تحديات الاستدامة نفسها التي يواجهها باقي المجتمع، مثل: إمدادات الطاقة، واستخدام الموارد، ومسائل التنقل والاقتصاد الدائري، لكن على نطاق أصغر.
وعلى سبيل المثال، تُظهر دراسة تبحث في البصمة البيئية للمهرجانات في المملكة المتحدة أن 3 ملايين من مرتادي المهرجانات يستخدمون ما يقارب الخمسة ملايين لتر من الديزل سنوياً، وأنه عندما يذهب 80 ألف شخص إلى مهرجان ما، خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإنهم يتركون كمية القمامة نفسها التي تنتجها مدينة يقطنها 80 ألف شخص في العام.
كل ما ذكرناه، سابقاً، جعل البعض يفكرون في استحداث حفلات موسيقية مستدامة، وإيجاد حلولِ لجعل المهرجانات أكثر استدامة.. نرصد هنا بعض الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك.

 

استخدام بدائل الطاقة والطعام المستدام وإعادة التدوير:
يعتبر المهرجان مدينةً صغيرة تحت الضغط، لذا من المهم التفكير في طريقةٍ لاستخدام بدائل الطاقة. على سبيل المثال، يهدف مهرجان "DGTL" الهولندي للموسيقى الإلكترونية إلى أن يصبح أول مهرجان اقتصادي دائري في العالم، إذ تأتي الطاقة التي يستخدمونها لمرتادي المهرجان، البالغ عددهم 40 ألفاً، من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، كما تم استبدال اللحوم ببدائل نباتية.
إلى جانب كل ذلك، تتم معالجة المياه المستخدمة في المراحيض لإعادة استخدامها في أمور أخرى، وتتولى إدارة المهرجان فصل القمامة بشكل صارم لإعادة تدويرها.
وفي خطوةٍ أخرى لمهرجانٍ آخر، يرغب في اتخاذ الاستدامة نهجاً، جهزت إدارة مهرجان "Terraform"، الذي يضم أكثر من 2000 زائر بالقرب من ميلانو، موظفيها بمركبات كهربائية، ما وفر ما يقارب الـ250 لتراً من البنزين، إلى جانب بنائها مراحله من خشب الأشجار التي دمرت خلال عاصفة في المنطقة، ما كانت له آثار جانبية لطيفة، تتمثل في دعم المجتمعات المحلية، وكذلك جعل المنتجات الموجودة في المهرجان خالية من البلاستيك.

استخدام مراحيض السماد:
في العديد من دول العالم، بدأت فكرة إنشاء مراحيض السماد، وهي نوع من المراحيض الجافة، التي تعالج فضلات البشر عن طريق عملية بيولوجية تسمى "التسميد"، إذ يتم خلال هذه العملية تحلل المواد العضوية، وتحويل البراز البشري إلى مواد تشبه السماد العضوي، يتم استخدامها لأغراض أخرى.
ويدرس مشروع البحث ZirkulierBar كيف يمكن إعادة استخدام البراز من مراحيض السماد المستخدمة في المهرجانات بألمانيا كسماد، وقد أظهرت النتائج الأولى أن هذا يعمل بالفعل.

 

استخدام حافلات الفنادق ووسائل النقل العام:
يمكن لمرتادي المهرجانات القيام بدورهم أيضاً، فبدلاً من قيادة سياراتهم الخاصة إلى موقع المهرجان، من الأفضل أن يستخدموا وسائل النقل العام، وفي حال أقيم المهرجان بعيداً عن المدينة، فقد تكون مشاركة السيارة فكرة جيدة.
كما تقدم بعض المهرجانات قطارات وحافلات، لنقل الأشخاص من المدن إلى مواقع المهرجانات البعيدة في كثير من الأحيان.
على سبيل المثال، يقدم مهرجان "Melt"، الذي يقام في منجم سابق للفحم البني بألمانيا الشرقية، خدمة قطارات فندقية، بحيث يمكن لمرتاديه ركوب القطار من كولونيا أو ميونيخ؛ لنقلهم إلى موقع المهرجان، واستخدام القطار للنوم في حال رغبوا بذلك خلال المهرجان، كما يتم توفير الخيام للراغبين في ذلك، وهذا الإجراء وحده وفر 20 طناً من ثاني أكسيد الكربون.