منذ أن أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، "عام الاستدامة" على العام 2023 تحت شعار "اليوم للغد"، ودولة الإمارات تواصل تسليط الضوء على تراثها الغني بالممارسات المستدامة، لإبراز الجهود التي تقوم بها لتعزيز العمل الجماعي الدولي لمعالجة تحديات الاستدامة، ودورها في البحث عن حلول مبتكرة، يستفيد منها الجميع.

أنظمة حيوية متنوعة:

والاستدامة هي مصطلح بيئي، يصف كيف تبقى الأنظمة الحيوية متنوعة ومنتجة مع مرور الوقت، كما أن الاستدامة بالنسبة للبشر هي القدرة على حفظ نوعية الحياة التي نعيشها على المدى الطويل، وهذا بدَوْره يعتمد على حفظ العالم الطبيعي، والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية.

لهذا السبب، لا تتوانى الدولة في إطلاق العديد من المبادرات الهادفة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال، وذلك من خلال ابتكار حلول يستفيد منها الجميع.

مبادرات الاستدامة:

ومن القطاعات، التي توليها دولة الإمارات اهتمامها، قطاع السياحة المستدامة، وهي السياحة التي تراعي آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث تعد السياحة إحدى ركائز التنوع الاقتصادي في الإمارات.

وأطلقت دولة الإمارات مجموعة من المبادرات المعنية بالاستدامة السياحية، منها: "الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية 2031"، التي ترتكز على استشراف المستقبل والابتكار والتكنولوجيا، لتحقيق استدامة السياحة، وتدشن الاستراتيجية مرحلة جديدة في المسيرة التنموية والمستدامة للسياحة الإماراتية، وفق أفضل الممارسات العالمية، بما يسهم في ترسيخ موقع الدولة الريادي على خريطة السفر والسياحة العالمية.

السياحة البيئية:

وتعد السياحة البيئية أحد أنواع السياحة المستدامة، التي تساهم في الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، حيث شهدت السياحة البيئية، خلال العقدين الأخيرين، نمواً كبيراً، كونها تستهدف السائحين، الذين يبحثون عن تجارب سياحية تساهم في المحافظة على البيئة والإرث الوطني.

ولهذا السبب، تحرص الدولة على زيادة عدد المحميات العاملة، نظراً لأهميتها في المحافظة على الكائنات الحية، والنظم الإيكولوجية، والموائل الطبيعية، الأمر الذي يساهم في تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالتنوع البيولوجي والأنواع الحية.

وتعتبر المحميات الطبيعية إحدى أكثر وجهات السياحة البيئية استقطاباً للزوار، حيث تعمل على تعزيز التنوع البيولوجي، وحفظ التوازن البيئي، الأمر الذي يساهم في حماية كوكب الأرض من التأثيرات السلبية الحاصلة نتيجة التغيرات المناخية، التي تحدث بشكل متواتر بسبب تضرر البيئة.

وتحتضن دولة الإمارات 49 محمية طبيعية، تمثل نحو 15.53% من إجمالي مساحة الدولة، وتنقسم هذه المحميات الطبيعية إلى 16 محمية بحرية، تمثل نحو 12.01% من المناطق البحرية والساحلية، و33 محمية برية تمثل 18.4% من المناطق البرية في الدولة.