هذا الفنان الشاب، الذي يتحدّر من أسرة فنية معروفة، هو أشهر أعضائها اليوم، وأكثرهم احترافاً، فشقيقته الفنانة عبير نعمة. فمع الفنان جورج نعمة، نجد سحراً خاصاً يمر بينه وبين الجمهور، وعلاقة استثنائية يحرص عليها، لتبقى علاقته معه في حفلاته متميزة، التقى الست فيروز، ووديع الصافي، وزياد الرحباني، وجورج وسوف، منذ أن كان صغيراً، كما يشدو بالفن من «الزمن الجميل» بتنويعة كبيرة، ولا تغيب عن حفلاته أيضاً أغاني الموسيقار الكبير ملحم بركات.

تفاعُل الجمهور مع هذا التاريخ الموسيقي، يُظهر كم أن هؤلاء العمالقة لايزالون أحياء في ضمير الناس ووجدانهم بشكل لا يصدق. كيف لهذا الجيل أن يحفظ هذه الأغنيات، ومن أين لصغار السن أن يتعلموا كلمات أغنيات، يُفترض أنها لا تنتمي لزمانهم؟

* بدايةً.. حدثنا قليلاً عن عائلة نعمة!

- الحديث يطول عن عائلة نعمة؛ لأنها عائلة كبيرة، لكن يجمعنا حب الفن والموسيقى. وجميعنا نملك أصواتاً ومواهب فنية رائعة، فالوالد أيضاً يملك صوتاً مميزاً، ويمكن أن نعتبرها جينات عائلية، فكل فرد فينا له مشروعه الخاص، لكننا نحضر لأعمال مشتركة، تجمعنا فنياً في الوقت القريب، لا يوجد أجمل من شيء يجمع العائلة؛ فكيف إذا كان في المجال الفني.

* للأغنية الأولى دائماً مذاق خاص.. أخبرنا عن ذلك!

- طبعاً أولى الأغاني دائماً تكون لها لمسة خاصة عند أي فنان، فأول أغنية كانت لي عام 2016 هي «تفيدة» من كلمات نبيل أبوعبده، وألحان المبدع زياد بطرس، هذه الأغنية أخذت حقها، وكان لها انتشار سريع، وأعتبر أنها عرّفتني للجمهور أكثر، وهناك العديد من الأغاني، مثل: «متلك ما في»، و«شو عملتي»، و«بحبا كتير»، لكن آخر أغنية هي «بكير»، التي مازالت تتصدر بعض الأغاني حالياً. إن كل أغنية جديدة تصدر لي أعتبرها امتحاناً جديداً، وأنتظر رد فعل الجمهور عليها.

* هناك تعاون جديد بينك وبين الملحن زياد بطرس.. متى سيبصر النور؟

- صحيح، كان آخر تعاون أغنية «تفيدة»، وهناك عملان جديدان لا يشبهان أي أغنية، ولا أستطيع أن أصرح باسميهما؛ لأننا مازلنا نعمل على بعض اللمسات من حيث التوزيع والتسجيل، فهذان العملان فكرة جديدة، ومن خلال تعاوني مع الملحن زياد بطرس؛ وجدنا أننا نتشابه من حيث الموسيقى واللحن، وأيضاً ننتمي إلى نفس المدرسة الفنية تقريباً.

* هل أنت متخصص في مجال الموسيقى؟

- بالتأكيد، درست أساسيات ومهارات الغناء في جامعة الروح القدس، ثم درست الموسيقى والإخراج في الجامعة والعديد من الدراسات الأخرى التي تنمي وتطور العمل الفني في مجال الفن. هذه الدراسة حققت لي المزيد من النجاح، واختيار نوع الأغاني والموسيقى. وما زلت أدرس الموسيقى لأنها بحر من عالم الفن والروح والإبداع.

* هل يمكن أن نراك في عمل مشترك مع شقيقتك عبير؟

- طبعاً، هذا المشروع لا بد منه، وقد بدأنا التحضير له، وجميعنا في العائلة لدينا مشاريع مشتركة ومختلفة، لكننا ندرس كل أعمالنا بدقة واحترافية؛ كي نقدم شيئاً جديداً ومختلفاً للجمهور.

* أخبرنا عن لقاءاتك مع الست فيروز والعملاق وديع الصافي و«سلطان الطرب» جورج وسوف!

- شيء رائع جداً، ومن أجمل التجارب، أن تلتقي قامة وأيقونة مثل الست فيروز، وكنت وقتها بعمر صغير، فهذا يترك انطباعاً لديك لا يُنسى، وقد عملت معها لمدة 6 سنوات، وتعلمت منها الكثير، خاصة أنها ملتزمة بكل تفاصيل أعمالها من حيث الأداء والكلمة واللحن ومواعيد العمل. عدا تواضعها اللامتناهي مع الصغير قبل الكبير. أيضاً، التقيت قبلها الراحل العملاق وديع الصافي، الذي أثنى على صوتي، وتجربتي الصغيرة وقتها، فهو صديق العائلة أيضاً، كما التقيت العبقري زياد الرحباني، فهذا الدعم كان ومازال في مسيرتي الفنية. وقد زرت أنا وإخوتي منزل «سلطان الطرب» جورج وسوف، صاحب الكاريزما النادرة والقلب الطيب، فهو قريب جداً من الناس والمعجبين، وفنان لا يكرره التاريخ، وكل فنان يتمنى أن يلتقي جورج وسوف، فهو مدرسة تعلّم الفن.

* ماذا أضافت إليك «الموريكس دور»، وأنت في سن صغيرة بالنسبة للجائزة؟

- هذه جائزة جميعنا نعتز بها، فهي تقدير لمجهود وتعب كل فنان قدم الكثير واجتهد من أجل أن يحصل على كلمة شكر أو تقدير. أيضاً، حصلت عليها وأنا بعمر صغير، ما جعلني أحمل على عاتقي مسؤولية كبيرة بعدها.

* كيف ترد على أي تعليق سلبي بحقك؟

- من الطبيعي أن تتعرض لنقد، سلبياً أو إيجابياً، فهذا يمكن أن يحفزك للأفضل، ويطور أداءك الفني، فقد يكون مضراً المدح باستمرار أو العكس. فعليك دائماً أن تنظر إلى الأمور من وجهة نظر الغير.

* مررت بتجربة التمثيل، فهل ستعيدها ثانية؟

- بالتأكيد، هذا شيء وارد، لكن ليس قريباً، لأنني حالياً أركز على الغناء، فهذا ضمن تخصصي الجامعي، وعندما يغني الفنان على المسرح أو في فيديو كليب، يعد هذا بحد ذاته تمثيلاً، لكن بشكل مختلف.

* كيف تصف علاقتك بـ«السوشيال ميديا»؟

- لست نشطاً على "السوشيال ميديا"، لكنني أشارك بعض القصص الفنية، وأدرك أهميتها وتواصلك مع العالم بهذه السرعة، لكن لها سلبياتها وإيجابياتها، لكنني أرد على معظم الأشخاص وكل التعليقات، وأحاول جاهداً في هذه الأيام أن أنشط أكثر عليها.

* من الفنان الذي تعتبره صفاً أول على الساحة الفنية؟

- أنا غير معني بهذه المسميات ولا أحبذها؛ لأنها تعتمد على الأرقام، ويمكن أن تكون أرقاماً مزيفة، ففي مثل هذه الحالات نرى العديد من المشاكل التي ترتبط باسم فنان أو فنانة، وتتعلق بأرقام أو تصنيف معين، فالفنان يصنف بعمله وأغانيه، ومستوى الفن الذي يقدمه للجمهور.

* أخيراً.. أخبرنا عن وجودك وجمهورك بالإمارات!

- هناك تواصل دائم مع الجمهور في الإمارات، فأنا من عشاق هذا البلد الجميل، وأحترم كل مكوّن على هذه الأرض الطيبة، حكاماً وشعباً ومقيمين. هناك رؤية ثاقبة من وجهة نظر حكامها؛ جعلت هذا البلد والشعب الإماراتي في مكانة عالية بين الشعوب. أما الجمهور، فهو صاحب القرار الأول والأخير بوجودك في درجة متقدمة بالفن، وإذا كنت صاحب رؤية فنية، فلا وجود للفصل بين الفنان والفن والجمهور.