عفراء عبدول: علمني والدي أن أقدم أفضل نسخة مني

ورثت طبيبة الأسنان، عفراء عبدالوهاب عبدول، أحد النماذج الملهمة في عالم الطب بالإمارات، شغف والدها المستشار القانوني، باعتبارها ابنة أول قاضٍ مواطن في المحكمة الاتحادية العليا، الذي شغل منصب رئيس سابق لها، حيث كان يدرك أهمية العلم والمعرفة في بناء مجتمع أفضل، وتحقيق التقدم والازدهار. وبسبب حرصه على ا

ورثت طبيبة الأسنان، عفراء عبدالوهاب عبدول، أحد النماذج الملهمة في عالم الطب بالإمارات، شغف والدها المستشار القانوني، باعتبارها ابنة أول قاضٍ مواطن في المحكمة الاتحادية العليا، الذي شغل منصب رئيس سابق لها، حيث كان يدرك أهمية العلم والمعرفة في بناء مجتمع أفضل، وتحقيق التقدم والازدهار. وبسبب حرصه على الارتقاء بالمستوى التعليمي لنفسه ولعائلته، لم تكن ابنته عفراء مجرد طبيبة مميزة فحسب، بل هي أيضاً قدوة في توفير الرعاية الصحية الشاملة للمرضى، في مجال عملها بالخدمات العلاجية الخارجية في «صحة»، إذ تتجلى فيها القيم الإنسانية والأخلاقية، التي تعكس روح والدها الحنون، وحرصه على العلم، وقيمه الرفيعة.

• حدثينا عن علاقتك بوالدك!

- تعتبر علاقتي بوالدي من أكثر العلاقات تميزاً وتفرداً، فهي أولى علاقاتي للتعرف إلى الجنس الآخر، وتأسيس المفاهيم المرجعية؛ لتعريف دور رب الأسرة بكل المسؤوليات المترتبة على عاتقه كقائد ومربٍّ. أشرف أبي على كل تفاصيل حياتي؛ لضمان تحقيق التوازن الصحي عائلياً واجتماعياً؛ فكان لي خير أب.

• ما أبرز ذكريات الطفولة معه؟

- أذكر أنه كان قد أصيب بوعكة صحية ألزمته الفراش لأشهر، واضطر بسببها لإكمال علاجه خارج الدولة، فلم يجعل من ذلك عذراً لنفسه ليتناسى أو حتى يتكاسل عن مشواره الأكاديمي في حياته المهنية، فقرر أن يستغل فترة نقاهته في متابعة ما بدأه، وتكللت جهوده بالحصول على شهادة الدكتوراه بنجاح وتفوق. 

• هل كانت هناك أمور معينة يحرص عليها في التربية؟

- نعم، وأول هذه الأمور: تحقيق مفهوم إدارة الوقت على جميع الصعد؛ لننعم بحياة متزنة وصحية. ثانيهما: اكتساب مفهوم تحمل المسؤولية لدينا في جميع جوانب الحياة المختلفة، وكل ما يترتب على ذلك من نتائج. 

• كيف أثر والدك في اختيارك الأكاديمي؟ 

- شجعني والدي على اختيار التوجه، الذي يعكس اهتماماتي الأكاديمية علمياً وعملياً، وأن أقدم أفضل ما عندي، وأمثل ذاتي بأجمل حلة؛ فقد كان الداعم الأول لي في كل عقبة تعثرت بها خلال رحلتي الدراسية، والوظيفية، ومسانداً وداعماً لي بفكرة أن النجاح لا يأتي من غير عقبات، بل النجاح يقع في الطرف الآخر من الفشل؛ فحفزني ذلك على طَرْق كل السبل المؤدية إلى النجاح، وهذا سبب كل إنجاز حققته.

• ما الذي ألهمك إياه والدك.. مهنياً وإنسانياً؟

- استطاع والدي تحقيق إنجازات شخصية مهمة في مشواره المهني، بما في ذلك: تعيينه أول قاضٍ مواطن في المحكمة الاتحادية العليا، وتصدره رئاسة هذه المحكمة في ما بعد، والتي كانت إلهاماً لي للعمل بجد؛ لتحقيق أهدافي. فقد غرس في نفسي مبدأ المبادرة بالسعي، انطلاقاً من «لا تأتي الأمور على قدر حلمك.. وإنما تأتي على قدر سعيك إليها»، كما أن والدي علمني قيماً ومبادئ هادفة، مثل: العدالة، واحترام العلاقات الإنسانية. 

• ما أهم ما تعلمت منه؟ 

- تعلمت منه الكثير، مثل: المثابرة في العطاء، وأخذ كل سبل الاستمرارية فيه، فقد شق والدي طريق الارتقاء العلمي للماجستير والدكتوراه، بجانب كونه ربَّ أسرة، وهذا ما تبنيته منه بالتوجه ذاته، كطبيبة وزوجة وأم. إذ اخترت أن أكمل طريقي العلمي بالدراسات العليا بالحماس ذاته، الذي ورثته منه. وتعلمت منه، أيضاً، أن أقدم نفسي دائماً، في جميع المحافل بأفضل نسخة إنسانية مني. 

• حدثينا عن أهم الصفات التي ورثتها منه!

- أهم هذه الصفات: التعطش الدائم للتعلم، والاستمتاع برحلة العلم والمعرفة. فكثيراً ما يأتي النجاح والتطوير الذاتي متوافقين معاً، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهما شيء واحد. لذا، كان إصراره الدائم على السعي، والأخذ بالأسباب، والتوكل الدائم على الله، هي الطريق المؤدي إلى كل قصة نجاح في مجالات الحياة كافة. 

• ما أكثر الأمور التي تفتخرين بها؛ كونك طبيبة؟

- أهم هذه الأمور: التوجه العفوي الإنساني، الذي يخلو من كل تكلف مهني واجتماعي في خدمة الإنسانية عامة، وخدمة وطني خاصة. 

•في يوم الأب.. ما الكلمات التي تدور في ذهنك عنه؟

- الأب هو الذي يشقى لتسعد أنت، وهو الذي تطلب منه نجمتين؛ فيعود حاملاً السماء لك.. «فتعمدت يا أبي ذكرك في المجالس قاصداً ذكر النعم.. لأنك أجمل عطايا الرحمن».