عفراء والمها ومهرة.. يجمعهن الإبداع والاحتفاء بالأصالة
يحركهن الإبداع والإحساس بالمجتمع والأسرة والانتماء إلى الوطن، ويجمعهن الفن الهادف، وتتأصل بداخلهن الثقافة الإماراتية، متشابهاتٍ في تسخير الإبداع - كلٌّ في مجالها - لبناء جسور ثقافية، وإنشاء منصة لرواية القصص المفيدة لجيلهن، وللأجيال المقبلة. على غلاف عدد أغسطس، الذي يحتفي بالمرأة الإماراتية، تجتمع الفنانة التشكيلية عفراء السويدي، التي تعبر أعمالها التركيبية عن أفكارها ورسالتها. والرسامة المها جار الله، التي تترجم - بلوحاتها - الجمال القابع في حكايا الماضي. والمصورة الفوتوغرافية مهرة المهيري، التي توثق - بعدستها - اللحظات الثقافية والإنسانية لتلهم الآخرين.. تروي الشابات الإماراتيات، في حوارهن مع «زهرة الخليج»، محطات أساسية من مسيرتهن المكللة بالإنجاز والتميز؛ ويُتوَّج كل ذلك بروائع مجوهرات «Cartier»، لتضيف إلى إطلالات الشابات الناجحات مزيداً من التألق والبريق:
عفراء السويدي: أركز على الاستدامة في فني
في أعمالها الفنية التركيبية، تعبر الفنانة الإماراتية، عفراء السويدي، عن أفكارها أولاً، موجهةً رسائل واقعية عن ومن المجتمع. تحمل عفراء شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة زايد عام 2016، وشاركت - بأعمالها المبتكرة - في العديد من المعارض محلياً وعالمياً:
• ما الذي صنع ذكريات طفولتك السعيدة؟
- لعبت أمي دوراً كبيراً في حياتي منذ طفولتي؛ فقد كانت - وما زالت - الداعمة الكبيرة في حياتي شخصياً ومهنياً؛ فأستمد منها قوتي، فهي بالنسبة لي مثال للمرأة المثالية.
• كيف طورتِ موهبتك وأدواتك الفنية، إضافةً إلى الشهادة الأكاديمية؟
- لأنني الابنة الصغرى في العائلة، كنت منجذبة إلى القصص المصورة، ومشاهدة الكرتون. لكن الأهم من ذلك، أنني كنت أشعر بسحر الأعمال اليدوية؛ فأقوم بفك ألعاب الدمى (البراتز)، وإعادة تركيبها وإلصاقها بقطع أخرى. كما كنت أجمع القصص المصورة، وأقوم بتقطيعها وإعادة ترتيبها ولصقها في ورقة أخرى؛ لتشكيل «كولاج». الألوان كانت تجلب البهجة لي، وأذكر أنني - في فترة المراهقة - استخدمت غلاف جهاز التكييف المربع القديم، وبدأت تلوينه بألوان «النيون». عندما واصلت تحصيلي الجامعي، وتعلمت من خلال تجاربي في جامعة زايد، أدركت أن هذا الاهتمام الذي أشعر به «فن»، وأن «الخربشات» التي كنت أشعر بالانجذاب إليها فنون جميلة. أدركت، أيضاً، أن هناك العديد من الفنانين، الذين اتخذوا هذه المهارة مهنة، ولطالما كنت أسعى، ومازلت، في هذا المجال؛ لتطوير مهاراتي الفنية، واكتساب خبراتي. وبفضل تشجيع ودعم أمي، لم أتوقف أبداً عن مواصلة هذا السعي.
• في أعمالك الفنية.. تطرحين قضايا ذات مغزى، هل هذه رسالتك الواقعية كفنانة مثقفة؟
- القضايا، التي أطرحها في أعمالي الفنية، رسائل واقعية عن ومن المجتمع، وأعمالي هي عبارة عن أفكاري الداخلية، التي أؤمن بها، والتي يشاركها المجتمع.
• شاركتِ في معارض عدة، محلياً وعالمياً.. إلى أي مدى يساهم تفاعل الفنان المباشر مع متلقي فنه في بلورة تجربته؟
- توفر المعارض للفنانين منصة للتعبير - بحرية - عن أفكارهم، وعواطفهم، وهذا يشجع الإبداع، ويسمح باستكشاف أنماط وموضوعات فنية متنوعة؛ فالمعارض تجمع فنانين من خلفيات وثقافات ووجهات نظر مختلفة؛ ما يعزز التبادل الثقافي والتفاهم، ويسمح للفنانين بالتعلم من بعضهم بعضاً، وبتوسيع آفاقهم الفنية، ويلهم الفنانين دفع حدودهم الإبداعية إلى خارج نطاقهم، وأيضاً هي بمثابة نقطة التقاء للفنانين، وهواة الفن، ومقتنيه، والجمهور العام. وكل هذا يصنع مساحة للمحادثات الهادفة حول الفن والثقافة والمجتمع، ما يسمح بتبادل الأفكار ووجهات النظر، التي يمكن أن تسهم في التنمية الاجتماعية والثقافية.
• ما آخر نتاجك الإبداعي، وعلى ماذا يتركز؟
- في أحدث معرض فني شاركت به، وكان بعنوان «سلام» في «آرت بوث غاليري» بأبوظبي، بدأت إنتاج فن جديد، يركز على قضية الاستدامة. وقد استخدمت في أعمالي التركيبية - بشكل رئيسي - مكعبات بلاستيكية من نوع «ليغو»، جمعتها من أطفال عائلتي، وقمت بإعادة تركيبها، ثم تذويبها لصنع قطع فنية يمكن اقتناؤها. ما ألهمني في هذه العملية، هو عرض ثلاثة صناديق ألعاب، كانت سترمى في سلة المهملات من قِبَل قريب لي يبلغ من العمر 9 سنوات. يهمني أن أنقل هذه الرسالة من خلال أعمالي، التي يمكن أن تلهم الجيل الجديد، ليصبح واعياً، ويهتم بإعادة التدوير، والحفاظ على البيئة.
• كيف بدأت علاقتك بالمجوهرات؟
- في الواقع، يمكن اعتبار المجوهرات شكلاً من أشكال الفن، تماماً مثل اللوحات أو المنحوتات، ويمكن الإعجاب بالمجوهرات، وتقديرها كفنٍّ. عندما أنظر إلى المجوهرات؛ تدور تساؤلات في مخيلتي، مثل: كيف تم إنشاء قطع جذابة بصرياً وفريدة من نوعها؟ وما المواد المستخدمة؟ وكيف تم ذلك بحرفية رائعة؟.. أنا أنجذب إلى التصاميم المعقدة، ففي النهاية هي وسيلة للتعبير عن الذات، ما يسمح للأفراد بإبراز أسلوبهم الشخصي، ومعتقداتهم، وتراثهم الثقافي.
• يوم المرأة الإماراتية.. ماذا يعني لك تخصيص هذا اليوم الاحتفائي؟
- في البداية، نشكر قيادتنا الرشيدة على تخصيص يوم للمرأة الإماراتية، نحتفي فيه ببنات الوطن الناجحات والملهمات، ودورهن في نهضة الدولة. في هذا اليوم كلَّ سنة، أعتز بكوني امرأة إماراتية، تحتفي بقصص نجاحات إماراتية في المجالات المختلفة. إن هذا اليوم يعكس فخر وهوية الوطن، ويعرض قوة ومرونة المرأة، التي تلعب دوراً محورياً في تشكيل مستقبل الدولة، ويعزز الشعور بالوحدة والوطنية بين المواطنين.
المها جار الله: أجد الجمال في الماضي ورواياته
من خلال غوصها في أرشيفات عائلتها، والبيئة المحيطة بها، تعود الفنانة التشكيلية الإماراتية، المها جار الله، إلى الماضي، وتستقي منه سلسلة من اللوحات التصويرية، المعبرة عن خلفية عائلتها، وأيضاً عن مقاربتها وفهمها لسياق التاريخ الحديث للتعلم منه:
• في أي مرحلة من حياتك أصبح الفن والثقافة مرادفين لها؟
- ولدت ونشأت وسط مدينة أبوظبي، بين العمران، والبناء المستمر، وزحمة الطرق، والناس حولي من الثقافات المختلفة. كان محيطي مليئاً بالأشكال البصرية، خاصة لطفلة تريد استكشاف ما حولها. في 2006، انتقلنا إلى ضواحي أبوظبي؛ ما سمح لي برؤية منظور مختلف للبيئة المحيطة، والمقارنة بينهما. كنت أريد البوح بالكثير من الصور منذ صغري، فذهبت إلى كلية الفنون في جامعة زايد، وتحديداً إلى «بيت 15» فقد كان ملتقى الفنانين في أبوظبي للتعلم من فنانين آخرين، ما حفزني على متابعة مسيرتي لأن أصبح فنانة إماراتية، أستطيع أن أتكلم من خلال رسومات عن محيطنا، وتاريخنا الحديث.
• كيف تصفين أسلوبك في الرسم؟
- لديَّ نمطي الخاص، حيث أبدأ - قبل أي مشروع - بالبحث عن كتب ومقالات خاصة بالموضوع الذي أريد التحدث عنه، بعد ذلك أبحث عن أرشيفات تُوصّف الموضوع، وتحكي قصته. أحياناً، آخذ الكاميرا، وأبدأ بتدوين البيوت؛ لأنني أرى أن البيوت الإماراتية تحكي قصصاً عن أسرة واحدة، وأحياناً عن أسر عدة. بعد ذلك، أحتفظ بالصور لنفسي، وأشاركها مع الناس من خلال رسمها؛ لأن رسم هذه الصور يعطيها ملمساً إنسانياً، فيه مشاعر تجاه هذه الصورة، ويسلط الضوء على ما ركزت عيني عليه، وأيضاً ما أرادت عيني حذفه، وكيفية مشاهدة الصورة، وشعوري تجاهها. أحياناً، أستخدم القماش اليمني بدل قماش الكانفاس؛ لوصف خلفية الأشخاص، من خلال خلفية اللوحة، والألوان الزيتية.
• كانت جدتك «شادية» مثالاً رائعاً لتمكين المرأة.. ما القيم التي غرستها بداخلك، هي ووالدتك؟
- غرست جدتي «شادية»، في وجداني، أهمية الدراسة والتعليم، والتركيز على أهدافي. ترعرعت في بيت مليء بنساء ذوات شخصيات قيادية وقوية. وأراهن أمهات قويات الشخصية، يفعلن المستحيل لعائلاتهن، وأيضاً لمجتمعهن. أهم الدروس التي تعلمتها، هو أهمية العائلة في حياتنا اليومية.
• كونك شابة وفنانة.. ماذا يعني لك الاحتفاء بالأصالة؟
- يعني لي الاحتفاء بجميع الأمهات، وجميع الشابات اللاتي يمشين هذه المسيرة معي، مسيرة بناء الذات، المتعلقة بالمهنة والعائلة في الوقت نفسه. وفي جميع القطاعات على اختلافها، وليست الثقافية فقط، أثبتنا - كنساء - أننا نساهم في إنعاش المجتمع، وأثبتنا أيضاً أهمية دورنا في بناء مدينتنا.
• من خلال فنك.. كيف تسعين إلى بناء جسور ثقافية بين الماضي والحاضر، وبالتالي إلهام أبناء جيلك؟
- الهدف من معارضي وأعمالي، هو دعوة كل شخص إلى الذهاب إلى جدته، والتحدث عن حياتها، التي عاشتها، فمن هذا التاريخ الحديث قد نتعلم الكثير، ونفهم الكثير أيضاً.
• عندما تتأملين صور وأرشيف الماضي، هل وجدته أجمل من الحاضر؟
- أجد الجمال في الماضي ورواياته، وأرى الجمال الذي بناه الماضي في حاضرنا، وأستطيع دمج الأحداث، وفهم نفسي وأفكاري، وكيف تربيت من خلال هذه الصور. أستطيع، كذلك، رؤية أهمية العائلة في هذه الصور، وكيف حصد جيلي، وسوف تحصد الأجيال القادمة الحب والجمال نفسيهما.
مهرة المهيري: أسمع القصة وأصور المشاعر
تطورت هواية مهرة المهيري في التصوير؛ لتتحول إلى شغف كبير، مهّد لها طريق النجاح كمصورة محترفة. وتهوى، حتى اليوم، توثيق اللحظة الثقافية، محترمةً موضوع تصويرها، سواء كان شخصاً أو مشهداً أو مكاناً، وكل ما يحرّك عدسة كاميرتها، التي تلازمها أينما كانت.. في هذا الحوار نسألها:
• كيف أصبحت الكاميرا رفيقتك؟
- بدأ التصوير لديَّ كهواية؛ فمنذ صغري كانت عمتي الشخص الموثِّق لدينا في العائلة، وفي كل رحلاتنا كانت تحمل معها الكاميرا، وكانت تدعنا نشاهد فيديوهاتنا وصورنا ونحن صغار. بدأ الموضوع كهواية؛ ليصل إلى شغف بالتصوير. كنت مسافرة لمدة أسبوعين، وسُرق هاتفي، وفي هذين الأسبوعين كنت وحدي، ومعي كاميرا بحجم الجيب، أحملها معي أينما ذهبت. انطلاقاً من الهواية والشغف، اطلعت على أعمال العديد من المصورين عبر «السوشيال ميديا»، الذين قدموا إليَّ الدعم والمعرفة، فقد وثقوا وآمنوا بي، فتشجيعهم ساعدني على السعي وراء الكثير من المشاريع. في ذلك الوقت، لم أكن أعرف أنني أبني «بورتفوليو»، وأجد صوتي الفني، فلطالما انجذبت إلى اللحظة الميتة، التي تشترك في هذه الحميمية غير الملموسة، والتي تلمسونها دائماً في صوري، إذ أشعر بأنها رسالتي؛ للعثور على هذه الوثائق الثقافية التفصيلية، وأنه إذا لم يتم ذلك من قِبَلي، ومن قِبَل أبناء جيلي، فلن يكون الجيل التالي موجوداً لمشاهدة الأشياء التي نعاصرها الآن. في ضوء التغيرات التي تحدث في الخليج من تطور وتأقلم، هناك مرحلة انتقالية كبيرة، ستغيب عن الجيل المقبل؛ لذا أحب أن أقدم إلى الرائي انفعالات ومشاعر ومشاهد من المنطقة العربية والشرق الأوسط، التي رصدتها، وقد أكون تجاهلتها في يوم من الأيام، ولم ألاحظها، والآن أنتبه إليها. إن الكاميرا ترافقني أينما ذهبت، فلديَّ اثنتان: واحدة للعمل فقط، وأخرى أحملها معي في يومياتي.
• متى تتحرك عدسة كاميرتك؟
- تتحرك عدسة كاميرتي؛ عندما أنتبه إلى أمر لم ينتبه إليه المحيطون بي، وأشعر بأن ما أراه حالياً، قد لا أراه بعد فترة. بعد مراقبتي، ورصدي للموقف الذي يحدث أمامي، ألتقط الصورة لأخلدها لي، وللأجيال المقبلة.
• كيف، ومتى، يصل المصور إلى مرحلة التقاط المشاعر، وليس الوجوه؟
- لكي يتمكن المصور من التقاط مشاعر الأشخاص، وليس فقط وجوههم، أو ما يحدث أمامه، عليه أن يبني علاقة بينه وبين الشخص الذي أمامه. شخصياً، يستحيل أن أصور الأشخاص دون أن أبتسم لهم، وأسلم عليهم، وفي كثير من الأحيان أجلس معهم، وأتجاذب معهم أطراف الحديث، وأسألهم ويجيبونني، وفي كثير من المرات أسجل أصواتهم والحديث الذي يدور بيننا، لمجرد التوثيق، وليس لاستخدام التسجيل في غرض آخر، لأنني أشعر بأن لديهم قصة، وبعد أن أسمعها؛ أشعر بأنه حان وقت التقاط الإحساس والانفعال، وأرى أنه يستحيل التقاط مشاعر شخص معين إذا كنا غربَيْن.
• ما الصورة التي شكلت منعطفاً جذرياً في مسيرتك؟
- كنت أسير في أحد أسواق الشارقة القديمة، فشاهدت محلاً أسرني، كان عبارة عن محل أنتيك وسجاد، أخذت صورة لاسم المحل، وعدت إليه بعد فترة قصيرة، والتقيت صاحبه، كان شخصاً يمنياً طاعناً في السن، مولعاً بالأنتيك، عرّفته بنفسي، وتبادلنا الحديث، فأخبرني بقصته. لفتتني الطريقة، التي كان يتكلم بها عن الأشياء الموجودة في المحل، وكان يقول: «لولا أنها مصدر رزق لي؛ ما كنت لأبيعها؛ لأنها غالية على قلبي». وبعد حوالى 3 ساعات من جلستنا الكلامية، قلت له: «حسناً عمي، هل يمكنني تصويرك؟». كان كبيراً في السن، ومتجهماً، ما يوحي بأنه انطوائي وعصبي، لكن بعد حديثي معه أجابني بحماس: «بالطبع، كما تريدين يا ابنتي!». لم يستغرق الأمر أكثر من 5 دقائق، فوقف وصورته، وانتشرت الصورة بسرعة كبيرة. وقد التقيته بعد 3 سنوات مصادفة في دبي، بعد أن غير عنوانه؛ فتذكرني.
• ما الصورة المثالية.. في رأيك؟
- أعتقد أنه لا يوجد شيء كهذا؛ فقد تكون صورة معينة مكملة لصورة، وتعطي انطباعاً مختلفاً لمصور آخر قد يرى أن تركيبتها، أو إضاءتها، تشوبهما شائبة. أشعر بأن معنى الصورة المثالية يختلف لدى كل شخص؛ لأن التصوير يختلف من شخصٍ إلى آخر، ومن منظور المصور للشخص، أو للمكان، أو للقصة التي يحاول تصويرها.
• من خلال عدستك.. كيف تساهمين في تعزيز التراث الإماراتي، ونشر الثقافة الوطنية؟
- من خلال العدسة، أحب أن أبرز موضوعي بإحساس عميق بالاحترام، وفضول تجاه الثقافة أو الموضوع الذي أوثقه. أسعى إلى اكتساب الفرص للتعلم والتواصل مع الأشخاص، والمادة التي أصورها. أحب الشعور بالتواصل معهم، حتى لو أكنت أعرف عن الموضوع؛ فمن المؤكد أن هناك من يعرف أكثر مني، وهذا الفضول يجعلني ألتقط جوانب مميزة، وأبرز الجوهر والفوارق البسيطة من خلال صوري. هذه المقاربة ساعدتني في تطوير، وتقدير، الديناميكية بيننا وبين ثقافتنا.
• متى، وكيف، كان لقاؤك الأول مع قطع المجوهرات، وما حجرك المفضل؟
- بصراحة لا أذكر، لكنني - منذ طفولتي - أتذكر أن والدتي كانت ترتدي أساور ملونة، ومرصعة بأحجار كريمة فريدة من نوعها، كنت مشدودة إليها. عندما كبرت، استوعبت أنها كانت من تصميم وتصنيع صديقة عزيزة على قلبها. وجه الفرادة في الموضوع، هو أنها مزينة بالأحجار الكريمة. بالنسبة لأحجاري المفضلة، لطالما أثرت طبيعتنا وبيئتنا في حياتي، نحن وأهلنا أولاد بحر، واللؤلؤ له علاقة كبيرة ببيئتنا ونشأتنا، ولطالما كنت مولعة بالبحر، وحجر السافير، والتمعن فيه. في الواقع، أملك الكثير من الساعات المرصعة بالسافير، الحجر المرتبط - تقليدياً - بالحكمة والولاء والصدق والسلام الداخلي، وأشعر بأن لون البحر والسافير متصلان، ويمنحانني هذا الشعور.