من خلال ابتكار أعمال فنية مذهلة، يسعى المصور الإماراتي، فايز محمد النقبي، إلى إبراز جمال العمران، والمناظر الطبيعية عبر عدسته، متفرداً بموهبته، واهتمامه العميق بالتفاصيل؛ فهو ينقل إلى المتلقي لحظات استثنائية، تحمل رسائل جمالية، تترك أثراً عميقاً في القلوب. شارك فايز في العديد من المسابقات والمعارض، المحلية والدولية، تاركاً بصمته المميزة في عالم التصوير المعماري، كما حقق العديد من الجوائز؛ تكريماً لإبداعه.. في هذا الحوار، يُطلعنا على تجربته الفذة في عالم التصوير:

• كيف يؤثر التطور العمراني بالإمارات في إلهامك لتصوير الطبيعة والعمران؟

- تصوير العمران والمدن يعكس التطور الحاصل في الدولة، ويتطلب توزيعاً جيداً للمَشَاهد والزوايا. تضفي الاختلافات في المَشَاهد جمالاً وقوة على الصورة، وتعزز قدرة المصور على إبراز جمال المكان، والمناظر الطبيعية؛ فالهدف الحقيقي للتصوير هو نقل أجمل صورة إلى المُشَاهد، وإظهار الجمال والتنوع العمراني.

جوانب فريدة

• ما الجوانب الفريدة، التي تجذبك في التطور العمراني عامةً؟

- المباني الحديثة متطورة جداً، ولافتة بتصاميمها المميزة، وأشكالها الهندسية المتفردة، لاسيما أن بعض تلك المباني أخذت بعداً آخر على مستوى العالم، سواء من حيث أعلى مبنى شيده الإنسان، أو أجمل مبنى، أو ما يتم ترميمه من مبانٍ أثرية لها مكانتها وسط هذا التطور العمراني، فهي محط إعجاب الكثيرين حول العالم، ونلاحظ هذا القبول من خلال كثرة عدد المصورين، الذين يتسابقون لالتقاط وتوثيق هذه المباني، وهذا التباين ينعكس إيجاباً على المصور؛ ما يساعده في الإبداع، والخروج عن المألوف في المشهد النهائي.

• كيف توازن بين جماليات الطبيعة، وتطور العمران، في أعمالك الفنية؟

- يمكن تحقيق التوازن بين جماليات الطبيعة، وتطور العمران، في الأعمال الفنية من خلال التفكير الإيجابي، والتركيز على الجوانب الجميلة والمشرقة. بلا شك إن التطور العمراني في الإمارات نتج عنه جمال غير مسبوق. ومع ذلك، قد يشكل هذا التحول تحدياً للمصورين عند اختيار النقاط المستحقة للتصوير من بين العديد من الخيارات المتاحة. يجب عليك أن تتعب نظرك، وتفحص كل نقطة بعناية؛ لاختيار اللحظات التي تستحق التوثيق، وتلك التي تروي قصصاً مختلفة في أعمالك الفنية.

• ما التحدي الأكبر، الذي تواجهه في هذا النوع من التصوير؟

- هو التعامل مع الصعوبات والعقبات، ويختلف الأمر باختلاف نوع التصوير. فمثلاً، في التصوير المعماري وتصوير المدينة، قد تكون هناك حاجة للحصول على تصاريح خاصة للصعود إلى المباني والتصوير، كما قد يتطلب الأمر التصريح بحمل الكاميرا في المواقع العامة. وقد يتعذر التنبؤ ببعض الظروف المفاجئة، مثل: تكوّن الغيوم أو الضباب. لذا، قد تتعين على المصورين العودة إلى الموقع نفسه في أوقات مختلفة، وأيام متعددة؛ لاكتشاف لحظات مميزة، تضفي جمالاً فريداً على الصورة الفوتوغرافية، مثل: أشعة الشمس المتسللة، وانعكاس الغيوم على البحر، وزجاج المباني، وما إلى ذلك؛ فهذه الأفكار تعزز جمالية الصورة، وتضيف سحراً لا يمكن تكراره في الواقع. 

• هل يوجد موقع معين تعتبره تحفة معمارية تستحق التصوير والترويض، في إطار الطبيعة المحيطة بها؟

- جميع مناطق الإمارات توجد بها تحف معمارية، ويصعب علينا تحديد موقع ما، فلو نظرنا في أبوظبي لوجدنا جامع الشيخ زايد الكبير، وأبراج الاتحاد، ومتحف اللوفر، وواحة الكرامة، وغيرها الكثير. جميع هذه الأماكن قد يراها شخص عادي مجرد مبنى منفرد بذاته، لكنها في عين المصور تحفة معمارية تستحق العناء، وفي كل بقعة بالإمارات يوجد ما يميزها. في الواقع، تختلف نظرة المصور للكادر والزاوية؛ فقد نرى مبنى واحداً لكن من زوايا مختلفة، وكل زاوية تروي قصة أخرى.

الوقت الأفضل

• ما القصص، أو الرسائل، التي تحملها صور «اللاند سكيب» إلى الجمهور؟

- قالوا: «إن الصورة خير من ألف مقال»، وصور «اللاند سكيب» تحمل قصصاً ورسائل مختلفة إلى الجمهور. في بعض الأحيان، تنشر سلسلة من الصور؛ لتوضيح التطور العمراني في منطقة ما. وأحياناً، تحمل الصور رسائل مبطنة عن الأمن والأمان، والهدوء والسكينة، وقد تكون بعض الصور ثابتة لمدة طويلة؛ لتعكس الأمان والراحة والسكون، بالإضافة إلى جمال الموقع. في رأيي، يجب على المصورين نقل أجمل الرسائل والصور من تلك المناطق، وتجنب التركيز على الجوانب السلبية؛ لأن الحياة لا تخلو منها.

• في أي وقت من اليوم تفضل التصوير؟

- اختيار الوقت يعتمد على الفكرة والموديل المراد تصويرهما؛ فالصباح يعكس النشاط، والألوان الفاتحة، والمساء يُبرز الألوان النارية، والغروب الذهبي، والصور الليلية تحتاج إلى إضاءة اصطناعية للإبداع والجمال؛ لذلك من الصعب تحديد فترة معينة لجميع الصور.

• هل تستخدم تقنيات معينة؛ لتحسين صورك؟

- بالطبع، توجد تقنيات وأدوات يستخدمها المصورون لتحسين صورهم. وفي رأيي، تلك التقنيات أمر أساسي في الحصول على الإخراج النهائي للصور. ومع ذلك، يجب تجنب المبالغة في استخدام هذه البرامج، حيث إن ذلك قد يؤثر سلباً في الشكل النهائي للعمل، فينبغي أن يوازن المصور في استخدام هذه الأدوات الحديثة؛ لكي يظهر جمالية الصورة فقط.

• هل تعتبر نفسك قصة مؤثرة وملهمة في عالم تصوير «اللاند سكيب»، والطبيعة؟

- من الطبيعي أن يسعى كل مصور إلى إثبات نفسه في مجال تصوير «اللاند سكيب»، والطبيعة، وأن يتعلم من تجاربه، وتجارب الآخرين، ويجب أن يكون المصور متواضعاً ومتطوراً باستمرار. قد يرى المصور نفسه ناجحاً ومؤثراً، لكن - في النهاية - يتوقف الأمر على تقدير الجمهور لأعماله، وتأثيرها؛ فالوصول إلى القمة يمكن أن يكون سهلاً، لكن البقاء هو الأصعب. لذا، يجب على المصور أن يعمل على تحسين نفسه باستمرار، وأن يترك للآخرين اختيار الأفضل.