لطالما عوّدنا في كتاباته الصحافية دائماً، وحواراته التي كانت لها البصمة الإعلامية في تاريخ الصحافة العربية، والعديد من الروايات، على كل جديد وغني. ها نحن، اليوم، أمام مشهد جديد على قنوات التواصل الاجتماعي، من تقديم وإعداد الإعلامي السعودي، الذي درس «العلاقات الدولية» بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وعمل في العديد من الصحف العربية، وترأس تحرير العديد من المجلات.

إنه الإعلامي هاني نقشبندي، الذي اتجه - منذ عام 2007 - إلى كتابة الرواية، وكانت أولاها «اختلاس»، التي أثارت الجدل والنقد، وبحسب ما صرح، إنها مشتقة بكاملها من تجربته الشخصية في عالم الصحافة، حيث قال إنه كان يصله يومياً أكثر من مائة رسالة عبر البريد الإلكتروني، ولعدة سنوات، ما يعني أن الآلاف من الرسائل حملت الكثير من المعاناة التي كانت تلاقيها المرأة في المجتمع بتلك الفترة، ومن هنا نبعت فكرة «اختلاس». كما له العديد من الروايات، منها: «سلاّم»، و«لغز السعادة»، و«الخطيب»، ومؤخراً صدرت له رواية «قصة حلم»، التي تحولت إلى مسلسل اسمه «صانع الأحلام».

أيضاً قدم على إحدى الشاشات التلفزيونية «حوار هاني»، وهو برنامج سياسي اجتماعي إنساني، يناقش من خلاله القضايا العربية المطروحة على الساحة. وله العديد من المقالات اليومية والأسبوعية على بعض مواقع التواصل الاجتماعي.

مؤخراً، أطلق هاني برنامج «الهنواتي»، الذي يُلقي بالضوء على شخصيات تاريخية، كأنه يعود بنا إلى زمن بعيد جداً، زمن الشخصيات التي لها تأثير في الحياة الاجتماعية، وزمن الفلاسفة والعباقرة المؤرخين في أذهاننا، زمن له روعة القراءة والكتابة والتأمل. ففي كل حلقة من حلقاته، يتم تخزين المزيد من المعلومات الثقافية والأدبية ببصمة معاصرة حديثة، تصل خلال دقائق لعقولنا بحديثه المشوق، والذي له أثر الترغيب في الإنصات. فيأخذك في عملية سحر الاستماع، ورغم أن البرنامج يُبث على المواقع الإلكترونية، فإنك تعيش معه حالة من الاستماع والروعة بطريقة الروائي.

ويعتبر هاني أن سر نجاح هذا البرنامج يعود إلى الأسلوب العفوي، وكسر رتابة الجمود والرسميات، والخروج عن النص؛ ليكون الصحافي أقرب إلى المتلقي. وعن رسالته الإعلامية، قال: «لابد أن نكون، اليوم، أكثر تماساً مع الحقيقة؛ لأن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة بث المعلومة، ومصدرها».