في ظل ما نعانيه من تبعات التغير المناخي، باتت شركات الهندسة المعمارية في جميع أنحاء العالم تتبنى تقنيات تشغيلية وإنشائية صديقة للبيئة، وتحاول إنتاج تصاميم مستدامة؛ لأنها توفر خفضاً كبيراً في التكلفة، وتساهم في حماية الكوكب.
وتهدف الاستدامة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية، عن طريق تقليل استخدام المياه، وزيادة كفاءة الطاقة، وتقليل هدر المواد، وبالتالي خلق بيئة منعشة وصحية للعيش فيها.
في هذا التقرير، نرصد لكم أفضل المباني استدامةً حول العالم، حيث تحتوي على الكثير من الميزات المستدامة لتقليل انبعاثات الكربون، والاستفادة بشكل أفضل من البيئة الطبيعية نتيجة لذلك.
1. برج شنغهاي.. الصين:
يقع برج شنغهاي في قلب الحي المالي بالمدينة، وهو عبارة عن مبنى مكون من 128 طابقاً، تم بناؤه عام 2008 باستخدام مواد من مصادر محلية، بما في ذلك المواد المعاد تدويرها، ويتضمن الكثير من الميزات المستدامة في تصميمه. ويقلل المبنى من البصمة الكربونية بمقدار 34 ألف طن كل عام، ويتضمن أنظمة تحكم ذكية تراقب استهلاك الكهرباء. ونتيجة لذلك، فإنه يوفر في تكاليف الطاقة بمقدار 556 ألف دولار سنوياً.
كما أنه مصمم لالتقاط مياه الأمطار للاستخدام الداخلي، فضلاً عن التفاف الهيكل لتقليل حمل الرياح بنسبة 24%، ما يجعله أكثر مقاومة للزلازل.
2. البيت الأولمبي.. سويسرا:
يعد أحد أكثر المباني استدامة في العالم، إذ يحتوي على ألواح شمسية ومضخات حرارية، تستخدم المياه من بحيرة جنيف لتوفير الطاقة المتجددة، إذ يهدف إلى استخدام طاقة أقل بنسبة 35% من المباني المماثلة، مع تحسين صحة ورفاهية مستخدميها. وتم تصميمه ليعكس مهمة اللجنة الأولمبية الدولية لجعل العالم مكاناً أفضل من خلال الرياضة وإصلاحات الأجندة الأولمبية 2020.
3. الكريستال.. المملكة المتحدة:
يقع هذا المبنى في غرينتش، لندن، وهو مبنى كهربائي بالكامل، ويتم تسخينه عن طريق مضخات الحرارة الأرضية، حيث تولد الطاقة التي توفرها الطاقة الشمسية أكثر من 20% من الكهرباء المستخدمة في جميع أنحاء المبنى.
ويشتمل المبنى، أيضاً، على طريقةٍ لحصاد مياه الأمطار، بالإضافة إلى التدفئة الشمسية، ونظام مبتكر لإدارة المباني، إذ يعمل على أتمتة الطاقة وإدارتها.
4. بنك أميركا.. الولايات المتحدة الأميركية:
يقف هذا البرج في مدينة نيويورك كواحد من أطول المباني في المدينة، وهو أول برج في الولاية يحصل على شهادة (LEED) البلاتينية.
يحافظ هذا المبنى على الكثير من الطاقة؛ لأنه يستخدم محطة طاقة تعمل بالغاز الطبيعي في الموقع لتوفير 70% من احتياجاته السنوية من الطاقة الكهربائية، وتُستخدم الحرارة المهدرة من محطة توليد الكهرباء؛ لتوليد البخار الذي يعمل على تشغيل آلات التبريد، التي تبرد المبنى، فضلاً عن توفير الماء الساخن للتدفئة.
5. قصر صن مون.. الصين:
أحد أكبر المباني الشاهقة التي تعمل بالطاقة الشمسية في العالم. يتميز المبنى بسقف على شكل مروحة، يتضمن أكثر من 5000 لوح شمسي، ويتم استخدامه كفندق ومرافق بحث وغرف اجتماعات، وكذلك مركز معارض.
ويتم توفير 98% من طاقته من خلال صفائح الألواح الشمسية الموضوعة بشكل استراتيجي. وفي إطار عملياته، يدمج المبنى تقنيات الطاقة الكهروضوئية والفولتية الضوئية، وغيرهما من التقنيات الموفرة للطاقة.
6. مركز تايبيه المالي.. تايوان:
ناطحة سحاب شاهقة في تايبيه، يبلغ ارتفاعها 508 أمتار، وتتكون من 101 طابق فوق الأرض، و5 مستويات تحت الأرض، لتصبح أول مبنى في العالم يتجاوز ارتفاعه 500 متر، ويُعرف الآن بأنه أطول مبنى أخضر في العالم، كما يعمل المبنى الآن على تقليل استهلاكه من الطاقة كل عام، بمعدل 33.41 مليون كيلوواط ساعة سنوياً، ويوفر أكثر من مليونَيْ دولار. على سبيل المثال، أدى إدخال تركيبات المياه المنخفضة التدفق مع أنظمة الإدارة المخصصة إلى تقليل استخدام المياه داخل المبنى، دون التأثير على مستأجري المبنى.
7. ون سنترال بارك.. أستراليا:
مبنى شاهق مزدوج متعدد الاستخدامات يقع في نيو ساوث ويلز، أستراليا، ويحتوي على أبراج سكنية، وستة مراكز تسوق للبيع بالتجزئة في قاعدة الأبراج، إلى جانب مجموعةٍ من الميزات الخضراء، مثل: نظام حصاد المياه، والأسطح الخضراء، وإعادة تدوير المواد المهدمة، ومساحات خضراء.
8. مركز سهرابجي جودريج للأعمال الخضراء.. الهند:
يقع في حيدر أباد، الهند، وهو مبنى مصنف "5 نجوم"، تابع لمكتب كفاءة الطاقة، إنه مبنى تجاري يتكون من مكاتب ومختبرات أبحاث وقاعات مؤتمرات.
وتغطي الأسطح المزروعة 55-60% من أسطح المبنى، أما الباقي فتتم تغطيته بالطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 24 كيلوواط، بالإضافة إلى ذلك، تتم إعادة تدوير مياه الصرف وجريان المياه من المبنى بواسطة النباتات الموجودة في المبنى لتنقية المياه وترشيحها.
9. مبنى كيوب.. ألمانيا:
هو مبنى مكتبي على شكل مكعب بالقرب من محطة برلين المركزية، يتكون من 10 طوابق، تم افتتاحه في فبراير 2020، ويتميز بواجهة زجاجية صممت بطيات وتجاعيد على طول السطح، ما يعطي انعكاسات مثل المشكال، وهو مصممٌ ليكون موفراً للموارد وكفاءة في استخدام الطاقة، حيث يتم توليد الطاقة عن طريق الإشعاع الشمسي، بالإضافة إلى ذلك، تم طلاء ألواح النوافذ لتقليل الحرارة داخل المبنى.
10. كوبنهيل.. كوبنهاغن:
واحدة من أنظف محطات تحويل النفايات إلى طاقة في العالم، وقادرة على تحويل أكثر من 440 ألف طن من النفايات إلى طاقة نظيفة سنوياً. وتخدم 680 ألف شخص، وتستقبل نفايات ما يصل إلى 300 شاحنة كل يوم، مع توربينه البخاري الذي ينتج 63 ميغاواط في الساعة من الطاقة، والمبادلات الحرارية المستخدمة في نظام تدفئة المنطقة.