يحتفي العالم، في 18 يوليو من كل عام، باليوم العالمي للقمر، الذي يهدف إلى التذكير بأهمية القمر وتأثيره في حياتنا وثقافتنا، إذ يعد القمر جسماً سماوياً مهماً، يؤثر في الحياة البشرية والطبيعة بشكل عام، بالإضافة إلى تأثيره في حركة الكائنات الحية، وعمليات المد والجزر، كما يتم استخدام القمر في العديد من الثقافات والديانات حول العالم.
بدأت فكرة الاحتفال باليوم العالمي للقمر عام 1971، من قِبَل الاتحاد الفلكي الدولي، وقد تم تحديده في الثامن عشر من شهر يوليو، احتفاءً بذكرى هبوط الإنسان على سطح القمر في يوليو 1969.
أهمية يوم القمر:
يعتبر يوم القمر مناسبة مهمة في العديد من الثقافات والديانات حول العالم، حيث يتم تخصيص هذا اليوم للاحتفاء به بطرق مختلفة ولأسباب متعددة، منها:
التقويم الليلي:
يعتبر القمر أحد الكواكب الليلية الرئيسية، ويستخدم في إعداد التقويم الزمني في العديد من الثقافات، حيث يتم تحديد بدء الشهور والأعياد والمناسبات الدينية والثقافية بناءً على حركته، وبالإضافة إلى ذلك يساعد التقويم الليلي في ترتيب حياة الناس، وتنظيم أعمالهم وأوقاتهم.
الأساطير.. والروايات:
يحوي يوم القمر العديد من الأساطير والروايات في الكثير من الثقافات، حيث يتم ربط حركة القمر بالعديد من الأحداث والظواهر الطبيعية والخرافية، وتعطي هذه الأساطير والروايات أهمية خاصة ليوم القمر، وتجعله مميزاً في العديد من الثقافات.
الرمزية.. والشعرية:
يعتبر القمر رمزاً شائعاً في الشعر والأدب والفنون، حيث يتم استخدامه مصدراً للإلهام، والتعبير عن المشاعر الرومانسية والحزينة والجميلة، ويعتبر يوم القمر فرصة للشعراء والكتاب والفنانين؛ للتعبير عن إبداعاتهم، وتعزيز المكانة الثقافية للقمر في المجتمع.
الإمارات فعلت المستحيل على القمر:
أقمار اصطناعية بأيدٍ إماراتية:
منذ دخول الألفية الجديدة، كان من ضمن خطط الإمارات الوصول للفضاء الخارجي، وبالفعل منذ ذلك الوقت لم يخلُ الفضاء من أثر الإمارات، سواء عن طريق الأقمار الاصطناعية، أو رواد الفضاء، أو المستكشفات، وغير ذلك من الأساليب والطرق التي تصل بها الدولة إلى خارج حدود الكرة الأرضية.
ففي بداية عام 2000، أطلقت الإمارات "الثريا 1"، أول قمر اصطناعي إماراتي، وحينها كان يعد إنجازاً تقنياً لدولة الإمارات في مجال الفضاء، وهو أول قمر اصطناعي إماراتي، يتم تصميمه وتصنيعه بالكامل في الدولة.
وبعد 3 سنوات، أطلقت الإمارات "الثريا 2"، ثم "الثريا 3" عام 2008، حتى تتمكن من تغطية ثلثي العالم عبر مناطق أوروبا وأفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط والمحيط الهادئ وأستراليا، ما جعلها توفر اتصالات عالية الدقة بالنظام العالمي للاتصالات المتنقلة (جي إس إم).
عام 2011، أطلقت شركة الياه للاتصالات الفضائية القمر الاصطناعي "الياه سات"؛ لتوفير حلول متعددة الأغراض للقطاعات التجارية والحكومية، ومن بين خدماتها: الإنترنت، والبث التلفزيوني وتعزيز الاتصالات. وفي العام التالي، أطلقت "الياه 2" لتقديم خدمات الإنترنت الفضائي.
وعلى الجانب الآخر، كان مركز محمد بن راشد للفضاء، يُعد 4 أقمار اصطناعية متنوعة الاستخدام، كانت بدايتها عام 2009 للقمر الاصطناعي "دبي سات 1"، الذي صُنف كأول قمر اصطناعي إماراتي للاستشعار عن بُعْد. وفي عام 2013، تم إطلاق القمر الثاني "دبي سات 2"، لتعزيز أغراض الرصد.
وتواصلت الإمارات في ترك أثرها على القمر، من خلال إطلاق أول قمر اصطناعي إماراتي، تم تصميمه وتطويره بأيدي مهندسين إماراتيين بنسبة 100% عام 2018، وأطلق قمر "خليفة سات" من اليابان في 2018.
بينما طور مركز محمد بن راشد للفضاء "نايف- 1" عام 2017، ليكون أول قمر اصطناعي نانومتري؛ لتحديث الاستراتيجية التعليمية المتكاملة لعلوم الفضاء.
رواد إماراتيون إلى الفضاء الخارجي:
أعلنت الإمارات، عام 2018، عن أول رائدَيْ فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، وتم اختيار كلٍّ من هزاع علي عبدان خلفان المنصوري، وسلطان سيف مفتاح النيادي، من بين 4 آلاف شاب وشابة إماراتيين، تقدموا للاختبارات ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، حيث يتم تأهيل وإرسال رواد إماراتيين إلى الفضاء الخارجي.
وكان قد أجرى المنصوري رحلة استكشافية، وتجارب علمية مكثفة على مدار 8 أيام في الفضاء قبل العودة للأرض، بعدما سجل دخوله على متن مركبة "سويوز إم أس 15".
وكذلك نورا المطروشي التي تعد أول رائد فضاء إماراتية، والتي دخلت قائمة "فوريس"، ضمن 5 نساء عربيات صنعن التاريخ عام 2021، حيث تم اختيارها من بين 4 آلاف مرشح للتدريب في مهام الفضاء المستقبلية مع وكالة الفضاء الدولية "ناسا".
أول مستكشف فضائي إماراتي:
يعد المستكشف "راشد" واحداً من أحدث إنجازات الإمارات على سطح القمر، حيث أطلق المستكشف في رحلة فضائية في ديسمبر 2022، لتسجيل أول رحلة لمستكشف فضائي إماراتي؛ لتكون الأولى عربياً، والرابعة عالمياً، وبهذا الإنجاز انضمت الإمارات إلى صفوف الدول المستكشفة للفضاء والعالم الخارجي، كما أنها سجلت تاريخاً عربياً جديداً؛ باعتبارها الدولة العربية الأولى التي نجحت في إطلاق مستكشف للقمر.
وكان إطلاق أول مستكشف فضائي إماراتي إلى سطح القمر، من أجل دراسة التربة على سطح هذا الكوكب والصخور والجيولوجيا وحركة الغبار والغلاف الكهروضوئي والبلازما، واستغرقت هذه الرحلة - الأولى من نوعها في العالم العربي - 5 أشهر، لرصد شامل لسطح القمر.