بخطوات هادئة، لكنها ثابتة، تبني الفنانة ديم طريقها نحو النجاح والنجومية، فهمُّها تقديم أعمال فنية جيدة، بغض النظر عن عددها، وهي لا تنفي أنها تقصر، أحياناً، في عملها الفني لصالح عملها الآخر بالمحاماة. لكنها، أيضاً، تؤكد أنها دخلت الفن لعشقها له، وليس لأهداف مادية.. في هذا الحوار، تكشف ديم عن جديدها، لاسيما أغنيتها الأحدث بعنوان «ما أستغني»:
• مؤخراً، أطلقت أغنية «ما أستغني»، من ألحان فيصل، وإنتاج فايز السعيد.. لماذا قمت بتغيير الملحن؟
- أنا لم أغيّر الملحن، ولا أستطيع أن أغيره (تضحك)، لكن الشاعر عبدالله الملحم - وهذا ثاني تعاون لي معه ـ عرض عليَّ هذا العمل، وقال لي إنَّ لديه أغنية بألحان جاهزة، وتخيلها بصوتي، ويحب أن أقدمها، وعندما سمعت اللحن أحببتها، وشعرت بأنها أغنية لوني الغنائي، وشعرت بأنها لي، ثم أخذت رأي الأستاذ فايز السعيد فلم يعارض، لأنه في النهاية يجب على الفنان أن ينوع أعماله.
• بلغة الأرقام.. ما رقم هذه الأغنية في مشوارك الفني؟
- باستثناء الأغاني الوطنية، هذه هي الأغنية السادسة من الأغاني العاطفية والشعبية.
• أليس هذا العدد قليلاً خلال 3 سنوات، خاصة أنك بدأت بتقديم أغنيتين دفعة واحدة، وتوقعنا منك إنتاجاً كثيفاً؟
- نعم الرقم قليل جداً، ولديَّ أغانٍ بينها فترات طويلة. أعتقد أن السبب الرئيسي في ذلك هو عدم تفرغي التام للفن، فسبب تقصيري هو عملي الآخر بالمحاماة. لكنني، دائماً، أسعى إلى تقديم عمل جميل، وبمستوى جيد.
خطوات بطيئة
• هل تواجهين صعوبة في إيجاد أغنية جميلة تناسبك؟
- لا؛ لأنني لا أسمع ثم أختار، وإنما يحدث ذلك مصادفة، فعندما أسمع أغنية وأتعلق بها آخذها، ما أقصده أنني لا أبحث عن الأغنية، لكنني أتركها تأتي في وقتها وظروفها دون ضغط، فالمهم عندي هو جودة الأعمال وليس كميتها.
• في بداياتك انتظرنا ولادة نجمة، لكن خطواتك بطيئة نوعاً ما.. لماذا؟
- بالنسبة للأغاني، كما ذكرت، ربما هو تقصير مني لانشغالي بعملي الآخر. بشكل عام، هذا الأمر مرتبط بما يعرض عليَّ من أعمال ومشاركات، هل هو مناسب، وكيف أتفق مع الأستاذ فايز السعيد كجهة منتجة على الأغاني والأعمال الجديدة التي نقدمها، فالأمر برمته مرتبط بالظروف، خاصة في ظل انشغالي بعملي.
• هل المحاماة تأخذ نصف وقتك؟
- تقريباً كل وقتي، لكن في الوقت ذاته أنا لا أحب الوجود فقط لأجل الوجود، فلن أقدم أغنية لمجرد أنني لست موجودة على الساحة منذ 6 أشهر مثلاً، بل أريد تقديم أعمال جميلة، وهذا هو المهم.
• لماذا لم تحيي حفلات أعراس حتى الآن؟
- مازلت رافضة هذا الأمر، وسبب رفضي أنني أريد أولاً أن يكون لديَّ رصيد كافٍ من الأغاني؛ لأغني في الأعراس، وحالياً أنا أعمل على هذا الأمر بأن تكون لديَّ أغانٍ لتقديمها في حفلات عامة أيضاً. لا أريد، في بداياتي، أن أغني في الأعراس باستمرار؛ حتى لا أكون مغنية أعراس فقط.
• لكنَّ مطربات كثيرات يعتبرن المشاركة في الأعراس نوعاً من النجاح الفني، وكذلك لتحقيق مكاسب مادية!
- أنا لم أدخل المجال الفني للبحث عن المادة، وأشعر بأن الفنانة التي تبدأ من الأعراس تظلم قليلاً، رغم أن هذا الأمر مُجْدٍ مادياً، لكن سيكون تركيزها أقل على الأغاني الخاصة والحفلات العامة. بالنسبة لي، أفضل الوجود فنياً أولاً، وأن أبني شخصيتي المستقلة، وأن يكون لديَّ رصيد جيد من الأغاني، ومن ثم يتم طلبي لفني، وليس لأجل الغناء بالأعراس فقط، وهذا بحاجة إلى رصيد أغانٍ، وحتى لا أحصر نفسي في الأعراس، كما حصل مع بعض المطربات اللاتي لا نراهن في المسرح، أو الحفلات أو المهرجانات.
اللون الشعبي
• «ما أستغني».. لماذا لم تقومي بتصويرها بطريقة الفيديو كليب، واكتفيت بفيديو فوتوغراف مع ذبيان سعد؟
- بالنسبة لأغنية «ما أستغني»، اخترنا رؤية بسيطة، جمعت بين التصوير الفوتوغرافي والفيديو، فهي ليست فيديو كليب بمعنى الكلمة، لكنها أيضاً ليست مجرد صور وكلام. بشكل عام، أعتقد أن الفيديو كليب لم يعد بالأهمية نفسها، التي كان عليها قبل سنوات، هناك بعض الأغاني التي تنجح اليوم دون تصوير، فالأساس في النجاح هو الصوت واللحن والكلمات، وأرى أن الفيديو كليب مجرد عامل مساعد لنجاح الأغاني.
• ما جديدك الغنائي؟
- هناك عمل واحد جاهز، والثاني قيد الدراسة. لكن العمل الذي سيصدر قريباً هو أغنية شعبية، من كلمات الشاعر سعيد بن كراز المهيري، وألحان فايز السعيد، وتوزيع نور هاشم.
• بعد هذه التجربة.. أين تجدين نفسك أكثر، في الأغنية الشعبية أم العادية؟
- لا أستطيع أن أحدد، فجزء مني يحب اللون الشعبي، والآخر يحب الألوان الغنائية المختلفة، لكنني ربما أميل إلى اللون الشعبي أكثر.
• هل تخططين لتقديم شيء بلهجة عربية غير لهجتك؟
- بكل تأكيد، ففي لقاء، ذات مرة، غنيت مقطعاً باللهجة المصرية للفنان بهاء سلطان، لكنني لم أقدم أغنية خاصة بي حتى الآن، فالفكرة مطروحة، ومن الممكن أن أفعل هذا الأمر قريباً.
• هل تشعرين بأن اللهجة المصرية هي الأقرب؟
- المشكلة أنني عندما أغني يجب أن أركز على اللهجة، ومخارج الحروف، وغيرها، وأتأكد من أدائها بشكل جيد؛ لذلك أعتقد أن «المصرية» هي الأقرب، فقد غنيت لعبدالحليم وأم كلثوم، وربما لم تظهر هذه المقاطع، لكنني أستطيع ذلك.