لا تقف قدسية مسجد الشيخ زايد، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، عند كونه مكاناً للعبادة وأداء الصلوات، فالمسجد الذي تم تشييده عام 2007، يعد أبرز المعالم والوجهات السياحية الدينية في المنطقة العربية.
ويعد المسجد سادس أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية، بعد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأعظم بالجزائر، والجامع الأموي في دمشق، ومسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، حيث تبلغ مساحته 412,22 متراً مربعاً، دون البحيرات العاكسة حوله، حيث يتسع المسجد لأكثر من 7000 مصلٍّ في الداخل، ويمكن أن يستوعب حتى 40.000 مصلٍّ، عند استخدام ساحته الخارجية، ويتميز المسجد بوجود أربع مآذن في أركان الصحن الخارجي، بارتفاع 107 أمتار للمئذنة المكسية بالكامل بالرخام الأبيض.
ولا ينقطع زوار المسجد، من المواطنين والمقيمين والسياح من مختلف الجنسيات والأديان، للصلاة حيناً، وللقيام بجولة في مرافقه في أحيان كثيرة، حيث يعتبر المسجد دلالة أكيدة على التسامح الديني، الذي تنتهجه دولة الإمارات، ومعياراً له، عاكساً قيم مجتمع الدولة.
يمكن لزوار المسجد، من غير المسلمين، القيام بجولات ثقافية في أرجائه، واكتشاف تاريخه عن قرب، والتعرف على العبادات والشعائر الإسلامية، وما تنطوي عليه من معاني المساواة وتلاحم الناس وتراحمهم على تعدد جنسياتهم وثقافاتهم، حيث يجتمع الملايين من كل بقاع الأرض في وقت واحد، تلبية لنداء خالقهم.
وتتميز جدران المسجد بتفاصيل العمارة الإسلامية وفنونها المختلفة، كما يبلغ عدد العمدان الرئيسية في المسجد 24 عموداً، تحمل العقود الحاملة للقباب، وتبلغ أبعاد المسجد الداخلية 50 في 55 متراً، ويصل ارتفاع السقف إلى 33 متراً عن سطح الأرض، فيما يبلغ ارتفاع القبة الرئيسية 45 متراً.
ويضم مسجد الشيخ زايد 82 قبة مختلفة الحجم، تغطي الأروقة الخارجية، والمداخل الرئيسية والجانبية، وجميعها مكسوة من الخارج بالرخام الأبيض المتميز، ومن الداخل بالزخارف المنفذة من الجبس، ونفذها فنيون مهرة متخصصون في مثل هذا النوع من الأعمال.
كما تغطي أرضية المسجد أكبر سجادة في العالم، وتبلغ مساحتها 5 آلاف و627 متراً مربعاً، إذ صممت بطريقة تضفي ميزة التفرد على المسجد، وهي يدوية الصنع، ونسجت في إيران، وعمل عليها 1200 ناسج وناسجة، و20 فنياً و30 عاملاً. يبلغ عدد العقد فيها 2.268 مليون عقدة، وتزن السجادة 47 طناً، 35 طناً منها من الصوف، و12 طناً من القطن. وتقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 30 مليون درهم.
ويضم المسجد مكتبة غنية، تحتوي على ثلاثة آلاف عنوان، في شتى المجالات العلمية والأدبية والطبية، بأكثر من 12 لغة، من ضمنها مجموعات من نفائس الكتب النادرة، حيث توفر المكتبة، التي تعد عملاً فنياً مكملاً للمسجد، الخدمات المكتبية النوعية، والمساهمة في إدارة الفعاليات والأنشطة الخاصة بأعمال الترجمة والنشر العلمي في مجالات العلوم العربية والإسلامية.