لم تكن الشابة الأردنية، تارا عبود، مشابهةً لبنات جيلها مطلقاً، فقد عشقت الفن منذ نعومة أظافرها، وبدأت ممارسته بعمر صغير، فغنت ورقصت، واعتلت خشبة المسرح، خلال مراحلها الأولى في المدرسة.

كبرت موهبة تارا معها، حتى باتت واحدةً من الممثلات اللواتي أشاد بموهبتها النقاد والمختصون في التمثيل على مستوى العالم، بعد أن ظهرت بعدة أفلام ومسلسلات عالمية، ومنها مسلسل "Culprits"، الذي أنتجته منصة "ديزني+"، وصور في بريطانيا على مدار أربعة شهور، كما شاركت بأهم المهرجانات السينمائية العالمية، وبرزت تارا فيها ممثلةً ناضجة محترفةً، لا يشق لها غبار.

اكتشاف الموهبة.. ودعم صبا مبارك:

تقول تارا، خلال حوارها مع "زهرة الخليج"، إن صبا مبارك، والمخرج محمد دياب، هما مكتشفا موهبتها الحقيقية، وسبقهما في ذلك معلم الدراما بالمدرسة دياب شاهين، الذي كان له دور كبير في منحها الثقة بموهبتها، وتشجيعها على الاشتراك بأعماله خلال مرحلة الدراسة، إضافة لحثها على الالتحاق بنادي الدراما في المدرسة، والذي كان بمثابة الخطوة الأولى في مسيرتها الفنية.

وتكمل أن علاقتها مع الممثلة صبا مبارك قوية جداً، فهي ليست قدوة لها فقط، بل إنها الداعم الأكبر، فقد اختارتها للظهور معها بأول دور كبير وعمل احترافي بعيداً عن الأفلام القصيرة، وقدمتها بمسلسل "عبور".

وتزيد أنها رغم عدم اجتماعها مع صبا بمشاهد كبيرة في العمل، فإن الأخيرة كانت تمنحها الطاقة، وتدفعها لتقديم أفضل ما لديها، وتعاملها بكل تواضع واحترام.

وبعد أن أظهرت تارا موهبتها الكبيرة في مسلسل "عبور"، رشحتها صبا لتشاركها دور البطولة في فيلم "أميرة".

تقول تارا: "احترم صبا كثيراً، فهي واحدة من أبرز الفنانات على مستوى الوطن العربي، وتعلمت منها كثيراً، صبا إنسانة ناجحة جداً، وتستحق كل ما وصلت إليه كونها عملت بجد، وتمتلك قدرات تمثيلية هائلة، وهي بالنهاية إنسانة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى".

تيما الشوملي:

لتارا ذكريات جميلة مع الممثلة والمخرجة الأردنية تيما الشوملي، فقد كانت البدايات للثنائي مشتركة، إذ إن تارا الطفلة، كانت بطلةً لفيلم قدمته تيما مشروعاً لتخرجها في الجامعة، وظهرت بشكل رئيسي فيه.

تقول تارا: "كان ظهوري بأول فيلم قصير مع المخرجة تيما الشوملي عندما كنت بعمر 10 سنوات، وأتمنى أن أعمل معها مجدداً، فهي إنسانة مبدعة ومجددة، ومن أكثر السيدات الرائدات في مجال الفن".

وتشيد تارا، خلال حديثها إلى "زهرة الخليج"، بالتقدم الكبير الذي شهده الفن بالأردن في السنوات الأخيرة، معبرة عن إعجابها بالأفكار الجديدة، التي باتت تطرح مع وجود مخرجين وممثلين مميزين، كما أنها تعتبر أن الأردن أمام فرصة كبيرة لتطوير السينما والدراما، خاصة أنه بات وجهة للعديد من المخرجين العالميين، الذين يقومون بتصوير أعمالهم به، وباتت هنالك مساحة كبيرة للفنانين الشباب للتعبير عن مواهبهم، خاصة مع الدعم الكبير الذي تقدمه الهيئة الملكية للأفلام برئاسة مهند البكري.

وعن الانتقادات التي تعرضت لها أفلام ومسلسلات أردنية، تؤكد تارا أن الانتقاد أمر صحي، ويجب منح الجميع مساحتهم للتعبير عن أنفسهم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتشابه أذواق وآراء الناس، مبينة أن على صناع الأفلام منح جميع الناس حقهم في التعبير.

لا تجذبني الأسماء بقدر القصة:

لا تضع تارا أي شروط إزاء أسماء الممثلين الذين ستظهر معهم في أعمالها، ولا يوجد لديها ممثل محدد تطمح إلى مشاركته التمثيل، فهي - حسب قولها - تبحث عن القصة أولاً، ويهمها كذلك المخرج وفهمه لها، مؤكدةً احترامها الكامل لجميع الفنانين الكبار، وحديثي العهد بالتمثيل.

وترغب تارا في العمل دائماً مع مخرج يفهم موهبتها، ويمتلك القدرة على تقديمها بشكل متجدد، وأن يحترم الممثلين الذين يعمل معهم، وأن يكون قادراً على إخراج أفضل ما يمكن منهم.

مستمرة في الفن.. وهذه هي مثلي الأعلى:

تعلن الممثلة الشابة طموحها بشكل واضح وصريح، وهو استمرار العمل بالفن، وتقديم أعمال تنال رضاها من ناحية الحكاية والإخراج، وأن تكون أعمالاً فنية مميزة تنال حب المشاهدين ورضاهم، وتريد تارا أن تستمر في التمثيل لسنوات طويلة، وأن تكون دائماً بأعلى المستويات.

وتشير، في حديثها، إلى الممثلة المصرية مي قلماوي، التي تأمل أن تسير على خطاها، وترى فيها وفي مسيرتها العميقة مثلاً أعلى لها بعالم الفن، آملةً أن يشكل وجودها، وما تقدمه، امتداداً لمسيرة قلماوي.

وتكمل: "تلفتني مي بكل أعمالها الفنية، وعلى وجه الخصوص ظهورها المستمر بشخصية المرأة القوية، كما أنها استطاعت الوصول للعالمية، وهي فنانة مميزة جداً بعملها".

كوميدية بطبيعتي.. وأريد أن أكون "مجنونة":

تفسر تارا، بكل بساطة، غيابها عن المسلسلات العربية، خاصةً تلك التي تعرض في موسم الدراما الرمضانية كل عام، بأن سبباً واحداً يقف وراء ذلك، هو أنه لم يعرض الأمر عليها حتى اليوم.

وتكمل أنها لا تمانع في تقديم أي نوع من الدراما، حتى البدوية منها، ولا يهمها، كما أكدت سابقاً سوى حكاية العمل والأشخاص الذين ستعمل معهم به، لكنها بذات الوقت تفضل أن تقدم عملاً يجمع بين الرومانسية والكوميديا، أو أن تظهر في مسلسل يجمع بين التمثيل والموسيقى والغناء.

وتلخص تارا حلمها الأكبر في الشخصيات التي ترغب بتقديمها، فتقول: "أريد أن أقدم شخصية فتاة مجنونة، أريد أن أكون مجنونة".

وبثقة كبيرة، تؤكد أنها قادرة على تأدية الأعمال الكوميدية، وتحب أن تظهر بها كثيراً، مع إشارتها إلى أن الكثير من تصرفاتها وطريقة كلامها وسردها للحكايات في حياتها اليومية، يحمل الطابع الكوميدي، ولطالما كانت قادرة على إضحاك الآخرين، وأن كل من يعرفها يريد منها أن تقدم عملاً كوميدياً.

تقول تارا: "نشأت على مشاهدة المسلسلات الكوميدية في الأردن، وكان مسلسل (في ميل) للمخرجة والممثلة تيما الشوملي من أهم الأعمال الكوميدية التي شاهدتها واستمتعت بها، وعشقت تيما كممثلة كوميدية لا يشق لها غبار، تمتلك القدرة الكبيرة على رسم البسمة على وجوه المشاهدين. أما على المستوى العربي، وبكل تأكيد، فإن عادل إمام يبقى هو زعيم الكوميديا وأسطورتها".

ولا تعترض تارا على دخول "الستاند أب"، أو "المشاهير"، وحتى "ملكات الجمال" إلى عالم التمثيل، لأن الموهبة فقط هي التي ستبقى في النهاية، بحسب رأيها، وأن أي شخص يحمل موهبة، يستحق أن يمنح الفرصة، سواء كان طبيباً أو مؤثراً، أو في أي مهنة أخرى.

الدراما السعودية قادمة:

تعتقد الشابة الأردنية أن السينما والدراما السعوديتين قادمتان بقوة، وتشيد بالأعمال السعودية التي شهدت صعوداً كبيراً في الفترة الأخيرة، مع إيمانها بأن الأعمال المصرية ماتزال متفوقة حتى اليوم، وهو أمر لا ينفي أيضاً قوة المسلسلات السورية واللبنانية المشتركة، مشيرةً بذات الوقت إلى تحيزها وحبها لدراما بلدها الأردن.