يقع متحف المحيطات (العلوم البحرية) في مدينة موناكو بالساحل الفرنسي للبحر الأبيض المتوسط، على قمة صخرة تطل على البحر، وهو موقع سياحي رئيسي في الإمارة الأوروبية الشهيرة، ويتم بداخله عرض الحيوانات البحرية في مجموعات فنية مذهلة، تساعد على إظهار جمال وتنوع الحياة البحرية، وأهمية حماية المحيطات، والمحافظة على التنوع الحيوي للكائنات البحرية.
تم افتتاح متحف المحيطات عام 1910، ويحتوي على مجموعة كبيرة من المعروضات المخصصة للحياة البحرية والمحيطات. ويعتبر واحداً من أكبر المتاحف البحرية في العالم، حيث يمتد على مساحة قدرها 6500 متر مربع. ويتكون من 3 طوابق، تضم العديد من القاعات، التي تعرض الحياة البحرية بطريقة جميلة وفريدة في بيئات مختلفة، إذ إنها تعرض أكثر من 35000 كائن بحري، موزعة على أحواض في 90 غرفة مختلفة. بما في ذلك الأحياء الدقيقة، والكائنات الحية الكبيرة، مثل: الأسماك، والحيوانات اللافقارية، والشعاب المرجانية، والحيتان، والدلافين، والأسماك القرشية، وبيئات الأعماق البحرية، والمناطق المدارية، وغيرها.
القرش الأبيض العملاق
يعرض متحف موناكو للمحيطات مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات البحرية النادرة والمميزة. ومن بين هذه الحيوانات، يمكن الإشارة إلى سمكة القرش الأبيض العملاق، وهي من أكبر أنواع القرش في العالم، ويمكن أن يصل طولها إلى 6 أمتار، والأحياء البحرية النادرة، مثل: الأسماك الزرقاء الصغيرة، والأرانب البحرية، والقناديل المضيئة، وهي حيوانات بحرية مذهلة وجميلة، إضافة إلى سمكة القرش الذهبي، وهي سمكة قرش صغيرة ذات لون ذهبي جذاب، وتتميز بأنها نادرة جداً، وأيضاً من النوادر الأحياء البحرية الاستوائية، مثل: الشعاب المرجانية، والأسماك الاستوائية الملونة، والسلاحف، والكائنات البحرية الأخرى النادرة، والحيوانات البحرية المهددة بالانقراض، مثل: سلحفاة البحر الخضراء، والحيتان، والدلافين، والأخطبوط، والأسماك الكبيرة الأخرى، التي تعاني تهديدات جمة بسبب التغيرات المناخية، والتلوث، والصيد المفرط.
تختلف معروضات المتحف باستمرار، وتتضمن قطعاً نادرة وفريدة من نوعها. ويحرص المتحف على الحفاظ على تنوع مجموعته الحية البحرية، ويعمل بنشاط على جمع المزيد من القطع الأثرية البحرية، والحفاظ عليها، لعرضها للجمهور.
الغوص الافتراضي
يقدم متحف موناكو للمحيطات العديد من البرامج والفعاليات الشيقة والمثيرة للاهتمام للزوار، بما في ذلك العديد من المعارض المتنوعة، التي تعرض مجموعة واسعة من الكائنات الحية البحرية، وتاريخ الاستكشاف البحري، والبحث العلمي في مجال البحار، وعروض الأفلام الوثائقية حول الحياة البحرية، التي تروي قصصاً رائعة عن الحيوانات البحرية والمحيطات. وتجربة الغوص الافتراضي، التي تتيح للزوار الاستكشاف الافتراضي للشعاب المرجانية، والكائنات الحية البحرية، ويوفر المتحف، أيضاً، العديد من الأنشطة التعليمية للأطفال والبالغين، تشمل: ورش العمل، والمحاضرات، والجولات الدراسية، وأيضاً العديد من العروض الحية، التي تتضمن عروضاً للأسماك القرشية، والحيتان، والدلافين، وغيرها من الكائنات الحية البحرية.
ويتضمن المتحف قاعات عدة، تحتوي على معروضات وأجهزة تفاعلية، تساعد الزوار على فهم الحياة البحرية وأهميتها. كما يهدف المتحف إلى نشر الوعي البيئي، وحماية البيئة البحرية، والحفاظ عليها، كما يحتوي المتحف على مركز بحثي، ومكتبة تحوي مجموعة كبيرة من الكتب، والمخطوطات المختصة بالبحار والمحيطات. وتتضمن، أيضاً، المرافق الداخلية للمتحف مطعماً، ومقهى، ومتجراً لبيع الهدايا التذكارية المخصصة للحياة البحرية.
مبادئ الاستدامة
يعتبر متحف موناكو للمحيطات من المؤسسات الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة البحرية والاستدامة، حيث يتبنى مبادئها في جميع أنشطته وبرامجه. ويقدم المتحف برامج ونشاطات، تركز على تعزيز الوعي. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المتحف، بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات البيئية العالمية، على تنفيذ مشاريع تهدف إلى تحسين الحالة البيئية للمحيطات، والمساهمة في حمايتها، والحد من التلوث البحري. وبذلك، تحتل رسالة متحف موناكو للمحيطات مكانة مهمة في الدفاع عن البيئة والاستدامة على مستوى العالم البيئي، وتحفيز الجمهور على اتخاذ إجراءات فعالة للحفاظ على المحيطات، وتقليل تأثيرات التلوث، والتغيرات المناخية.
حماية البيئة البحرية
ينظم متحف موناكو للمحيطات العديد من المعارض التفاعلية، وورش العمل والندوات، التي تساعد على توعية الزوار بأهمية المحيطات، والحفاظ على الحياة البحرية. ووفقاً لإحصاءاته، يزور متحف موناكو حوالي 6 50 ألف زائر سنوياً. وتعد هذه الزيارات من بين أكثر مناطق الجذب السياحي الشهيرة في موناكو، وفي جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط.