في سياق اهتمامها بجميع فئات المجتمع، خصصت منصة "نتفليكس" العالمية للأفلام، لجمهورها، أربعة أفلام تناقش احتياجات وهموم ومشاكل وحياة ذوي الهمم من الصم والبكم، في خطوة رائدة وفريدة على الصعيد الفني.
وتشترك هذه الأفلام في ميزة، هي أن توزيعها الجماهيري ومشاركتها في المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، يأتيان عبر شركة "ماد سوليشن" المصرية، وستعرض هذه الأفلام التي لاقت رواجاً جماهيرياً خلال شهر يوليو الحالي.
والأفلام الأربعة، هي: الفيلم الفرنسي "For My Country"، للمخرج رشيد حامي، والفيلم التونسي "ما تسمع كان الرّيح" للمخرج إسماعيل شابي، والفيلم الفرنسي "Our Ties" للمخرج رشدي زيم، والفيلم التونسي "أطياف" للمخرج مهدي هميلي، وتعرض هذه الأفلام بترجمة عربية، وترجمة أخرى للصم وضعاف السمع.
"For My Country":
يحكي الفيلم قصة "عيسى"، ضابط شاب من أصول جزائرية، يفقد حياته بشكل مأساوي، خلال طقوس انضمام المستجدين إلى مدرسة سان سير العسكرية الفرنسية. وأثناء حزن عائلته، تشتعل الخلافات حول تدابير جنازة "عيسى"، وسط رفض الجيش تحمل المسؤولية. ويحاول "إسماعيل"، أخوه الأكبر المتمرد بطبعه، الحفاظ على وحدة العائلة أثناء محاربتها لنيل العدالة لـ"عيسى".
الفيلم من إخراج وسيناريو رشيد حامي، وشاركه في كتابة السيناريو المؤلف والفيلسوف الشهير أوليفييه بوريول، ويشارك في بطولة الفيلم: هيوجو بيكر، كريم لكلو، أليسيا هافا، لبنى أزابال، شين بومدين، سمير قواسمي، وسليمان دازي. حصل الفيلم على عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، حيث ترشح لنيل جائزة الأسد الذهبي، بينما شهد عرضه العربي الأول، العام الماضي، في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
"ما تسمع كان الريح":
يحكي الفيلم قصة "ندى"، التي تعاني ضعف السمع، وتعيش حياة مزدوجة، ففي النهار تقود حياة وحيدة ومملة وفي الليل تعيش حياة عنيفة. الفيلم من إخراج ومونتاج إسماعيل شابي، وتشارك مع أخيه يوسف في تأليف الفيلم، وهو من بطولة: نور هجري، ريم الحيوني، أيمن بن حميدة، وأيمن الماجري. وكان العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان روتردام السينمائي الدولي بهولندا، وعرض عربياً لأول مرة ضمن مهرجان أيام قرطاج السينمائية في تونس، العام الماضي.
"Our Ties":
يتناول الفيلم قصة أخوين، هما: "موسى" الشخص اللطيف، المنكر للذات، والداعم لعائلته، وعلى النقيض أخوه "رياض"، المذيع التلفزيوني المشهور الذي يمقته من حوله بسبب أنانيته، والمدافع الوحيد عنه هو "موسى"، الذي يُكن له إعجاباً شديداً، وتتسبب بعدها وقعة قوية في إصابة "موسى" بصدمة دماغية خطيرة، تجعله يتحدث دون تمييز بحقائق قاسية لأصدقائه وعائلته، على حد سواء.
الفيلم من إخراج رشدي زيم، وشارك في تأليفه مع مايوين، ويضم الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم الحائزين عشرات الجوائز، وهم: سامي بوعجيلة الفائز بجائزة سيزار الفرنسية كأفضل ممثل، والنجمة الفرنسية مايوين الفائزة بجائزة لجنة التحكيم من مهرجان كان السينمائي، والمرشحة للعديد من جوائز سيزار، ورشيد بوشارب الفائز بجوائز من مهرجانات: كان وبرلين ولوكارنو وسيزار، ورشدي زيم، ومريم سرباح، وهابيل جافري، وليلا فيرنانديز، ونينا زيم.
وعرض الفيلم لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي، حيث نافس في جائزة الأسد الذهبي، كما عرض العام الماضي عربياً لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قبل أن تنطلق عروض الفيلم تجارياً في دور العرض الفرنسية.
"أطياف":
تدور أحداث فيلم "أطياف"، حول الشابة "آمال"، التي خرجت من السجن بعد القبض عليها بتهمة الوقوع في الخطيئة، وتبدأ في البحث عن ابنها المفقود "مؤمن" في قاع العاصمة تونس. وخلال رحلة البحث، يتعين على "آمال" أن تواجه حقيقة سقوط المجتمع التونسي. الفيلم من تأليف وإخراج مهدي هميلي، ويشارك في بطولته نجوم تونسيون، منهم: عفاف بن محمود، وإيهاب بويحيى، وزازا، وسارة حناشي، وسليم بكار، وقام بتأليف الموسيقى التصويرية أمين بوحافة.
وفاز فيلم "أطياف" بـ"جائزة أفضل مخرج" في مهرجان مالمو للسينما العربية، كما حصل على "جائزة أفضل فيلم روائي" من مهرجان عليسة السينمائي في لندن، وكان الفيلم قد عرض لأول مرة عالمياً، ضمن فعاليات مهرجان لوكارنو السينمائي في سويسرا، كما عرض في مهرجان ديربان السينمائي الدولي.