يحتفي العالم باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، الذي يوافق 22 مايو من كل عام، بعدما أقرته جمعية الأمم المتحدة عام 1993، من أجل زيادة الوعي والفهم حول كل ما هو متعلق بالتنوع البيولوجي، وما يطرأ على النظام البيئي، ووضع حلول مناسبة للحفاظ على استدامة البيئة.
وشاركت العديد من الدول الأجنبية والعربية في ترك بصمة لمجتمع يحافظ على التنوع البيولوجي، ويقلل التهديدات التي تحيط بها، لكن كان للإمارات دور مختلف ومؤثر للغاية، حيث إنها من الدول التي تمتلك طبيعة جغرافية قاسية، ورغم ذلك تمكنت من الحفاظ على التنوع البيولوجي، لذا سوف نسلط الضوء على دور الإمارات في التنوع البيولوجي، وما قدمته من تأثيرات كبيرة.
اقرأ أيضاً: كل ما تجب معرفته عن عام الاستدامة
دور الإمارات في تعزيز التنوع البيولوجي:
حظي موضوع التنوع البيولوجي باهتمام بالغ في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ انعكست جهودها الضخمة في تحقيق إنجازات مهمة بهذا المجال، من خلال العديد من الأدوات والتشريعات والقوانين، للحفاظ على البيئة، وتنوعها البيولوجي.
فقد شكل التنوع البيولوجي جزءاً أساسياً من تراث الإمارات، خاصة في ما يتعلق بالصحراء والحيوانات والنباتات الصحراوية، التي تحتاج إلى عناية واهتمام بالغين، للحفاظ على تراث الدولة، وبالفعل نجحت الإمارات في تعزيز جهودها المبذولة بهذا السياق، وسوف نرصد كيف أتقنت ذلك من خلال السطور التالية:
1. احتضان محميات طبيعية:
تقدر الإمارات العربية المتحدة أهمية المحميات الطبيعية وتأثيرها على البيئة، لذلك احتضنت 49 محمية طبيعية، تمثل نحو 15.53% من إجمالي مساحة الدولة، بين محميات بحرية وأخرى برية، إذ تمثل الأولى نسبة 12% من المناطق البحرية والساحلية، بينما الثانية تمثل 18.4% من المناطق البرية.
وتعمل المحميات الطبيعية، في الإمارات، على تعزيز التنوع البيولوجي، والإسهام في صياغة نظام البيئة الصحية الفعالة، فهي تقلل الأضرار البيئية، وتكافح الاحتباس الحراري، لذلك تعمل الدولة من أجل الحفاظ عليها، بل وتوسيع انتشارها داخل الإمارات العربية.
2 . الاقتصاد الأخضر:
تعد المحميات الطبيعية واحداً من مصادر الاقتصاد الأخضر في دولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة أنها أبرز مصادر التنمية المستدامة، لذلك أطلقت الدولة العديد من مبادرات وخطط تعزيز التنوع الاقتصادي الأخضر، للمساهمة في مواجهة تغير المناخ، والاستفادة من المصادر المتنوعة لتقوية اقتصاد الدولة.
لذلك تخطط الدولة لتوسيع انتشار المحميات الطبيعية، والمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات، بالإضافة إلى تبادل الخبرات المعرفية في هذا المجال، ومن أبرز البرامج التي أطلقتها الدولة في ضوء الاقتصاد الأخضر، استراتيجيات التنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر، واستدامة الثروة السمكية والساحلية.
3. مؤشرات عالمية:
تمكنت دولة الإمارات العربية من تصدر مؤشر الأداء البيئي لعام 2022، الصادر من جامعة ييل، حيث تمكنت من الحصول على المركز الأول عالمياً في مؤشرات المحميات البحرية، وخدمات النظام الإيكولوجي، وقلة انحسار الأراضي الرطبة، كما حصدت المركز الأول إقليمياً، والثالث عالمياً، في مؤشر حيوية النظام البيئي، وكذلك مؤشر التنوع البيولوجي والموائل الطبيعية، وجاءت هذه المؤشرات العالمية، كنتيجة لجهود الدولة على مدار السنوات الماضية في تحقيق إنجازات عالمية.
4. محاولات تقليل الانقراض:
تحاول الإمارات العربية المتحدة تقليل مخاطر الانقراض للحيوانات والنباتات المهددة في الدولة، وذلك من خلال مشاريع تهدف لتقييم حالة الأنواع، وتحديد الأولويات، ورصد عوامل الخطر، لمحاولة تقليلها وحماية هذه الأنواع من الانقراض، وبالفعل حقق هذا المشروع تقدماً ملحوظاً في توفير معلومات وفيرة عن طبيعة الأنواع المهددة بالانقراض، وتجميعها، وكذلك دراسة الوضع الحالي للبيئة، وكيفية تقليل مخاطرها على هذا الأنواع.
5. حماية الطيور:
كان للطيور نصيب كبير في دور الإمارات العربية المتحدة، للحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث جاءت الطيور كجزء مهم من أجزاء التنوع البيولوجي للدولة، فهي موقع مهم للطيور المهاجرة من جميع أنحاء العالم، من أوروبا وأفريقيا، وآسيا.
يصل عدد الطيور، التي تم تسجيلها في الإمارات، إلى حوالي 435 نوعاً، منها فصائل نادرة، وأخرى مهددة بالانقراض، مثل: "طيور الغاق، والنورس الأسخم، والشاهين، ومالك الحزين، والفلامينغو، والعقاب النساري، وغيرها من الأنواع الأخرى"، فقررت الدولة إنشاء مناطق محمية، للحفاظ على هذه الأنواع من الطيور، ما أدى إلى ارتفاع نسب المحميات الطبيعية إلى 15.5% عام 2020، بعدما كانت 14.8% في 2019، كما ارتفعت مساحة المحميات البرية من 17.1% إلى 18.4% عام 2020، فيما وصلت نسبة مساحة المحميات البحرية إلى 12.01%.
6. مواجهة التصحر:
تعد مواجهة التصحر واحداً من أهم التحديات التي تواجه دولة الإمارات العربية، نظراً لموقعها الجغرافي، والظروف المناخية التي قد تهدد الموارد الطبيعية، لذلك قررت الدولة مواجهة التصحر من خلال استراتيجيات وطنية شاملة، تهدف إلى إيجاد حلول فعالة، تعتمد على نظم بيئية صحية، وأكثر استدامة، لتجنب تأثير تغير المناخ، وتدهور الأراضي، وزيادة الجفاف.
اقرأ أيضاً: أشجار القرم حارسة الاستدامة في الإمارات
7 . الحد من استهلاك البلاستيك:
واحد من أهم أدوار الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على البيئة، هو إطلاق سياسة خفض استهلاك الأكياس البلاستيكية عام 2021، واستبدالها بمواد أخرى متعددة الاستخدامات، وهذه من السياسات التي تهدف للحفاظ على البيئة، وحماية التنوع البيولوجي، والحفاظ على الحيوانات والنباتات التي تتأثر باستهلاك الإنسان للبلاستيك.
8. الوعي البيئي:
تولي الإمارات الوعي البيئي قدراً كبيراً من الاهتمام، حتى يكون جزءاً أساسياً من مقومات الدولة، لذلك اهتمت بإطلاق حملات التوعية بالبيئة والحفاظ عليها. ففي السنوات الماضية، أصبح التعليم البيئي واحداً من عناصر المناهج الدراسية، حيث حرصت وزارة التربية والتعليم على دمج مناهج تعليمية لجميع المراحل الدراسية، تخص الحفاظ على البيئة، وتقديم حلول للتنوع البيولوجي، ومناقشة فكرة الاستدامة.