جابر نغموش: لا أنتقد زملائي عبر الإعلام!
بأداء تمثيلي خاص، وخط فني مختلف، وتجربة غنية وممتدة إلى أكثر من 4 عقود.. استطاع النجم الإماراتي، جابر نغموش، أن يصنع لنفسه مكانة مميزة في الساحة الفنية الإماراتية، فهو حريص على أن يرسم البسمة على وجه الجمهور، دون تهريج مبالغ فيه، أو كوميديا تصل إلى حدّ التهريج، ورغم تجربته الطويلة والمتنوعة، فإنه لا يُخفي - خلال حواره معنا - أن العمل الفني لايزال بحاجة إلى تنظيم واهتمام، وأن الفنان العربي - مهما بلغ من نجومية - لايزال يعاني هموم المهنة وضغوطها.. الفنان جابر نغموش، الذي أطل عبر شاشة قناة الإمارات خلال الموسم الرمضاني الأخير بمسلسل «بوحظين»، بدأ حديثه من هذه التجربة؛ فكان هذا الحوار:
• كيف استقبل الجمهور الإماراتي، والخليجي، مسلسل «بوحظين»؟
- تسألني عن مسلسل عرض في شهر رمضان المبارك، وكل الجمهور شاهده في ظل الأعمال الكثيرة التي عرضت في رمضان. هناك فئة من الناس شاهدت العمل، وأعجبت به، والصحافة تداولت أخباره، وتابعت ردة الفعل الأولى عليه. بشكل عام، الأعمال متفاوتة، والرأي للمشاهد في النهاية، ونحن - صناع العمل - لا نمدح أعمالنا، وهنا اسمح لي بأن أتوجه بالشكر إلى الكاتب إسماعيل عبدالله، والمخرج سيف الشيخ نجيب، الذي تعاونت معه للمرة الأولى، ولنجوم الإمارات الأعزاء الذين شاركوا في البطولة، ومنهم: مروان عبدالله صالح، وسعيد سالم، وساعد بن ظافر الجنيبي، وعلي التميمي، وهدى الغانم، وهيفاء العلي، وجمعة بن علي.
رأي المشاهد
• شخصياً.. هل أنت راضٍ عن العمل، وعن الشكل النهائي الذي ظهر به على الشاشة؟
- في معظم الأحيان تأتي الأعمال مباغتة، فقبل شهر رمضان بأسابيع قليلة، بل بأيام، في هذا الوقت القصير قد يكون الممثل مرتبطاً بمسلسلات أخرى، وأحياناً يصيبه إحباط؛ لأنه يريد أن يقدم أكثر من عمل. هذه الأمور تحدث، وهناك ممثلون لا تجدهم لارتباطهم بأعمال أخرى، هذا ما نعانيه كممثلين، وهناك الأمور المادية أيضاً، عندما تتأخر الدفعات المالية، وإن كنت في النهاية تحصل على مستحقاتك، وأيضاً المصاعب التي تحدث في «اللوكيشن»، وربما البحث عن أماكن مناسبة. ما أريد قوله هو أن العمل الفني ليس بالأمر اليسير، ونحن نعاني كثيراً مادياً ومعنوياً، وحتى لوجستياً؛ كي يظهر العمل بشكله النهائي على الشاشة، لهذا عندما يوجه إليَّ سؤال حول مدى رضاي عن العمل؛ أفضل عدم الإجابة، وأترك الأمر للمشاهد يقرر ما أعجبه في العمل، هل هو القصة أم الممثل أم الإخراج أم شيء آخر؟
• كيف ترى التجربة مع المخرج سيف الشيخ نجيب.. وهل أضاف إلى تجربتك الفنية؟
- المخرجون عموماً مختلفون، وخلال مشواري الطويل تعاملت مع معظم المخرجين، فأحياناً تجد مخرجاً عصبياً ولا يخرج العمل كما يريد، ومنهم من يتمتع ببرود أو يكون مستفزاً، وآخرون يحاولون إخراج الإبداع الذي بداخلك، ومنهم من يركز على ممثل دون الآخرين، ربما بناء على عامل الخبرة والإبداع. في هذه المرة، كان الوضع مختلفاً؛ فالمخرج سيف الشيخ نجيب، الذي أتعاون معه للمرة الأولى، كانت شخصيته رائعة، فهو يحتوي الجميع، ويقود موقع التصوير بكل لطافة وحزم أيضاً؛ لذلك أتت النتيجة النهائية للعمل مرضية للجميع.. للجهة المنتجة، والكاتب، والفنانين المشاركين.
• ما تقييمك للأعمال التي عرضت خلال الموسم الرمضاني؟
- عندما أقيّم عملاً ما، لا أقيمه من خلال الإعلام، أو وسائل التواصل الاجتماعي، والحديث ينطبق حتى على أعمالي؛ لأنني أعتقد أن هناك مشاهداً له رأي، وأنا أعتز برأيه ووجهة نظره، ولا أدخل في تفاصيل أي عمل، ولا أمدح عملي، ولا أقيم أحداً أبداً إلا بشكل شخصي، أي أنني قد أوجه ملاحظة إلى فنان أو كاتب أو مخرج، لكن يبقى ذلك في إطار الشكل الشخصي، دون خروج هذا الرأي عبر وسائل الإعلام. وفي المقابل، أنتظر بفارغ الصبر تقييم الناس.
• لكنك فنان معروف، ومن حقك أن تبدي رأيك!
- هذا سبب إضافي يمنعني من الحديث إلى الصحف، وربما أقول رأياً كنوع من النقاش بيننا كفنانين، ولا أنتقد إلا لأجل التشجيع، فربما يكون هذا الفنان الذي أنتقده في بداية مشواره، وتكون مشاركته هي الأولى له على الشاشة، أو ربما تكون له أدوار ومشاركات أخرى لم أشاهدها، فلا يجب أن أتكلم عنه في العلن، بل أصارحه وأنصحه بيني وبينه، وهو سيتقبل مني. أما أن أتكلم لأجل الانتقاد؛ فهذا أمر لا أفضله، وليس دوري، أنا فنان ولست ناقداً.
• بعد مسيرة ممتدة بدأت منذ سبعينات القرن الماضي.. هل أنت اليوم نادم على ما حققته، أم فخور به؟
- بالتأكيد لست نادماً، بل فخور بمسيرتي المتواضعة، فهذه المسيرة أراها جميلة، كمخرج أو كاتب. وأنا لا أدخل في الأمور التي لا أفهمها بطريقة سيئة؛ لأن لا أحد يعلم ما في قلوب الناس، وهناك صحافيون يفندون الأعمال، وأنا أتحسس من هذه الأمور، ولا أخبر أحداً برأيي؛ حتى لا أفهم بطريقة خاطئة.
• كيف ترى اليوم واقع الدراما العربية، وهل تعكس فعلاً ما يريده الشارع؟
- لست متابعاً جيداً لكل ما تنتجه الدراما العربية، ولتكوين رأي قوي وصحيح؛ لا بد من متابعة حقيقية ودقيقة، لكنني أسمع من الآخرين عن أهم ما يُقدَّم سنوياً، وأحاول مشاهدة أجزاء من أهم هذه الأعمال. مشكلتي أنني لا أعرف جميع الفنانين، وأنسى الوجوه، خاصة من خارج الإمارات والخليج، لاسيما الشباب الذين أصبحوا يظهرون سنوياً؛ لهذا لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال بدقة، وعموماً دور الدراما ليس فقط نسخ الواقع بكل تفاصيله، فهي فن يجب أن يتعامل معه المتلقي بشكل منفصل عن الواقع، حتى إن كانت هناك عناصر كثيرة مأخوذة من الواقع.
• تستعد لعمل جديد، يتناول قصة حياتك.. هل هو مسلسل أم فيلم وثائقي أم سيكون بشكل سردي، ومن ستختار ليجسد دورك؟
- لا أحد يمكنه أن يجسد دوري أفضل مني. بالفعل أنا في طور الإعداد؛ لتقديم سيرتي الذاتية والحياتية، ولم أصل بَعْدُ إلى الشكل النهائي لهذا العمل، وهل سيكون وثائقياً أم سرداً صحافياً. لكن، بالتأكيد لن يكون بشكل درامي، فهي حلقات سأروي - خلالها - التجربة باستفاضة، وما بقي في الذاكرة من أحداث وأسماء، وأتمنى أن تنال إعجاب الناس.