بشكل مفاجئ، أصبح "الأسبارتام" حديث الناس في كل مكان، بعد أن ظهرت في الأيام الأخيرة تحذيرات كثيرة، تقول إنه يشكل خطراً على الصحة، حتى إن وكالة رويترز نقلت تحذيراً عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، وهي ذراع أبحاث السرطان في منظمة الصحة العالمية، تقول فيه إن "الأسبارتام" تم إدراجه، اعتباراً من بداية شهر يوليو الحالي، باعتباره منتجاً من المحتمل أن يتسبب بالسرطان للإنسان.
و"الأسبارتام" مُحلى اصطناعي غير سكري، يتم استخدامه في صنع مشروبات الدايت، والعديد من الحلويات المنخفضة السعرات الحرارية، وبعض الزبادي، لاحتوائه على سعرات حرارية أقل بـ200 مرة من السكر الطبيعي.
وهو الأمر الذي أثار هلع الناس، الذين يفضلون تناول مشروبات الدايت، باعتبارها أكثر أماناً من المشروبات الغازية، خاصة أن "الأسبارتام" يدخل في صناعة أكثر من 600 منتج حول العالم.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، البريطانية، فإن "الأسبارتام" أحلى من السكر الطبيعي بحوالي 200 ضعف، ويعتبر مثالياً لمرضى السكر، كونه لا يرفع مستويات السكر في الدم، ويتكون "الأسبارتام" من حمض الأسباريك بنسبة 40%، ومن فينيل الأنين بنسبة 50%، ومن الميثانول بنسبة 10%، لهذا السبب هو عنصر رئيسي في صنع مشروبات "الدايت" الغازية.
وتحدد الوكالة الدولية لبحوث السرطان تصنيفها حول الكمية الآمنة للاستهلاك من أي منتج، بناءً على دليل يربط مادة ما بالسرطان، وليس الخطر الفعلي نفسه، حيث يتم تحديد مستويات الاستهلاك الآمن من قبل هيئة منفصلة، وهي لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة، والمعنية بالمضافات الغذائية.
أما بخصوص التوصيات الحالية لاستهلاك "الأسبارتام"، فينصح بتناول ما مجموعة 50 ملليغراماً لكل كيلوغرام من وزن الجسم. وتحتوي علبة المشروب الغازي (الدايت)، على 180 ملليغراماً من "الأسبارتام"، وحتى يستطيع الشخص البالغ الوصول إلى حجم الاستهلاك اليومي الآمن، يحتاج إلى تناول 15 علبة من المشروب.
ويشير موقع منظمة الغذاء والدواء الأميركية إلى أنه تمت الموافقة على استخدام "الأسبارتام" في الأطعمة والأشربة المختلفة منذ عام 1981، الأمر الذي أقرته أيضاً الهيئات الصحية المعنية بالسلامة الغذائية في أوروبا، والعديد من الدول الأخرى. كما فعلت الأمر ذاته منظمات دولية عدة، مثل: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة.
ومن أبرز وأشهر المنتجات التي يدخل "الأسبارتام" في صناعتها: دواء علاج البرد والإنفلونزا (lemsip max flu)، والحلوى المنكهة (هولز)، وغسول الفم (كير) بنكهة اليانسون، ولبن الزبادي، والمشروبات الغازية (الدايت)، الخالية من السكر، وعلكة "أكسترا".