اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة تكريم اللاجئين في العالم أجمع، من خلال اختيار يوم خاص لهم، حددته بـ20 يونيو من كل عام، بهدف حشد التعاطف العالمي معهم، وتقديم الدعم اللازم لمساعدتهم في إعادة بناء حياتهم بالشكل الصحيح.

واللاجئون، حسب تعريف الأمم المتحدة الرسمي، هم أولئك الأفراد الذين يضطرون لمغادرة ديارهم، حفاظاً على حريتهم، أو إنقاذاً لأرواحهم، كونهم لم يعودوا يتمتعون بحماية داخل دولهم، بل إن حكوماتهم قد تكون هي مصدر التهديد لهم أساساً.

وهنالك لاجئون آخرون اضطرتهم الظروف الطبيعية للهروب من بلادهم، سواء بسبب كوارث طبيعية كالفيضانات والزلازل، وغيرها، أو بسبب المجاعات ونقص التغذية.

وقد عرفت دولة الإمارات بأنها من أكثر دول العالم أجمع دعماً للاجئين، واقترن اسمها دائماً بكونها سنداً لهم، فلم تبخل عليهم بشيء، وقدمت مبادراتها الإنسانية تجاههم، كما أنها أسهمت بتأمين المأوى والمأكل والمشرب والعمل للاجئين أينما كانوا وحلوا وارتحلوا.

ولعل أكبر شاهد على هذا الأمر الدعم ذلك الذي قدمته الإمارات للأمم المتحدة في مجال دعم ومساندة اللاجئين، إذ بلغ أكثر من 300 مليون درهم منذ عام 2010 وحتى اليوم، وفق بيانات وزارة الخارجية.

وقد شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً كبيراً في هذا الدعم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، سيرت الإمارات في جسر جوي عدداً كبيراً من الطائرات لدعم اللاجئين الأوكرانيين، والذي كان له أكبر الأثر في تخفيف التداعيات الإنسانية لأزمتهم الناتجة عن الحرب في بلادهم.

وسبق ذلك بسنوات أن اعتبرت الإمارات إحدى أكثر الدول دعماً للاجئين السوريين، فقدمت لهم منذ اندلاع الأزمة في بلادهم ما يقارب الـ2.1 مليار دولار، لإغاثة ومساعدة اللاجئين، سواء داخل سوريا أو خارجها، وتحديداً في الأردن ولبنان والعراق وكذلك في اليونان، وأقامت الدولة على نفقتها وتحت إدارتها مستشفيات ميدانية، كما أنشأت مخيمات مثالية للاجئين قد يكون مخيم "مريجيب الفهود" في الأردن أبرزها، إضافة لمخيمات مماثلة في كل من كردستان العراق واليونان.

ليس هذا فحسب، فللإمارات مساهمات واضحة في التخفيف من الآثار التي عانى منها اللاجئون من مسلمي الروهينجا في ميانمار، وكان لها دور كبير في التخفيف من معاناتهم الإنسانية، وقدمت مبادرات كبرى لدمجهم في مجتمعاتهم، وحرصت على إحلال الوئام بين مختلف الطوائف والأعراق.

ومن الأمثلة الشاهدة، أيضاً، على الأهمية الكبرى التي توليها الدولة لهذا الملف، ذلك الدعم الكبير الذي قدمته للاجئين الصوماليين، الذين نزحوا عن بلادهم بسبب الجفاف بمساعدات تجاوزات الـ283 مليون درهم، وأيضاً تقديم ما يقارب الـ14.5 مليون درهم لمساعدة لاجئي جنوب السودان في أوغندا.

وهكذا هي بلد الخير دائماً، لا تكتفي بنشر الحب والخير والمحبة في ديارها، بل تمتد يدها بالعطاء لكل محتاج ولاجئ، وتقدم له مظلة آمنة لينعم بالعيش بأمان ورخاء، ليكون قادراً على البدء من جديد، بعيداً عن المخاوف والتهديد الذي هرب منه، طالباً الأمان في بقاع مختلفة.