يتندر الكثير من الناس على جملة "كوكب اليابان"، باعتبار أن الكواكب موجودة فقط في الفضاء، وأن مملكة اليابان هي دولة مثل بقية الدول المتقدمة تكنولوجياً ومعرفياً، لكن الثقافة اليابانية التي بدأت تنتشر في العالم، بفضل سهولة التواصل الاجتماعي والعلمي والتقدم التكنولوجي، كشفت الكثير من العادات والتقاليد اليابانية، التي تعبر عن تقدم حضاري وفكري وإنساني مدهش.

على صعيد الصحة، يشتهر اليابانيون بمعدلات أعمارهم الطويلة، حيث يردون الأمر إلى أنهم يمارسون عادات صحية، تجعلهم يتمتعون بصحة جيدة طيلة حياتهم، فمن النادر أن تجد يابانياً جسمه غير رشيق أو غير متناسق، أو أن تجد يابانياً له كرش، إذ تشير صحيفة " Times of India"، الهندية، إلى أن اليابانيين يعيشون حياة تعزز سعادتهم وصحتهم، وتدفعهم إلى العمل بهمة وطاقة ونشاط.

ومن أبرز العادات الصحية، التي يتعمدها اليابانيون في حياتهم، ممارسة رياضة اليوغا والتأمل في الغابات الخضراء وسط الطبيعة، حيث تعمل هذه الرياضة على هدوء النفس، وتحسين الحالة المزاجية.

كما يؤمن الأشخاص في اليابان بالقناعة الذاتية، حيث يدركون أنهم ولدوا ليعيشوا حياتهم بسعادة وقناعة، ويعملون وفق مستواهم المعيشي، فضلاً عن توفير الدولة هناك خططاً لدعمهم وإبراز مواهبهم، إذ ينشغلون فقط بتحقيق ما يصبون إليه، دون الحاجة إلى التفكير بمسائل حياتية محسومة، ما يجعلهم مركزين على أهدافهم، الساعين إلى تحقيقها.

ولا يتناول اليابانيون طعامهم حتى التخمة أو الشبع الكامل، ويطبقون مبدأ الاعتدال في تناول الطعام، حتى لا يصابوا بالأمراض المزمنة، مثل: السكري وضغط الدم، حيث يتوقفون عن تناول الطعام، حينما يشعرون بالامتلاء وليس الشبع، ما يدفعهم إلى وضع حصص طعام مناسبة لاحتياجاتهم، فلا يتركون بقايا طعامهم على المائدة، بل يأكلون ما يقومون بتحديده منذ البداية.

وليست هذه الحال في معظم البلدان العربية، حيث يعتبر الأرز واللحوم والدواجن مصدر غذائهم الأول، يعتبر اليابانيون الأسماك بمختلف أنواعها مصدراً رئيسياً للغذاء، لغناها باليود والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم، كما يقومون بصنع شوربات من الأعشاب البحرية الصالحة للطعام المنتشرة في البحر وما حوله، كما يفضلون تناول أطباق متعددة من السلطات المصنوعة من الخضروات الطازجة، كما يتناولون أوزاناً محددة من الأرز، ويفضلون طبق "السوشي"، المصنوع من الأرز والأسماك.

ويعد الشاي الأخضر المشروب المفضل لدى معظم السكان هناك، حيث يخفض هذا النوع من الشاي نسبة الكوليسترول، ويقلل فرص الإصابة بالالتهابات.

ويعيش معظم اليابانيين علاقات اجتماعية متوازنة ومتينة، لتعزيز الصحة العقلية والنفسية، كما يحترمون الوقت والمواعيد، ولا يتركون مجالاً للاجتماعات غير المخطط لها، إذ يعتمدون نظاماً صارماً في المواعيد، كما يشجعون التطور العقلي والنفسي للفرد، كما يمرون بتجربة سفر داخلي أو خارجي، مرة واحدة على الأقل سنوياً.