عندما تنظرين إلى امرأة قد أجرت عملية حشوٍ، وبالغت فيها، فإنكِ ستلاحظين ذلك من خلال الكدمات، أو بروز الشفاه بشكلٍ غير واقعي، أو وجهٍ مشدودٍ جدًا، أو الخدود البارزة بشكلٍ مخيف.

وكل هذه الدلائل يمكن أن تشير إلى أن التعرض لإجهاد الفيلر، وهو أحد أهم المخاطر التي يمكن أن تتبع إجراءات حشو الجلد.

ويمكن تعريف إجهاد الفيلر بأنه الحقن المفرط في بقعة واحدة، ففي حين أن مادة الفيلر تهدف إلى إعطائكِ مظهراً منتعشاً بشكلٍ طبيعي، فإن حقن الكثير منها يمكن أن يسبب تأثيراً سلبياً.

ووفقاً للعديد من الإحصاءات، فإنه لوحظ، مؤخراً، ارتفاع حالات الإصابة بإجهاد الفيلر لدى من يقمن بهذا الإجراء التجميلي، مع تزايد شعبية استخدام الفيلر في كل العالم.

وفي حين أن العديدات يعتقدن أن التوقف عن الحقن لفترة من الوقت سيصلح هذه الحالة، إلا أن الأمور قد تصبح أكثر خطورة، لذلك يجب على من تقوم بهذا الإجراء التجميلي أن تقلق بشأن الآثار طويلة المدى.

قد يحدث إجهاد الفيلر بسبب أن الحاقن غير مدرب، وغالباً يتسبب في الكثير من المشاكل، كما أنه قد يوصي بإجراءاتٍ غير صحيحة لمن تريد الحصول على الفيلر. على سبيل المثال، قد ينصح بالحصول على مواد مالئة "لرفع" الخدين، أو خطوط الفك، عندما يكون ذلك مستحيلاً، ما يعطي مظهراً غير مرغوبٍ فيه.

وإلى جانب ذلك، إن التعامل مع حاقنٍ غير مختص أمرٌ خطير للغاية، إذ يمكن لأولئك الذين ليسوا على دراية جيدة بتطبيق الفيلر، أن يتعمقوا في الإبرة عن طريق الخطأ بحقن المنتج في وعاءٍ دموي، ما قد يؤدي إلى السكتات الدماغية، أو حالات صحية أخرى خطيرة.

كما يمكن للحاقن غير الماهر، أيضاً، أن يفشل في معرفة علامات إجهاد الفيلر. ولتجنب ذلك، من الضروري ألا يقوم الحاقن بإعادة الحقن إلا بعد مرور وقت كافٍ.

ونظراً لأن بعض مواد الحشو يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 12 شهراً، فإنه يجب على مقدم الخدمة ألا يحث أي سيدة على القدوم عاجلاً، للحصول على حشوٍ جديد.

وقد يتطلب إجهاد الفيلر الإذابة أو الجراحة، ومن المعروف أن معظم مواد الحشو تذوب بشكلٍ طبيعي في الجسم، وأن التدخل الطبي يكون ضرورياً فقط؛ إذا تطور إجهاد الحشو إلى مشكلةٍ أكبر.

ولحسن الحظ، هناك بعض العلاجات، التي يمكن أن تساعد في هذه العملية، حيث يتم استخدام إنزيم الهيالورونيداز؛ لتفكيك حمض الهيالورونيك المستخدم في الفيلر، واعتماداً على المنطقة ومدى تأثيرها، قد تكون هناك حاجة إلى جلسات تذويب متعددة.

أما في حال انتقلت مادة الفيلر بعيداً عن موقعها المقصود، فقد يكون التصوير بالرنين المغناطيسي ضرورياً؛ لتحديد مكان المنتج بدقة.

وإذا فشل تذويب الفيلر، فقد تكون الإزالة الجراحية هي الخيار الوحيد، رغم أنها من الأمور المعقدة جداً، لأن الفيلر يرتبط بالأعصاب، ما يجعل عملية فصله صعبة، وقد تتسبب في تلف تلك الأعصاب، كما أنه، غالباً، تستحيل إزالة كل تلك المادة أثناء الجراحة الأولى، فقد يتبعها العديد من الجراحات الأخرى.