خصصت منظمة الأمم المتحدة يوم 20 من شهر يوليو سنوياً، للاحتفاء باليوم العالمي للشطرنج، باعتبار أن اللعبة العالمية التي يمارسها أكثر من 605 ملايين شخص حول العالم، من الألعاب الرياضية التي تساعد المجتمعات على الإلهام وكسر الحواجز العنصرية والسياسية، ومكافحة التمييز ونزع فتيل الصراع، كما تساهم في النهوض بالتعليم، وبالتنمية المستدامة وبالسلام وبالتعاون وبالتضامن وبالاندماج الاجتماعي وبالصحة على الصعد المحلية والإقليمية والدولية.
وتشير المنظمة العالمية إلى عبقرية لعبة الشطرنج التي اخترعها الهندي شانو نانا في، بالقرن السادس قبل الميلاد، تكمن في أن بها احتمالات للفوز بجولاتها أكثر بكثير من عدد الذرات في الكون المرئي، وأن أمهر لاعب شطرنج مُسن على قيد الحياة هو الروسي يوري أفرباخ، الذي احتفل بعيد ميلاده المائة في شهر مايو 2022، (توفي بعد ثلاثة أشهر من احتفاله بعيد ميلاده المائة)، ويتزامن الاحتفال باليوم العالمي للشطرنج مع ذكرى تأسيس الاتحاد الدولي للشطرنج عام 1924 في باريس، على الرغم من أن الاحتفال بهذا اليوم بدأ عام 1966.
وتعتبر لعبة الشطرنج من أكثر الألعاب عراقة وتشبعاً بالفكر والثقافة، حيث إنها مزيج من الرياضة والفكر العلمي والعناصر الفنية، ولأن الشطرنج نشاط شامل للجميع وميسور الكلفة، يمكن أن يمارسه الجميع في أي مكان، دون اعتبار لحواجز اللغة أو العمر أو نوع الجنس أو القدرة البدنية أو المركز الاجتماعي.
وتشجع اللعبة، التي تعتمد على الذكاء في المقام الأول، على النزاهة والاندماج والاحترام المتبادل، وإذ تلاحظ في هذا الصدد أنها يمكن أن تسهم في تهيئة جو من التسامح والتفاهم بين الشعوب والأمم.
وتركز منظمة الأمم المتحدة على لعبة الشطرنج، لدورها في تعزيز تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، رافعةً شعار تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين النساء والفتيات، وتعزيز الاندماج والتسامح والتفاهم والاحترام.
ومعروف أن الشطرنج لعبة طاولة استراتيجية تشمل لاعبين اثنين، حيث تهدف اللعبة إلى تحريك أنواع مختلفة من القطع التي حُددت لها مجموعة من التحركات المحتملة على لوحة مربعة الشكل، وتهدف جميع التحركات إلى الإمساك بالقطعة الرئيسية وهي المسماة "الملك".
ورقعة الشطرنج مطعمة ومربعة الشكل ومكونة من 64 مربعاً، يلعب الشطرنج ملايين الأشخاص في العالم، محترفين وهواة، ويبدأ كل لاعب المباراة بمجموعة قطع عددها 16 قطعة، هي: ملك واحد، وزير واحد، قلعتان، حصانان، فيلان وثمانية جنود، وتختلف حركة كل قطعة من هذه القطع الست، ويعتبر الوزير أقوى القطع، والجندي أضعفها، والهدف في هذه اللعبة هو إماتة ملك الخصم بوضعه تحت التهديد بأسر لا يمكن الفرار منه، ولهذه الغاية تستخدم قطع الشطرنج لمهاجمة وأسر قطع الخصم، وفي الوقت نفسه للدفاع عن بعضها بعضاً، ويمكن كذلك بلوغ الإماتة بالاستسلام الطوعي للخصم، والذي يظهر بعد أن يفقد الكثير من العتاد، أو تظهر استحالة تجنب الإماتة، كما يمكن أن تنتهي المباراة بالتعادل بعدة طرق مختلفة.