يُعرف حسام القربصلي بأنه رحالة تونسي يعشق السفر، فقد زار 17 دولة، واطلع على حضاراتها، واكتشف أسرارها، ولم تكن جميع رحلاته سهلة، بل كانت مليئة بالمغامرات. ورغم أنه مهندس كمبيوتر، فإنه رفض أن يحصر نفسه في وظيفة قد تحرمه اكتشاف العالم؛ فقرر أن يكون السفر من أهم أولوياته.. «زهرة الخليج» التقت الرحالة التونسي؛ فكان لنا معه هذا الحوار:
• متى كانت أولى مغامراتك، وكيف تصفها؟
- قبل 3 سنوات تقريباً، وكانت خارج تونس، إذ ذهبت فيها إلى جزر المالديف الساحرة، وكانت مغامرة فريدة من نوعها؛ إذ اكتشفت - خلالها - جمال الطبيعة، واستمتعت بالمناظر الخلابة للبحار، والرمال الذهبية، والشواطئ الزرقاء الصافية.
• كيف تختار وجهتك؟
- في البداية، كنت أبحث عن البلدان التي يمكنني التوجه إليها دون تأشيرة، ثم بدأت أبحث عن عروض شركات الطيران، والتخفيضات المصاحبة لها. حالياً، بدأت أختار وجهتي بحسب تاريخ وحضارة المكان، وبدأت اكتشاف حضارات عدة، مثل: البتراء، وقصور سلاطين تركيا، والحضارات الرومانية في إيطاليا ومالطا. وأسافر، أحياناً، لرؤية أماكن مشهورة، مثل: شلالات نياغرا، والبندقية، وسانتوريني، كما أسافر، أيضاً، لأعيش تجارب فريدة من نوعها، حيث زرت كينيا، واليونان.
• ما البلد، الذي تتطلع إلى زيارته مرة أخرى؟
- لا أفضل زيارة بلد واحد مرتين؛ فأنا أبحث، دائماً، عن اكتشاف مناطق وبلدان جديدة، لكن ربما أزور جزر المالديف مرة أخرى.
• أخبرنا ببعض المواقف، التي حدثت معك أثناء السفر!
- حدث معي العديد من المواقف الخطيرة، ففي كينيا، وتحديداً بمحمية «ماساي مارا»، كنت في سيارة رباعية الدفع، أبحث عن الحيوانات وأصورها، وفجأة ظهرت أنثى فيل في حالة هيجان غير طبيعي، وكادت أن تدهسنا بقدميها، والسبب أننا اقتربنا دون قصد من صغيرها. وذات مرة، في جزر المالديف، كنت أسبح بجوار الشاطئ، وفوجئت بصراخ الناس من حولي؛ فالتفت فإذا بقرش يسبح بجانبي، وكانت هذه - بالنسبة لي - فرصة لأصور هذا الكائن المفترس، فسبحت نحوه، وصورته حتى غاب عن نظري. ومن المغامرات، التي أذكرها أيضاً، أنني خيمت بإحدى المحميات في كينيا وسط البراري، وفي المساء أحاط بنا العديد من الحيوانات، من ضباع وحمير وحشية، وكانت ليلة لا تنسى، كلها رعب حقيقي، وأصوات مرعبة من حيوانات مفترسة.
• أنت مهتم، أيضاً، بتصوير المدن والشوارع القديمة.. ما الذي يجذبك إليها؟
- تلهمني الأزقة، والشوارع الضيقة، والبيوت العتيقة، والديكور القديم للمنازل، حيث يكمن الجمال الحقيقي، لذا أعشق التجول في الشوارع، وتصويرها.
• ما أصعب المغامرات، التي قمت بها؟
- أصعب هذه المغامرات كانت السباحة مع أكثر من خمسين قرشاً من فصيلة «nurse shark»، في المحيط الهندي، دون وسائل حماية. إلى الآن، لا أصدق كيف واصلت السباحة والتصوير. الحماسة - وقتها - دفعتني إلى إكمال المغامرة، وكلما أعدت مشاهدة هذه الفيديوهات، لا أصدق أنني سبحت مع أسماك القرش. ومن المغامرات، أيضاً، أنني قضيت يوماً مع إحدى قبائل «الماساي»، وهم محاربون تخشاهم الأسود، وهذه المغامرة أعتبرها الأصعب. وصعدت، أيضاً، قمة بركان سانتوريني في اليونان.
• ما أقل، وأكبر، ميزانية سافرت بها؟
- سافرت بـ200 دولار فقط إلى إسبانيا، شاملة: تذكرة الطائرة، والإقامة، والإعاشة، وبالسعر نفسه سافرت إلى جزر المالديف. وأغلى رحلة كلفتني 1000 دولار، وكانت إلى سانتوريني وميكونوس. خلال سفري، أتصرف كمكتشف ورحالة، لا كسائح؛ لذلك أسكن في دور الشباب، أو مع عائلات، أو في فنادق رخيصة.
• ما وجهتك القادمة؟
- أخطط لزيارة قارة أميركا اللاتينية؛ إذ لم تسنح لي الفرصة لزيارة بلادها بَعْدُ.
• كيف تخطط لسفراتك، بصفة عامة؟
- بالاطلاع على تجارب الرحالة السابقين، ومشاهدة بعض الفيديوهات، واغتنام العروض الخاصة من وكالات السفر.