خلود المزيني: الهندسة المعمارية قادتني إلى الاستدامة
تمتلك المهندسة، خلود المزيني، مؤسسة «شركة عهد الفن للاستشارات الهندسية»، خبرة واسعة بمجال البناء والتصميم الهندسي. كما أنها تمتلك أفكاراً مبدعة، ولديها القدرة على تقديم حلول مبتكرة للمشاكل الهندسية المعقدة. فضلاً عن ذلك، تتمتع بخيال رحب، ورؤية استثنائية للمشاريع المعمارية والتصاميم الفريدة، التي تلبي احتياجات العملاء، وتجعل حياتهم أكثر راحة وجمالاً. وقد استفادت من خبرتها في تأليف كتاب «رحلة بناء بيت العمر»، الذي يحتوي على معلومات قيمة ومفيدة، لأي عميل مهتم بمجال البناء.. في هذا الحوار معها، تتبعنا رحلتها في الإبداع والابتكار، خلال مسيرتها الناجحة في مجال الهندسة:
• حدثينا عن نفسك.. وكيف كانت البدايات؟
- حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة الحصن، وحالياً في المرحلة الأخيرة من رسالة الماجستير في تنمية البيئة المستدامة بالجامعة البريطانية في دبي. قمت بتأسيس شركة «عهد الفن للاستشارات الهندسية»، قبل سبع سنوات، وأتمتع بشخصية قيادية، ومهارات فريدة في التعامل مع الآخرين، والعمل بكفاءة، سواء منفردة أو ضمن فريق. أحب البحث عن التحديات الجديدة، وأعمل دائماً على التفكير خارج الصندوق؛ لإيجاد حلول إبداعية لأي مشكلة. استفدت من خبرتي بصياغة كتاب «رحلة بناء بيت العمر»، لتقديم المعلومات الكافية إلى أي عميل يبحث عن بناء بيت العمر.
• ما الذي دفعك إلى تأليف هذا الكتاب؟
- واجهتُ العديد من العملاء الذين لا يعرفون الخطوات الأساسية لبناء منازلهم. ومن هذا المنطلق، قررتُ إصدار كتابٍ يشرح العملية بالتفصيل من البداية وحتى النهاية. وحرصتُ في كتاب «رحلة بناء بيت العمر»، على توضيح جميع النقاط، والأمور الأساسية التي يهتم بها العميل، أو المهندس، أو حتى الشخص الذي لديه رغبة أو هواية في هذا المجال. يتكون الكتاب من خمسة فصول: يعرض الفصل الأول تجربتي الصعبة في هذا المجال، والطريق الذي سلكته للوصول إلى النجاح، ويشرح الفصل الثاني احتياجات العميل من المهندس الاستشاري. أما الفصل الثالث، فيحتوي على أنواع التصاميم، ويناقش الفصل الرابع بعض مشاكل التصميم، وأسباب حدوثها، ويعرض أهم الحلول. الفصل الخامس (الأخير) تطرقت فيه إلى خطوات الإشراف على تنفيذ المخططات في الموقع.
بداية الشغف
• كيف بدأ شغفك بالهندسة؟
- منذ الصغر، كان لديَّ شغف بالهندسة وتصميم البيوت، حيث كنت أحاول رسم البيوت والبحث عن مواد تخص هذا المجال. وبما أن والدي كان مقاولاً لأكثر من 10 سنوات، فقد ساعدني هذا الأمر على الفهم العميق لمجال الهندسة والإنشاءات. وعندما تخرجت في «الثانوية»، بدأت البحث عن التخصص الذي سيساعدني على تحقيق حلم طفولتي، ووجدت أن الهندسة المعمارية هي التخصص الذي يناسب شغفي وهوايتي. لقد كانت زياراتي المستمرة للمواقع الإنشائية، ومشاهدة المهندسين يعملون من أجل البناء والتصميم، مصدر إلهامي.
• ما التحديات التي واجهتك في اختيار مجال ذكوري نوعاً ما؟
- الهندسة المعمارية ليست مجالاً ذكورياً أو أنثوياً، بل هي مهنة تتطلب الموهبة والإبداع والشغف والإصرار. وعلى الرغم من أنه كان يُنظر إلى الهندسة المعمارية كمهنة للرجال في الماضي، فإن العديد من المهندسات المعماريات تمكنّ من النجاح في هذا المجال، والتفوق على الرجال فيه. ويعتبر هذا النوع من التميز إنجازاً ملحوظاً للمهندسات المعماريات. بالنسبة لي، أنا مهندسة معمارية تحمل ثقة كبيرة بالنفس، ولديَّ رغبة كبيرة في تقديم ما لديَّ من خبرة وإبداع في هذا المجال.
• كونك أنثى.. ماذا يضيف هذا إلى جماليات المكان؟
- المرأة تتمتع دائماً بحس جمالي، وكذلك بمهارات إبداعية مميزة في أي شيء تفعله أو تنسقه، وهذا ربما يعود إلى ذوقها الفريد، وحسّها الفطري في التناغم. ولأنها تقضي الكثير من وقتها في المنزل، فإنها تعرف جيداً احتياجات العائلة، وتستطيع تلبيتها بطرق مبدعة، وملهمة.
زخارف جمالية
• ما المنطلق الجمالي، الذي ترتكز عليه تصاميمك المعمارية؟
- التصميم عملية تتطلب جهداً وتركيزاً كبيرين؛ لجمع المعلومات المتعلقة بالأرض، والمناخ، واحتياجات العميل. بالنسبة لي، هناك أربع مراحل أساسية، يجب تمرير التصميم بها؛ لتحقيق التوازن بين الجمال والوظيفية: الأولى: تلبية طلبات العميل، وضمان توافق التصميم معها. الثانية: يتم فيها التأكد من التوزيع الداخلي والمخططات، ومن اقتناع العميل بها. الثالثة: يتم فيها التأكد من إقناع العميل بالشكل الخارجي للتصميم. وأخيراً، في الرابعة، يتم إنشاء المخططات النهائية، والحصول على الموافقات اللازمة من الجهات ذات الصلة.
• كيف توظفين التراث المعماري العربي في تصاميمك؟
- يعد التراث جزءاً أساسياً من الهوية العربية، إذ يعكس الأصالة والتراث الغنيين، كما يلعب دوراً حيوياً في جذب السياح، وترويج السياحة. تتميز تصاميمنا بالعناصر التراثية الرائعة، التي تشمل: المداخل، والأروقة، والفناء الداخلي، والأعمدة، والحليات، فتلك العناصر تعد زخارف جمالية، نستخدمها بشكل فني في زوايا المنازل.
• كيف تحافظين على البيئة، خلال تنفيذ أعمالك؟
- يعد الحفاظ على البيئة أمراً حيوياً في مجال تصميمي الذي يرتبط بالبيئة بشكل كبير. أحرص، دائماً، على تحقيق التوازن بين العمل والبيئة، وفي تصاميمي، كذلك، أسعى جاهدة إلى استخدام الموارد الطبيعية بشكل أكبر لخدمة الإنسانية، من خلال تقليل الضغط على البيئة، والحد من التأثيرات السلبية عليها؛ فأضيف مساحات خضراء، وأزيد أعداد النوافير، وأستخدم ألواح الطاقة الشمسية، وغيرها من الحلول الصديقة للبيئة.
• ما رؤيتك للتأصيل الحداثي، عبر مشروعك الفني المعماري؟
- العمارة أحد الفنون الأولى التي تأثرت بالحداثة والتطور، إذ إن أي تصميم معماري لا يخلو من الجانب الفني. وعلى هذا الأساس تمتع التصاميم الحديثة برونق جمالي كبير، وترتبط مباشرة بالبيئة المحيطة بها. لذا، يتعين علينا دمج الحداثة بشكل مبدع في المشاريع المعمارية الحديثة، من خلال تبني تقنيات ومواد جديدة، واستخدام الطاقة المتجددة، والموارد البيئية المستدامة، وبناء تصاميم تتجاوز التقاليد القديمة، وتتجه نحو المستقبل.
• هل هناك تصميم معين يعدُّ الأقرب إليك، في ما تنفذين من مشروعات؟
- العديد من تصاميمي تعني الكثير لي، لأنني اجتهدت كثيراً في تحقيقها، وعلى الرغم من ذلك، فإنني دائماً أميل إلى الاهتمام بالتصاميم العصرية، التي تتميز بجمالية فريدة، فأنا أحب البساطة في التصميم، ووجود فراغات مفتوحة تتيح للمساحات الخارجية التواصل الجيد مع الداخلية.