نسمع، جميعنا، عن التحذيرات التي يطلقها الأطباء بخصوص الالتزام بتناول الطعام الصحي، والهدف دائماً يكون تجنب البدانة والدهون الحشوية والكسل، فضلاً عن الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: السكري والضغط.

لكن اللافت ما تحذر منه عالمة أعصاب أميركية، إذ تؤكد أن نوعية الغذاء عامل رئيسي ومباشر في إصابة الدماغ بالعجز، والشيخوخة المبكرة!

نقلت صحيفة "ديلي ميل"، البريطانية، عن عالمة الأعصاب الأميركية، إميلي ماكدونالد، قولها إن نوعية الغذاء، الذي يتناوله الإنسان يمكن أن تؤثر بصورة مباشرة على التدهور المعرفي للدماغ، والذي يمكن أن يصل أيضاً للإصابة بمرض الزهايمر.

وتحذر إميلي من إدمان تناول الأطعمة المصنعة على اختلاف أنواعها، وأبرزها: حبوب الإفطار (الكورن فليكس)، والخبز، والأجبان بمختلف أنواعها، وجميع أطعمة الـ"فاست فود"، التي تعتمد على الزيوت المهدرجة في صنعها، وأبرزها: البطاطس والفطائر والنقانق والسجق واللحوم المعلبة.

ولا يقف التحذير عند هذا الحد، بل يمتد إلى أي نوع طعام يتم صنعه خارج المنزل تقريباً، حيث تشدد عالمة الأعصاب على ضرورة المحافظة على نظافة المكونات الغذائية قبل طهيها، مع رفض أي نوع طعام جاهز، خشية أن يكون عمال المطاعم لم يراعوا النظافة التامة في صنعه، وتؤيد إميلي التوقف عن استخدام المايكروويف في تسخين الطعام، فتقول: "من الأفضل عدم وجوده في المنازل.. إطلاقاً".

وتنبه عالمة الأعصاب إلى ضرورة تناول الغذاء الصحي النظيف قطعاً، ليس للمحافظة على دماغ الإنسان فحسب، بل للمحافظة على صحة جسمه بالكامل، وتنصح بالحث على تناول الفواكه والخضروات والأطعمة الكاملة، خاصة من قبل صغار السن.

وتضرب إميلي المثل بالأفوكادو والتوت البري والحبوب الكاملة والكرز واللحوم الحمراء والسمك بمختلف أنواعه، وتناول البيض باعتدال، والمكسرات والبقوليات وبذور الشوفان والكتان، شريطة أن يتم تناولها طبيعياً دون أي مواد حافظة.

في سياق متصل، ترى إميلي أن الحفاظ على صحة الدماغ ممكن، لكن معظم الناس لا يرغبون في العناية بصحتهم، وتقول: "من الضروري أن يخضع كل الناس لجلسات تأمل فردية في الصباح المبكر، ويمكن أن تصحو لتتأمل الطبيعة أو السماء أو حتى محيط نظرك، فالتأمل له فوائد عظيمة على دماغ الإنسان، إذ يساعد في صفاء الذهن، وزيادة التركيز".

وترفض عالمة الأعصاب فكرة عدم قدرة الناس على تخصيص وقت لممارسة التأمل أو الرياضة، وتشير إلى أن الناس الذين يدّعون عدم وجود وقت للاهتمام بصحتهم، يملكون وقتاً طويلاً عند الصحو من النوم، للعبث بهواتفهم المحمولة.

وتؤكد ضرورة اتباع النصائح العامة، التي يعرفها معظم الناس، حول اتباع أساليب النوم الصحيحة، التي تجلب الصحة والراحة للجسم، ومن أبرزها: النوم مبكراً، عدمو العبث بالهاتف المحمول قبل النوم مباشرة، وإطفاء الضوء، والابتعاد عن أجهزة التلفزيون والألعاب، وأي مؤثرات تجلب الأرق، فضلاً عن تناول آخر وجبة طعام قبل الخلود للنوم بساعتين.