كشف الفنان المصري حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن اختيار المخرج المصري يسري نصر الله، لتكريمه بـ"جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر"، خلال فعاليات الدورة الخامسة والأربعين، التي ستقام فعالياتها في مسرح دار الأوبرا المصرية، خلال الفترة ما بين الخامس عشر والرابع والعشرين من شهر نوفمبر المقبل.
ويأتي اختيار نصر الله، تقديراً لمشواره السينمائي الحافل، منذ عام 1985، حيث بدأ مساعداً للمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، في فيلم "حدوتة مصرية"، وتلاه بفيلم "الوداع يا بونابرت"، حيث شارك نصر الله مع شاهين في كتابة الفيلم.
ووصف فهمي المخرج نصر الله بالمتميز جداً، وصاحب البصمة المهمة في تاريخ السينما المصرية، فقال: "أرشيف يسري نصر الله كبير، وله العديد من الأفلام المهمة التي لا يمكن نسيانها، فأعماله دخلت تاريخ السينما المصرية من أوسع الأبواب".
وأضاف فهمي: "علاقتي بنصر الله تعود إلى مدة طويلة، وبالتحديد الفترة التي عملت فيها مع المخرج الكبير يوسف شاهين، وكان يسري وقتها مساعداً له، فنحن ننتمي إلى مدرسة واحدة، فلنا أفكار وأحاسيس واتجاهات فنية متقاربة ومتشابهة، لذلك في الحقيقة سعادتي بتكريمه لا توصف، كما أنني سعدت بموافقته على التكريم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي".
وأشار مدير المهرجان، المخرج أمير رمسيس، إلى أن "القاهرة السينمائي" يفخر بمنح نصر الله "جائزة الهرم الذهبي"، فهو من أكبر المخرجين المصريين، الذين حققوا علامات سينمائية شهدت نجاحاً عالمياً كبيراً، فقال: "نصر الله من المخرجين المجددين، الذين حملت أفلامهم لغة سينمائية خاصة جداً، وتجريباً جريئاً في مفردات السينما المصرية، كما ساهم في التأثير على عدد كبير من شباب المخرجين. وعلى صعيد شخصي، أنا أقدر موافقته على قبول التكريم، فهو قد ساهم في تكوين شخصيتي السينمائية، مثل العديد من أبناء جيلي".
بدوره، عبّر نصر الله، لدى لقائه فهمي ورمسيس، في مقر إدارة المهرجان، عن سروره الكبير بـ"جائزة الهرم الذهبي"، معتبراً أنه في هذه اللحظات يمر أمامه شريط طويل من ذاكرته السينمائية، كيف بدأ، وإلى أين وصل، حتى يكون الشخص الذي هو عليه الآن.
وبدأت خطوات يسري نصر الله كمخرج، اعتباراً من فيلمه الأول "سرقات صيفية"، الذي قدم عام 1988، حيث عرض لأول مرة في افتتاح تظاهرة "نصف شهر المخرجين" في مهرجان كان الدولي 1988، ثم انطلق إلى بقية المهرجانات الدولية، وطاف دول العالم من خلالها، وحصل على الكثير من الجوائز، ثم عاد للعمل ضمن فريق يوسف شاهين وشارك كمخرج منفذ في فيلم "إسكندرية كمان وكمان" عام 1990، كما شارك في كتابته، وهو الجزء الثالث من السيرة الذاتية لشاهين بعد فيلمَيْ: "إسكندرية ليه؟"، و"حدوتة مصرية"، ليكون عين يوسف شاهين وراء الكاميرا، في ظل تمثيل يوسف شاهين الدور الرئيسي في الفيلم.
وفي عام 1993، قام نصر الله بتأليف وإخراج فيلمه الثاني "مرسيدس"، وحصل الفيلم على الجائزة الفضية من مهرجان خريبكة للسينما الأفريقية بالمغرب 1994، وجائزة أحسن فيلم من مهرجان جمعية الفيلم العشرين عام 1994، كما حصلت الفنانة يسرا على جائزة أحسن ممثلة في "مهرجان واجادوجو" ببوركينا فاسو 1995، عن دورها في الفيلم.
ويعتبر 2004 عاماً استثنائياً في مسيرة يسري نصر الله، حيث حصل على "وسام فارس في الثقافة والفنون" من عمدة مدينة باريس تكريماً له، وهو من أرفع الأوسمة الفرنسية، ولم يحصل عليه من المخرجين المصريين سوى يوسف شاهين، عن ثنائية فيلم "باب الشمس"، حيث حمل الجزء الأول عنوان: "الرحيل"، والثاني: "العودة"، كما حصل الفيلم على المرتبة الـ42، ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما العربية، حسب استفتاء لنقاد سينمائيين، قام به مهرجان دبي السينمائي الدولي، في الدورة العاشرة للمهرجان عام 2013.
وأعلن، مؤخراً، مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي عن ترميم الفيلم، وإعادة عرضه هذا العام بجودة (4k)، ضمن البرنامج الرسمي للمهرجان، الذي سيقام في الفترة من 2 إلى 12 أغسطس المقبل، وذلك بعد مرور 19 عاماً على عرضه الأول.
ويُعد نصر الله أول سينمائي مصري يتولى رئاسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي الدولي، المهرجان الأبرز عالمياً، ليتوج مشواراً فنياً مميزاً جداً محلياً وعالمياً، وإن اقتصر على 13 فيلماً فقط.