يعتقد الكثير من الناس أن تقنيات الذكاء الاصطناعي المنتشرة في التطبيقات الرقمية، ما هي إلا تطبيق معلوماتي سريع لمليارات المعلومات المنتشرة على الشبكة العنكبوتية، التي تقوم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بجمعها بشكل متواصل، وإدخالها في منظومة معلوماتها، بهدف إعادة إنتاجها لاحقاً، تحت مسمى ذكاء اصطناعي!
هذا الاعتقاد عززته ورقة بحثية، أعدتها شركة "غوغل"، بالتعاون مع مجموعة من خبراء التكنولوجيا من جامعات أميركية وسويسرية عدة، توصلوا إلى نتيجة مفادها أن التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تجمع على سبيل المثال مليارات الصور، وتقوم من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي بتقديم صور متخيلة لأي شكل يبحث عنه، الراغب في إيجاد شيء مبتكر وغير متوفر.



ويكمن سر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قدرتها على إنشاء صورة مبتكرة ومدهشة، بعد معالجة أعداد لا تحصى من الصور القريبة من الموضوع الذي يبحث عنه الشخص الراغب، كون هذه التطبيقات مصممة أساساً لجمع جميع الصور والمعلومات واضحة العناوين والمعالم والتقنيات.
ويدلل الباحثون في الدراسة، وفقاً لصحيفة "واشطن بوست"، الأميركية، على أنه أحياناً تنتج تطبيقات الذكاء الاصطناعي صوراً موجودة أصلاً على محركات البحث العادية، عازين السبب إلى محدودية الفكرة التي طبقها سابقاً أشخاص آخرون.
ومن شأن الدراسة الجديدة أن توقف الدهشة والانفعال والركض خلف تطبيقات الذكاء الاصطناعي، المنتشرة مثل النار بالهشيم على الشبكة العنكبوتية.
وتتحدى هذه الدراسة وجهات النظر القائلة إن نماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في توليد الصور لا تحفظ بيانات التدريب الخاصة بها، وإن بيانات التدريب قد تظل خاصة إذا لم يُكشف عنها.
ويعتمد مطلقو تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالدرجة الأولى، على إدهاش غير المتخصصين في خبايا التطور التكنولوجي، وهم شريحة واسعة جداً من البشر العاديين، الذين يمكن أن تبهرهم مثل هذه التقنيات المتطورة.



ويدلل خبراء التكنولوجيا الباحثين عن أصل الأشياء في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالقول إن الشبكات العصبية التكنولوجية، لا تستطيع إنشاء كائنات جديدة من العدم، كما هو معتقد على نطاق واسع، حيث تعود فوراً للمعلومات الهائلة التي قامت بتخزينها، لإنتاج شكل جديد لما يتم البحث عنه.
ويخشى كثيرون استمرار الاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لأنه سيؤدي بالتالي للاستغناء عن الكوادر البشرية العاملة، ما يؤدي تالياً إلى فقدان الإحساس بالأشياء لدى المهووسين بالتكنولوجيا، الذين يميلون إلى استسهال إمكانية استخدام هذه التطبيقات، عوضاً عن المبادرة بالقيام بالتفكير وحل المشكلات التي تواجه الناس، وترك الأمر برمته لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لحل المشاكل.
ويتجاهل معظم الناس حقيقة أن الذكاء الاصطناعي مِنْ صنع البشر، مهما بلغت درجة تطوره، حيث إن ما يدخله البشر بشكل يومي من معلومات، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو المواقع الإلكترونية، هو ما يكسب روبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، مثلاً، مهارات فريدة.