يعد علم الأمراض التشريحي أحد أهم فروع الطب، التي تدرس تأثير الأمراض على بنية أعضاء الجسم، ويلجأ له الأطباء لتحديد العناصر غير الطبيعية، التي تساعد في تشخيص المرض، وإدارة علاجه.
ولأهميته بمكان، افتتحت مدينة الشيخ شخبوط الطبية، التي تعد أحد أكبر المستشفيات الرائدة في دولة الإمارات، لرعاية الحالات الحرجة والمعقدة والمشروع المشترك بين شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، و"مايو كلينك"، مختبراً حديثاً ومتطوراً لعلم الأعضاء التشريحي، بهدف دعم فريق علم الأمراض، يقوده خبراء تشخيص الأمراض والحالات المعقدة بأعلى درجات الدقة، وباعتماد الأدوات والتطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وسيحظى المرضى بفرصة دراسة حالاتهم الصحية بدقة، ما يضمن تشريح العينات وتقييمها ودراستها، وفحص خلايا أعضاء الجسم مجتمعة ومنفردة، وهي المستخرجة من عملية الكشط أو شفط السوائل أو الأنسجة تحت المجهر، حيث سيتمكن فريق علم الأمراض من القيام بمجموعة واسعة من الاختبارات الطبية المتقدمة، بما فيها الاختبارات الجينية.
وتهدف مدينة الشيخ شخبوط الطبية إلى توفير رعاية عالية الجودة للمرضى، حيث يتيح القسم المستحدث الحصول على صور تشخيصية عالية الدقة، تغطي شرائح كاملة للعينات لعرضها وتحليلها رقمياً، إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير تشخيصات أكثر دقة، وتحسين عملية صنع القرار ودعمها، وتعزيز جودة النتائج وفق أعلى المعايير الطبية العالمية.
ويقسم علم الأمراض التشريحي إلى اختصاصات فرعية، الرئيسية منها: علم الأمراض الجراحي، علم الأمراض الخلوي، وعلم الأمراض العدلي، وللحصول على رخصة لممارسة علم الأمراض، يجب على الطبيب المختص الحصول على ترخيص بممارسة الطب في برنامج يتضمن الإقامة وشهادة معتمدة (في الولايات المتحدة، من المجلس الأميركي لعلم الأمراض أو المجلس الأميركي التقويمي لعلم الأمراض) وهذه شروط مطلوبة عادة للحصول على وظيفة أو امتيازات متعلقة بالمستشفى، الذي يقدم لمرضاه خدمة العلاج.
وعلم الأمراض التشريحي هو أحد فرعي علم الأمراض، فالفرع الآخر هو علم الأمراض السريري، أي تشخيص المرض من خلال التحليل المختبري لسوائل و/أو أنسجة الجسم.
وفي الكثير من الأحيان، يمارس علماء الأمراض علمَي الأمراض التشريحية والسريرية معاً في تركيبة تعرف بعلم الأمراض العام.
ويؤكد المجلس العربي للاختصاصات الطبية أن أخصائيي علم الأمراض يدمجون المعلومات السريرية، والمعرفة العلمية، وفهم النماذج المرضية، مع طيف واسع من الطرق التشخيصية.
وتقديراً من المجلس العلمي لعلم الأمراض، في "المجلس العربي للاختصاصات الصحية" للدور المهم لعلماء الأمراض في العناية بالمريض، سعى المجلس لوضع قواعد معيارية امتيازية موحدة حول العالم العربي، وهنا تظهر أهمية تشكيل مجالس اختصاصية في علم الأمراض التشريحي والطب المخبري، كأحد مكونات الوصول لهذا الهدف، كما أن ضمان التوعية المميزة لتدريب مقيمي اختصاص علم الأمراض في المخابر والمستشفيات المعتمدة من قبل المجلس، هو أمر يحتل الدرجة نفسها من الأهمية في هذا الموضوع.