على الرغم من أهميته في طهي الطعام، وضرورة وجوده في جميع أنواع الأطعمة، فإن الملح يبقى دائماً في دائرة الاتهام بالتسبب في رفع ضغط الدم، بسبب الصوديوم المتوفر فيه، حيث تبلغ حاجة الجسم اليومية من الصوديوم نصف ملعقة صغيرة، ما يعادل 6 غرامات من الملح، فيما يجب ألا تتجاوز نسبة استخدام الملح غرامين يومياً لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم.
وللحفاظ على الجسم من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، بسبب الملح بأنواعه، يجب استخدامه باعتدال ودون إفراط، سواءً مع الأطعمة المطهية أو من خلال رشه على وجبات الطعام الخفيفة، مثل: البيض المقلي، وقلاية البندورة.
وتنصح منظمة الصحة العالمية بتقليل كمية الصوديوم المستخدمة يومياً إلى أقل من 2300 ملليغرام، وهي تعادل تقريباً كمية الصوديوم في معلقة صغيرة من الملح، وتشمل النصيحة استخدام ملح الهيمالايا أو الملح قليل الصوديوم عالي البوتاسيوم، لتقليل خطر الإصابة بالضغط.
وعلى صعيد عام، يفضل استخدام ملح الطعام المعزز باليود، كون اليود عنصراً غذائياً فعالاً، يساهم في تكوين هرمون "الثايروكسين" المسؤول عن تنظيم وظائف الغدة الدرقية، ويساعد في نمو الجسم. وعلى عكس الشائع بين الناس الذين يعتقدون أن الملح هو أهم مصادر اليود، فالفراولة والبطاطس العضوية والتوت البري، من أبرز الأغذية التي تحتوي على اليود.
والملح لا يستخدم فقط في طهي الطعام، فهو مادة حافظة، لذا يتم استخدامه عند صنع العجين والحلويات، كون الملح يساهم في إبقاء العجين رطباً، كما يقلل المرارة في الطعام، ويعزز الروائح التي تشي بنكهات الطعام. وعلى الرغم من ذلك، فلا يمكن الاستغناء عن الملح في صنع الأطعمة، لأن الطعام حينها سيفقد نكته الشهية.
وعرف العالم ملح الطعام منذ القدم لخصائصه، فاستعمل في الطبخ وكحافظ للأطعمة، واستعمله الإغريق والرومان في طقوسهم الدينية. اقتصادياً، اكتسب قيمة كبيرة، حيث استعمل في الصين والحبشة للمقايضة وكعملة في فرنسا، استحدثت ضريبة خاصة بالملح سميت "جبل"، ما أثار الناس وكان أحد أسباب الثورة الفرنسية. ولطالما مال الناس لبناء مجتمعاتهم حول مصادر الملح، أو في مكان يستطيعون فيه التجارة من أجله.
وطوال التاريخ كان وجود الملح مهماً للحضارات، فكلمة "salary"، التي تعني أجرة اشتقت من الملح باللاتينية، نظراً لاستعمال الرومانيين الملح أحياناً كأجرة، حيث كانت قيمته تعادل الذهب.