سلامة العميمي: «معاً».. حلول اجتماعية مبتكرةً ومستدامةً

بسيرة ملهمة من النجاح والتألق، نسجت سعادة سلامة العميمي، مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية (معاً)، رحلتها العملية الاستثنائية موشاة بخيط إبداعي، يصل كل مساحات تجربتها المتفردة، التي أتاحت لها مراكمة خبرة فعالة في حوكمة الشركات والتخطيط الاستراتيجي، ووضع السياسات العامة وتطويرها، وإدارة الأداء والرأس

بسيرة ملهمة من النجاح والتألق، نسجت سعادة سلامة العميمي، مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية (معاً)، رحلتها العملية الاستثنائية موشاة بخيط إبداعي، يصل كل مساحات تجربتها المتفردة، التي أتاحت لها مراكمة خبرة فعالة في حوكمة الشركات والتخطيط الاستراتيجي، ووضع السياسات العامة وتطويرها، وإدارة الأداء والرأسمال البشري والتميز المؤسسي.. في هذا الحوار معها، تُلقي بالضوء على أدائها المميز في منصبها الحالي، وإنجازات ورؤى الهيئة:

• ما أبرز مكونات الرؤية الاستراتيجية، التي تستهدي بها «معاً»؟

- تأسست هيئة المساهمات المجتمعية (معاً)، في فبراير 2019، تحت مظلة دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي. وتتجسد مهمة الهيئة في إحداث أثر اجتماعي إيجابي، من خلال تمكين نمو القطاع الثالث، والمؤسسات الاجتماعية، والمجموعات التطوعية، إلى جانب التعاون مع مؤسسات وشركات القطاعين العام والخاص؛ لتشجيع الابتكار الاجتماعي. وبصفتها منصة حكومية متكاملة، تسعى الهيئة إلى تعزيز الشراكات مع القطاعين العام والخاص، والقطاع الثالث المتمثل في المؤسسات غير الربحية، والمؤسسات الاجتماعية، والمتطوعين، بهدف إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات الاجتماعية، والمساهمة في بناء مجتمع قوي ومتماسك ونشط ومتعاون. كما تحرص «معاً» على توجيه المساهمات المالية لدعم الأولويات الاجتماعية في أبوظبي، ضمن قطاعات: الصحة، والتعليم، والبيئة، والقطاع الاجتماعي، وقطاع البنية التحتية، انطلاقاً من دور الهيئة بوصفها القناة الرسمية لحكومة أبوظبي، المعنية بتلقي المساهمات الاجتماعية. وتوفر هيئة المساهمات المجتمعية (معاً) الموارد اللازمة للمساهمة في بناء وتنمية المؤسسات الاجتماعية، وإنشاء قنوات لجمع المساهمات المالية، وتخصيصها للمؤسسات والمبادرات الاجتماعية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وثقافة التطوع. وتتمثل إحدى الأولويات الأساسية للهيئة في تطوير إمكانات القطاع الثالث، وتمكينه للمساهمة في معالجة التحديات الاجتماعية بأبوظبي. وتوفر الهيئة لمؤسسات القطاع الثالث الفرص لتقديم حلول مبتكرة، تسهم في إحداث تأثير اجتماعي حقيقي وقابل للقياس في المجتمعات المعنية، وذلك من خلال محاور الهيئة وبرامجها المختلفة، مثل: صندوق الاستثمار الاجتماعي والمشاركة المجتمعية، وحاضنة «معاً» الاجتماعية، وشهادة التصنيف الاجتماعي، وقنوات المساهمة المختلفة.

• ما أثر مبادرات الهيئة في إظهار مكانة أبوظبي بصفتها الوجهة الأفضل للعيش والعمل والاستثمار.. صفي لنا أهم نتائج استراتيجياتكم على مستوى الدولة والمجتمع؟

- تعمل الهيئة على إنشاء وتطوير مجتمعات متماسكة في أبوظبي، من خلال تحديد ومعالجة الأولويات الاجتماعية في جميع أنحاء الإمارة. ولتحقيق ذلك؛ تتعاون الهيئة مع القطاعين الحكومي والخاص، بمن في ذلك: المستثمرون، وأصحاب الشركات، والقطاع الثالث، والمتطوعون؛ لإيجاد وتقديم حلول مستدامة لهذه التحديات. وتعتبر هيئة المساهمات المجتمعية (معاً) القناة الرسمية في أبوظبي، المكلفة بجمع المساهمات الاجتماعية من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، وأفراد المجتمع، ومن ثّمَّ توجهها لمعالجة الأولويات الاجتماعية المختلفة، التي تحددها دائرة تنمية المجتمع في إمارة أبوظبي، كما توفر الهيئة حلولاً متكاملة؛ لتعزيز حياة الأفراد في المجتمع، عبر توفير التمويل، وتقييم الأثر الاجتماعي، وفق أعلى معايير الحوكمة، الأمر الذي يساهم في تعزيز مكانتها وجهةً أفضل للعيش والعمل والاستثمار. 

حلول مستدامة

• إلى أي مدى توائم سياسات «معاً» الخطط الحكومية في تعزيز الشراكة والتعاون بين القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني، وتحقيق الاستدامة؟

- تركز الهيئة، بشكل كبير، على التعاون البنّاء بما يتماشى مع رؤية الحكومة الرشيدة في بناء شراكات استراتيجية شاملة بين القطاعات العامة والخاصة والثالثة، بالإضافة إلى المجتمع المدني. وتعمل الهيئة - عن كثب - مع أكثر من 60 شريكاً؛ للتوصل إلى حلول اجتماعية مبتكرة ومستدامة، تساعد على إرساء وتعزيز مجتمع متعاون.

• ما أهم برامج دعم المجتمع المدني في الحيز الاجتماعي الإماراتي؟ 

- تماشياً مع أولويتها للمساهمة في بناء مجتمع قوي ومتماسك، طرحت الهيئة العديد من البرامج والمبادرات؛ لدعم مجتمعات أبوظبي، وتشمل: «جودة حياة أصحاب الهمم»، ويتيح البرنامج لأصحاب الهمم فرصة الوصول إلى مرافق رعاية متخصصة؛ لدمجهم في المجتمع بطريقة فعالة. وكذلك برنامج «اصنع الفرق في مجتمع أبوظبي»، بالإضافة إلى «حملة معاً لكل يتيم»، وبرنامج «رعاية فئة الأحداث»، و«كبارنا بركتنا»، الذي يهدف إلى تحسين معيشة كبار المواطنين، من خلال مجموعة من البرامج. وأيضاً برنامج «تمكين مجتمعات الصم»، الذي يهدف إلى تحسين إمكانات التواصل مع ذوي الإعاقة السمعية، و«تعليم أصحاب الهمم»، حيث يهدف إلى توفير الدعم التعليمي لأصحاب الهمم. وأيضاً مشاريع البنية التحتية للمؤسسات الخدمية الاجتماعية، بما فيها مشروع الحدائق المجتمعية، وتواصل الهيئة إطلاق مبادرات جديدة، تهدف إلى تحسين حياة مجتمع أبوظبي، في إطار التزامها بمعالجة التحديات الاجتماعية.

• إلى أي مدى ترين فاعلية وتفاعل المجتمع المدني بالإمارات في إحداث التغيير المطلوب؟

- بصفتها القناة الرسمية لحكومة أبوظبي لتلقي المساهمات الاجتماعية، يتسم توجيه الهيئة للمساهمات بالشفافية، حيث يختار المساهمون المشاريع الأكثر توافقاً مع أولوياتهم وقيمهم. وأظهر مجتمع أبوظبي استجابة بنّاءة في العمل المشترك؛ لإحداث تأثير اجتماعي مستدام من خلال دعم الأولويات الاجتماعية، التي تهم أفراده، والمساهمة فيها. ويصبح أفراد المجتمع المشاركون في أنشطة «معاً» لجمع المساهمات جزءاً من العملية التمكينية لمؤسسات القطاع الثالث؛ لدعم عدد من الأولويات الاجتماعية المتوافقة مع الالتزامات المستمرة للحكومة، ودعم رؤية أبوظبي لإنشاء نظام اجتماعي تعاوني وتشاركي، ومجتمع شامل. كما شهدنا آلاف الأشخاص، الذين يكرسون وقتهم للتطوع في برامج ومبادرات المشاركة المجتمعية، ووضع معايير جديدة لاستجابة المجتمع للتحديات الاجتماعية.

قاسم مشترك

• من خلال وجودك كامرأة في هذا المنصب.. كيف تقيمين مسيرة تمكين الدولة للنساء في المجالات المختلفة؟

- تلتزم الإمارات العربية المتحدة بتمكين المرأة في جميع الميادين، وهي من أشد المؤيدين للمساواة في الحقوق. وتسعى الدولة إلى تحقيق المساواة أمام القانون، وفي استرداد ملكية العقارات، والحصول على التعليم، والحق في ممارسة المهن، وغيرها. وكما قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إن المرأة نصف المجتمع، وهي ربة البيت، ولا ينبغي لدولة تبني نفسها أن تُبقي المرأة غارقة في ظلام الجهل، أسيرة لأغلال القهر». والآن، وبعد 52 عاماً من اتحاد البلاد، تتضح هذه الرؤية في النجاحات الكبيرة، التي حققتها المرأة الإماراتية في السنوات الأخيرة. 

• ما القاسم المشترك، الذي تضعينه في ذهنك؛ عندما تنسجين مبادراتك في كل أعمال الهيئة؟ 

- تسعى «معاً» إلى تحديد الأولويات الاجتماعية، ومساعدة المجتمعات. ولذلك، نعتمد - بشكل أساسي - على قياس التأثير الذي نُحدثه لتقييم نجاحنا، والذي يمكن أن يكون على مستوى المجتمع بأكمله، أو على مستوى أفراد أو مجموعات معينة. وتمثل الشفافية مقياس تقييم حيوياً آخر، حيث تلتزم الهيئة بتوزيع المساهمات بشفافية، ما يولّد الثقة لدى المساهمين في مدى التأثير الذي يساهمون في إحداثه. 

• من خلال رحلتك العملية الناجحة.. ما أقرب إنجازاتك إلى قلبك، ولماذا؟

- شهدت الهيئة إنجازات عدة، لكن أقربها إلى قلبي رؤية الهيئة تتحول من مجرد فكرة إلى كيان مستقل وفاعل، يحقق أثراً اجتماعياً إيجابياً، ينعكس على حياة الأفراد في المجتمع، وفقاً لأرقى الممارسات العالمية، فهو مشروع متكامل ذو أثر إيجابي ملموس ومستدام، يدعم النسيج الاجتماعي في إمارة أبوظبي، ويسعى إلى إرساء بيئة اجتماعية فريدة من نوعها، تواكب طموح جميع أفراد المجتمع في العيش بسعادة وإيجابية، وتضع حلولاً مستدامة للأولويات الاجتماعية، التي تهم أفراد المجتمع.