يشعر كثيرون بأن تقديرهم لذاتهم منخفض، ما يجعلهم يدخلون في دوامة عدم القدرة على التعامل مع محيطهم الاجتماعي والعملي، وذلك نتيجة مجموعة من العوامل التي تحبط الشخص، وتجعل ثقته مهزوزة بنفسه، ومن أبرزها: "شدة الانتقاد للنفس"، من خلال اعتقاد أن جميع الخيارات التي يقوم بها سيئة، أو "سرعة لوم النفس" عبر توبيخ الشخص لذاته إن أخطأ، و"الشعور بعدم السيطرة على مهامه" نتيجة إحساسه بعدم قدرته على ابتكار حلول للمشاكل اليومية التي تعترضه، و"ترديد عبارات الاعتذار" بسبب خوفه الدائم من الخطأ، و"التردد" لعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، و"الحيرة" التي تنشأ من تعدد الخيارات أمامه، والخوف من الفشل.
كل هذه المخاوف يمكن للشخص، الذي يشعر بقلة تقدير ذاته، العمل على تجاوزها، من خلال اتباع طرق بسيطة وسهلة.
موقع "Elevation Behavior Health"، المعني بالصحة النفسية، نشر حلولاً للتخلص من أزمة تقدير الذات، تبدأ من ضرورة مراجعة طبيب نفسي، للتخلص من الأفكار غير المرغوب بها، وكسر حاجز الخوف والخجل والتردد، حيث يمكن للمعالج النفسي تقديم الدعم والتوجيه، لتحسين الطريقة التي يرى بها الشخص نفسه.
وينصح خبراء الموقع النفسي بممارسة تمارين الثقة بالنفس، من خلال التفكير الإيجابي الناقد للشخص مع نفسه، قبل تطبيق ما تعلمه خلال ممارسة حياته اليومية. ولا بد للشخص أن يحب نفسه، وأن يزرع الثقة بها، وأن يقتنع بأن الإنسان معرض للخطأ، وأنه إن أخطأ فبإمكانه تصحيح أخطائه من خلال التعلم.
كما ينصح الخبراء بممارسة الرعاية الذاتية، أي أن يُظهر الشخص لنفسه أنه ذو قيمة، وجدير بالقليل من التدليل والتقدير، وأن يضع أهدافاً سهلة في البداية يعمل على تحقيقها، لتجاوز حاجز الخوف وعدم الثقة.
ومن الضروري أيضاً طرد الأفكار السلبية، وإحلال الإيجابية مكانها، واتباع نظام حياة صحي، قائم على 3 عوامل مهمة، هي: نظام غذائي، وممارسة التمارين الرياضية، والنوم بقدر كافٍ، لإبقاء الجسم والعقل في حالة نشاط دائم، وصفاء ذهني.
وتنطلق الثقة بالنفس وتقدير الذات، من حسن اعتماد المرء على نفسه، واعتباره لذاته، وقدراته حسب الظرف الذي هو فيه (المكان، الزمان) دون إفراط (عجب أو كبر أو عناد) ودون تفريط (من ذلة أو خضوع غير محمود)، وهي أمور مهمة لكل شخص، ولا يكاد إنسان يستغني عن الحاجة إلى مقدار من الثقة بالنفس في أمر من الأمور.
والثقة هي إيمان الإنسان بقدراته وإمكاناته وأهدافه وقراراته، أي الإيمان بذاته. وينظر إلى الثقة بالنفس على أنها العمود الفقري لشخصية الإنسان، فمن دونها يفقد الإنسان احترامه لذاته، ويصبح عرضة لانتقاد واستغلال من حوله، وبالتالي يعيش حياة بائسة، وعكس ذلك الشخص المتمتع بالثقة في نفسه تجده محط احترام الجميع، وتكون نظرته للحياة متفائلة.