تعد البيئة من المحاور الرئيسية، التي يحرص "متحف المستقبل" على تسليط الضوء عليها، وهو ما تجسد في معالمه الفريدة، إذ تعكس الهضبة الخضراء التي يقع عليها مبنى المتحف محور الاستدامة والنهج الصديق للبيئة، فضلاً عن كونها رمزاً للثبات والرسوخ.
وانطلاقاً من التزامه البيئي، جرى تصميم مبنى متحف المستقبل، الذي يعتبر أجمل مبنى في العالم مع الالتزام بمعايير استدامة البيئة، إذ يتكون سطح الهيكل العلوي للمتحف بالكامل من زجاج مطور خصيصًا تم تصنيعه باستخدام تقنيات جديدة لتحسين العزل الحراري، ليعكس تصميمه مستويات متفردة من الابتكار.
وبموازاة ذلك، تتنوع المواضيع البيئية التي يمكن لزوار المتحف الاطلاع عليها عند تجولهم في أروقته، أبرزها التنوع البيولوجي الذي يشكل أهمية بالغة في حياة الإنسان على كوكب الأرض، لاسيما أن انخفاضه قد يتسبب في العديد من التحديات، مثل: انخفاض معدلات المياه العذبة، والتأثير على إنتاج المحاصيل النباتية، وهو ما يمكن أن يصل بنا إلى حالة من عدم التوازن في النظام البيئي، وبالتالي التأثير على حياة الإنسان.
وانطلاقاً من مكانته الاستثنائية، باعتباره ملتقى للعلماء والمفكرين والباحثين، ومركزاً للأفكار المبتكرة في شتى القطاعات، خاصة القطاع البيئي، يحرص "متحف المستقبل" على توفير الفرصة لزواره للاطلاع عن قرب، والتعمق في التنوع البيولوجي وأهميته لاستمرارية حياة البشر، وكيفية المساهمة في الحفاظ عليه، وهو ما يتجلى في مرافقه المتنوعة، ويعد اليوم العالمي للبيئة، الذي يوافق 5 يونيو من كل عام، فرصة مثالية لزيارة المتحف، والتجول في مرافقه التي تعنى بالمجال البيئي.
المكتبة:
تتيح "المكتبة" في "متحف المستقبل" الفرصة للزوار لخوض رحلة في عالم الكائنات الحية، حيث تستعرض مجسمات ثلاثية الأبعاد، تضم أكثر من 2400 نوع وفصيلة متنوعة من الكائنات الحية، تشمل أنواعاً منقرضةً بالفعل، وأخرى مهددة بالانقراض، جرى تشكيلها من الزجاج البلوري، وباستخدام تقنية الليزر، ليتمكن الزوار من استكشاف التنوع البيولوجي بأسلوب فريد من نوعه، وذلك بهدف تشجيعهم على المساهمة في الحفاظ على نظام بيئي متوازن عبر الالتزام بالممارسات البيئية السليمة والمستدامة، للحفاظ على الموارد الطبيعية والكائنات الحية.
ولضمان حصول الزوار على تجربة قيمة خلال زيارتهم للمكتبة، يوفر المتحف تقنية ذكية حيوية ومتطورة، تمكنهم من الاستمتاع بالمعلومات الشيقة المتاحة للزوار بالصوت والصورة حول الكائنات المعروضة، لتأخذهم في رحلة ممتعة تحاكي البيئة التي توجد بها تلك الكائنات.
مختبر إعادة تأهيل الطبيعة:
وإلى جانب المكتبة، يضم المتحف، أيضاً، مختبر إعادة تأهيل الطبيعة، الذي يمكن للزوار من خلاله التعرف على التحديات البيئية، التي قد تواجه البشرية في المستقبل، وكيفية التغلب عليها. كما يتخلل المختبر عرض فريد للغابات المطيرة الاستوائية، وطريقة عمل النظم البيئية، من خلال محاكاة رقمية لجزء حقيقي من غابات أمازون المطيرة في ليتيسيا بكولومبيا، في مشهد يحاكي المنظومة البيئية للمنطقة بواقعية لا مثيل لها، ما يمكن الزوار من فهم الطبيعة بشكل أفضل، وتحديد مسؤولياتهم تجاهها.
ويتطلع "متحف المستقبل"، من خلال مرافقه المتنوعة إلى المساهمة في تعزيز درجات وعي الجمهور بموضوع التنوع البيولوجي، وحثهم على البحث والتعمق أكثر في هذا المجال، حيث يمكنهم التعرف على أفضل السبل والممارسات للحفاظ على البيئة، ليصبحوا رواد البيئة في المستقبل، ويسهموا في تعزيز الممارسات السليمة نحو توفير بيئة صحية آمنة ومستدامة، مع الحفاظ على التنوع البيولوجي، للمساهمة في رسم ملامح مستقبل أفضل.