تمتاز العاصمة الإماراتية، أبوظبي، باهتمامها البالغ بالبيئة، سعياً منها للمساهمة في الاستراتيجية الوطنية لعام الاستدامة 2023، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، رعاه الله. ولا يقف الاهتمام بمفردات عام الاستدامة عند حدٍّ معين، بل الأمر يتعدى ذلك إلى كل ما يتماشى مع الرؤية الطموحة للدولة في الوصول إلى استراتيجية خضراء، تُعنى بالبيئة والمناخ، والحفاظ على الموارد الطبيعية، والحيوانات المهددة بالانقراض.
ولهذه الأسباب، وغيرها، تقوم هيئة البيئة في أبوظبي بتنفيذ مبادرات توعوية وإنسانية عدة، هدفها الرئيسي تعزيز التنوع البيولوجي، من أجل المحافظة على البيئة، والاهتمام بالحياة البرية، والحفاظ على المحميات الطبيعية، ومن هذه المشاريع الرائدة: "مبادرة الحفاظ وتوسعة محمية الحبارى" المعروفة بـ"محمية بينونة الكبرى"، التي ينظر إليها باعتبارها ملاذاً آمناً وموئلاً للطيور المهددة بالانقراض. وتعد المحمية من أولى المناطق التي سجلت تعشيش طائر الحبارى بها في أنحاء دولة الإمارات.
تأسست "محمية الحبارى" عام 2008، بهدف حماية المواطن الطبيعية الملائمة لتربية الحبارى، وتحتضن العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية المهمة محلياً وعالمياً، مثل: الغزال الرملي، والأرنب البري، والورل الصحراوي، والسحلية شوكية الذيل، والقنفذ الصحراوي، إضافة إلى العديد من أنواع الزواحف والثدييات الصغيرة.
اللافت أن القائمين على "محمية الحبارى"، سعوا لتهيئة كل الظروف المواتية لإنقاذ طائر الحبارى من الانقراض، عبر رعاية الغطاء النباتي الذي يشكل بيئة مناسبة لهذا الطير، من بينها: الغذاء المناسب، والظل الذي يحتمي به هذا الطائر، الذي يقضي معظم وقته باحثاً عن طعامه على الأرض، إذ تحتوي قائمة طعامه على النباتات واللحوم والبذور والحشرات والعناكب والسحالي الصغيرة، حيث يعتبر من أكثر الطيور تأقلماً مع الطبيعة الصحراوية. والمثير أن طائر الحبارى يمكنه الحصول على حاجته من الماء من خلال الأغذية التي يتناولها، ونادراً ما يحتاج إلى شرب الماء بشكل مباشر.
ويتميز طائر الحبارى بسيقان طويلة وعنق نحيل، والجزء العلوي من جسمه لونه بني رملي مبقع، مع لون أبيض في الجهة السفلية، ما يجعله غير مرئي حينما يتوقف عن الحركة.
ويمثل طائر الحبارى أهمية كبرى للصيادين في دولة الإمارات، حيث ترتبط هواية الصيد ارتباطاً وثيقاً بالحبارى، لكن خطر فقدانه حفز المعنيين بالطبيعة لحظر صيده، للمحافظة على أنواعه الـ28 من الانقراض، وهو ما دعا "اليونيسكو" إلى إدراجه في قائمة "التراث الثقافي غير المادي للبشرية"، بهدف المحافظة على تراث الصقارة، لحماية الحبارى البرية من مختلف المخاطر التي تواجهها، لاسيما الصيد غير المنظم.