يتحدى الأشخاص السامون المنطق، فبعضهم لا يدرك أبداً التأثير السلبي الذي يتركه على من حوله، ويبدو أن البعض الآخر يستمد الرضا من إحداث الفوضى، والضغط على ما يستفز الآخرين، وعلى الرغم من أهمية تعلم كيفية التعامل مع أنواع مختلفة من الناس، فإن الأشخاص السامين حقًا لن يستحقوا وقتك وطاقتك أبدًا، وسيأخذون الكثير منهما. فالأشخاص السامون يضعون تعقيدات غير ضرورية، ونزاعات، والأسوأ من ذلك كله توترات، لهذا يستحسن دائماً اختيار الأشخاص من حولك بحكمة.

تجنب الجنون:
تظهر الأبحاث الحديثة، من جامعة فريدريش شيلر بألمانيا، مدى خطورة الأشخاص السامين. ووجدوا أن التعرض للمنبهات التي تسبب مشاعر سلبية قوية - وهو نفس النوع من الضغط، الذي تتعرض له عند التعامل مع الأشخاص السامين - في استجابة هائلة للضغط على أدمغة الأشخاص. سواء كانت سلبية أو قسوة أو متلازمة الضحية أو مجرد جنون عادي، فإن الأشخاص السامين يدفعون عقلك إلى حالة مرهقة يجب تجنبها بأي ثمن.

وأظهرت الدراسات، منذ فترة طويلة، أن التوتر يمكن أن يكون له تأثير سلبي دائم على الدماغ، إذ إن التعرض حتى لأيام قليلة من الإجهاد يضعف فاعلية الخلايا العصبية في الحُصين، وهي منطقة دماغية مهمة مسؤولة عن التفكير والذاكرة، كما تتسبب أسابيع من التوتر المستمر في تلف خلايا المخ بشكل قابل للانعكاس، بينما يمكن أن تدمرها تماماً أشهر من التوتر بشكل دائم. والأشخاص السامون لا يجعلونك بائسًا فحسب، وإنما أيضاً يرهقون حقًا عقلك.

 

أنماط الشخصيات السامة:
- النمامون:
تقول إليانور روزفلت، سيدة أميركا الأولى، في الفترة من 1933 إلى 1945: "العقول العظيمة تناقش الأفكار، والعاديون يناقشون الأحداث، والعقول الصغيرة تناقش الناس".
ويستمد النمامون المتعة من الحديث في مصائب الآخرين، وقد يكون من الممتع، أحياناً، النظر إلى الأخطاء الشخصية أو المهنية لشخص آخر في البداية، لكن بمرور الوقت يصبح الأمر متعبًا، ويجعلك تشعر بالفزع، ويؤذي الآخرين.

- المزاجيون:
بعض الناس ليست لديهم سيطرة على عواطفهم، وسوف ينتقدونك، ويطلقون مشاعرهم عليك، بينما يفكرون دائمًا أنك الشخص الذي يسبب لهم الشعور بالضيق.

الضحية:
يصعب التعرف على الضحايا لأنك في البداية تتعاطف مع مشاكلهم، لكن مع مرور الوقت تبدأ في إدراك أن "وقت الحاجة" هو طوال الوقت، إنهم لا يرون الأوقات الصعبة كفرص للتعلم والنمو؛ بدلاً من ذلك، يرونها كوقت ممتع للمعاناة. هناك قول مأثور، هو: "الألم أمر لا مفر منه، لكن المعاناة اختيارية"، إنه يجسد تمامًا سمية الضحية، التي تختار أن تعاني في كل مرة.

محبو ذواتهم:
الأشخاص المنغمسون في أنفسهم، ومحبو ذواتهم، يحبطونك من خلال المسافة العاطفية، التي يحتفظون بها عن الآخرين. يمكنك، عادة، معرفة ما إذا كنت تتعامل مع أشخاص منغمسين في أنفسهم، لأنك تبدأ في الشعور بالوحدة الكاملة.

الحاسدون:
"الحاسدون لن يرضوا أبداً"، هذا لأنهم يقيسون ثروتهم مقابل ثروات العالم، في حين يجب أن يستمدوا رضاهم من الداخل.

المتلاعبون:
المتلاعبون يمتصون الوقت والطاقة من حياتك تحت واجهة الصداقة. وقد يكون من الصعب التعرف عليهم والهرب منهم، لأنهم يعاملونك كصديق. إنهم يعرفون ما تحبه، وما الذي يجعلك سعيدًا، وما تعتقد أنه مضحك، لكن الفرق هو أنهم يستخدمون هذه المعلومات كجزء من أجندة خفية. يريد المتلاعبون دائمًا شيئًا منك، وإذا نظرت إلى الوراء في علاقاتك معهم، فسياستهم في كل شيء الأخذ فقط مع القليل من العطاء أو دونه. وسيفعلون أي شيء لكسبك حتى يتمكنوا من التلاعب بك.

مطلقو الأحكام:
يسارع الأشخاص، الذين يصدرون أحكامًا، إلى إخبارك بما هو رائع، وما هو غير رائع. فلديهم طريقة لأخذ الشيء الذي أنت أكثر شغفًا به، ويجعلونك تشعر بالسوء حيال ذلك. بدلاً من التقدير والتعلم من الأشخاص المختلفين عنهم، ينظر الأشخاص الذين يصدرون أحكامًا بازدراء إلى الآخرين.