يحتاج الناس إلى القيلولة، بهدف نيل قسط من الراحة بعد قضاء يوم متعب من العمل، ومعروف أن القيلولة هي فترة قصيرة من النوم، يلجأ إليها العاملون أو الطلاب الذين يشعرون بالتعب والإرهاق، بسبب طبيعة عملهم أو دراستهم المكثفة.
والقيلولة لا تعني النوم مطلقاً، فيمكن أن يسترخي فيها الشخص على الفراش، للتأمل أو التفكير أو لتفريغ الطاقة السلبية، لكنّ الكثيرين يلجؤون لاستثمارها بالنوم، وعادة تبلغ مدة القيلولة من نصف ساعة إلى ساعة كاملة.
لكن، هل هناك قيلولة إيجابية، وأخرى سلبية؟
تحذر دراسة طبية، نشرتها مجلة "أوبوزيتي العلمية" الأميركية، من خطر إصابة الأشخاص الذين يبالغون في نيل قسط من القيلولة، أكثر من الفترة الزمنية المقررة، بالسمنة وارتفاع ضغط الدم.
القيلولة الإيجابية.. والسلبية:
وحذرت دكتورة علم وظائف الأعضاء بجامعة مورسيا الإسبانية، مارتا غاراوليت، بحسب نتائج الدراسة التي أجرتها، من كون الأشخاص الذين تزيد مدة قيلولتهم عن ستين دقيقة، معرضين للإصابة بالسمنة بنسبة 40%، بسبب حدوث خلل في عمليات التمثيل الغذائي خلال اليوم، فيما تقل فرص إصابة هؤلاء بأمراض ضغط الدم إلى 21%، في حال لم تتجاوز قيلولتهم مدة نصف ساعة، فيما ترتفع النسبة إلى 29.5%، لو زادت مدة القيلولة عن ساعة.
وتوضح مارتا بالقول: "المدة الزمنية للقيلولة مرتبطة، بشكل وثيق، مع مؤشر كتلة الجسم والدهون الثلاثية وضغط الدم والجلوكوز، وإذا زادت مدة القيلولة فترتفع معها مؤشرات الإصابة بالأمراض".
وتنبه مارتا إلى إيجابية القيلولة القصيرة، التي تتحسن معها نتائج تحسين الذاكرة المعرفية، حيث تساعد القيلولة التي لا تزيد عن نصف ساعة يومياً في تنشيط الجسم، وبث الطاقة فيه مجدداً.
القيلولة منتشرة عالمياً:
وتعتبر قيلولة منتصف اليوم عادة منتشرة حول العالم، حيث يعتبرها الكثيرون فرصة لشحن طاقة الجسد للنصف الثاني من اليوم، لاسيما بعد تناول وجبة الغداء. وكانت صحيفة "ديلي ميل"، البريطانية، قد نشرت نتائج دراسة أجريت عام 2019، تفيد بأن القيلولة الزمنية الطويلة تؤثر بالسلب على الأعصاب، حيث وجدت الدراسة التي أجريت على 100 مسن، تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، أن احتمالية إصابتهم بالخرف تتضاعف خمس مرات، بسبب قضائهم وقتاً طويلاً في قيلولة منتصف النهار.
وترجع الدراسة البحثية حقيقة إصابة بعض الأشخاص المعتادين قضاء وقت طويل في فترة القيلولة، بالتدهور المعرفي، كونها تجعل الأشخاص ينامون ساعات أقل ليلاً، ما يمنح الدماغ وقتاً أقل للتخلص من البروتينات السامة، وبالتالي تؤدي ساعات النوم الطويلة والمبالغ بها إلى إمكانية أن تؤثر أعصاب الدماغ على الذاكرة، وبالتالي تصبح إمكانية الإصابة بالزهايمر واردة.