أيام قليلة تفصل الأطفال والمراهقين، المشغولين حالياً بتقديم الامتحانات الفصلية النهائية، عن التمتع بحريتهم الكاملة في فصل الصيف، الذي يعد أفضل فرصة لممارسة هواية السباحة.
ولا يتوقف الأهالي عن إطلاق التحذيرات لأبنائهم، حول ضرورة الانتباه لأنفسهم وهم يمارسون السباحة، التي يتوق إليها الصغار هرباً من شدة درجات الحارة صيفاً، وارتفاع نسبة الرطوبة.
ووسط هذه التحذيرات.. هل سمعتم سابقاً عن الغرق الجاف؟!
يعرف الجميع أن الغرق هو انقطاع تنفس الشخص أثناء السباحة، ما يؤدي به إلى الغرق، في البحر أو على الشاطئ أو في المسبح، لكن هل تعرفون أنه يمكن أن يغرق الإنسان حتى بعد أن ينتهي من ممارسة السباحة، فيصاب بالاختناق، والوفاة تالياً!
ما سبق.. يطلق عليه حالة الغرق الجاف، وهي التي تصيب الشخص الذي يبلع أو يستنشق مياه البحر أو المسبح أثناء ممارسته السباحة، لكنه يخرج طبيعياً بعد الحادثة، وتبقى الـ24 ساعة اللاحقة هي الأخطر على حياته، إذ قد يتعرض للوفاة مباشرة، نتيجة دخول الماء عن طريق الأنف أو الفم، حيث تبدأ عضلات القصبات الهوائية بالانكماش داخل الجسم للدفاع عن نفسها بشكل لا إرادي، ما يؤدي إلى ضعف وصول الأكسجين إلى الدماغ، وبالتالي تعرض الجسم للوفاة لاحقاً.
ولهذا السبب، يستحسن طبياً، الذهاب إلى المستشفى لإجراء فحص طبي شامل، قد يشمل صورة للرئتين، بعد تعرض الجسم لاستنشاق أو بلع الماء خلال السباحة، حتى إن لم تظهر أي أعراض على الجسم، بعد الخروج من الماء.
وقد يتعجب الناس إن عرفوا أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أطلقت يوماً عالمياً للوقاية من الغرق، يُحتفى به يوم الخامس عشر من شهر يوليو سنوياً، وذلك لتسليط الضوء على خطورة الغرق، باعتباره سبباً رئيسياً ومباشراً للموت، وشملت المنظمة الغرق الجاف، من بين أنواع الغرق التي يتعرض لها الإنسان لأسباب كثيرة ومتعددة.
ويمكن، بسهولة شديدة، تمييز أعراض الغرق الجاف، ومن أبرزها: السعال المستمر، وصفير الرئتين، وعدم توازن الجسم والدوخة، والنعاس المفاجئ، والتنفس بصعوبة، وظهور رغوة على الفم أو الأنف، وكل هذه الأعراض أو بعضها، دليل مباشر وحاسم على أن الدماغ والجسم لا يحصلان على النسبة العادية من الأكسجين.
وبحسب منظمة "CDC" الطبية في الولايات المتحدة الأميركية، فإن الغرق، بجميع حالاته، هو ثاني سبب مباشر لوفاة الأطفال في العالم.