يمكن لثقافة العمل السامة أن تثني الناس عن تقديم أفضل ما لديهم، ما يؤثر في الأداء، ودائماً تكون بيئة العمل الصحية أكثر إنتاجية ومشاركة ومرونة، وهذا هو السبب في أن إعطاء الأهمية الواجبة للصحة العقلية للموظفين، مع الوصول إلى الأهداف والغايات، أمر مهم لثقافة عمل إيجابية، ويجب أن تلاحظي علامات معينة، تشير إلى أن مكان عملكِ يقدر الصحة العقلية.

تأثير العمل في الصحة العقلية:
قبل الحديث عن العلامات، التي تخبركِ بأن مكان عملكِ يقدر صحتكِ العقلية، يجب أن نتحدث عن تأثير العمل في الصحة العقلية. عندما يعاني الموظف ضغوط العمل، وعدم القدرة على إدارة الوقت والمهام بشكل فعال، فإن ذلك يؤثر سلباً في صحته العقلية، ويؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض نفسية، مثل: الاكتئاب، والقلق.

مشاكل الصحة العقلية في مكان العمل:
يزعج الإجهاد المرتبط بالعمل أي شخص، ومع ارتفاع عبء العمل والضغط؛ لتحقيق الأهداف وساعات العمل الطويلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإجهاد، ما يؤثر في الصحة العقلية. وبيئة العمل غير الصحية تؤدي، أيضاً، إلى حالات صحية أخرى، تعرفوا إليها:

1. الإرهاق:
التعرض المطول للإجهاد الشديد، يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق، الذي يتميز بالإجهاد العاطفي، وانخفاض الأداء.

2. القلق والاكتئاب:
قد تساهم عوامل مكان العمل، مثل: ثقافة العمل السامة، ونقص الدعم، في تطور القلق والاكتئاب.

3. التنمر:
بعض الناس يصبحون ضحايا للمضايقات المكتبية أو التنمر في العمل، ويمكن أن تكون لهذا آثار شديدة على الصحة العقلية للشخص.

4. العزلة والوحدة:
يمكن أن يؤدي الشعور بالانفصال عن الزملاء، أو الاستبعاد من مجتمع العمل، إلى مشاعر الوحدة والعزلة.

5. أمن وظيفي غير مؤكد:
يمكن أن يسبب الخوف من فقدان الوظيفة، أو ظروف العمل غير المستقرة، القلق والتوتر لدى بعض الناس.

6. عدم الموازنة بين العمل والحياة:
يصبح تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية أمراً صعباً، ما يؤثر في الصحة العقلية العامة.

لماذا الصحة العقلية في مكان العمل مهمة؟
من الأهمية بمكان أن تعطي الإدارة الأولوية للصحة العقلية للموظفين، حيث إن التركيز على الصحة العقلية يعزز ثقافة العمل الإيجابية، ويقلل التغيب، ويعزز الرضا الوظيفي، ومن خلال معالجة مخاوف الصحة العقلية، توضح الإدارة رعاية رفاهية موظفيها.
وهذا بدوره يعزز الروح المعنوية والولاء، ما يؤدي إلى تحسين معدلات الاحتفاظ، وتقليل التنقل بين الوظائف. أيضاً، يمكن أن يساعد الاستثمار في مبادرات الصحة العقلية في منع الإرهاق، والقضايا المتعلقة بالتوتر، والصراعات المحتملة، ما يخلق مكان عمل أكثر انسجاماً وازدهاراً.

علامات تدل على أن مكان عملك يقدر الصحة العقلية:
1. يشجع التواصل المفتوح:
تعزز الإدارة بيئة، يمكن للموظفين فيها مناقشة الصحة العقلية، دون خوف من وصمة العار أو التداعيات.

2. تقديم موارد الصحة العقلية:
توفر بيئة العمل إمكانية الوصول إلى المشورة، أو مجموعات الدعم، أو ورش العمل؛ لمساعدة الموظفين في إدارة رفاهيتهم العقلية.

3. ترتيبات عمل مرنة:
المؤسسات أو الشركات، التي تسمح بجداول زمنية مرنة، وخيارات عمل عن بُعْد، واستيعاب الاحتياجات الفردية، وتعزيز التوازن بين العمل والحياة.. من علامات مكان العمل الصحي.

4. تعزيز استراحات العمل:
يتم تشجيع فترات الراحة المنتظمة؛ لمنع الإرهاق، وزيادة الإنتاجية، لكن هذا لا يعني أن تبقى في الخارج كثيراً من أجل تناول مشروبك المفضل.


5. الاعتراف بالإنجازات والجهود:
تعترف الإدارة بإنجازات الموظفين، وهذا يساعد على تعزيز احترامهم لذواتهم ودوافعهم.

6. سياسات مكافحة التمييز:
إن وجود سياسات واضحة ضد التمييز على أساس ظروف الصحة العقلية لدى المؤسسة، يضمن بيئة آمنة وشاملة.

7. التدريب على الصحة العقلية:
توفر الإدارة التدريب؛ لزيادة الوعي، ومنح الموظفين المهارات اللازمة؛ لدعم الزملاء الذين يواجهون تحديات الصحة العقلية.

8. برامج مساعدة الموظفين:
إذا كانت الشركة تقدم مثل هذه البرامج؛ لتوفير الدعم والموارد السرية للموظفين في أوقات الشدة.

إن العمل يؤثر بشكل كبير في الصحة العقلية، لذا يجب على المسؤولين في العمل تقدير الصحة العقلية للعاملين، وتوفير بيئة عمل صحية ومريحة لهم. ويمكن معرفة مدى تقدير الصحة العقلية في مكان العمل، من خلال الدعم النفسي والمرونة، اللذين يوفرهما العمل، والبيئة المريحة فيه.