تألقت الفارسة ديانا الشاعر في فضاء الفروسية فقفزت بموهبتها ومهاراتها الفريدة في المضمار إلى حلبة العالمية وهي توشي بإنجازاتها متجاوزة كل حواجز التحديات، كاتبة بحوافر صافناتها قصة فوزها، حيث تعتبر أول عربية تتأهل وتشارك في بطولة العالم للرياضة الأولمبية للفروسية «الدريساج» قبل عام، متفوقة على نفسها ومحققة وجودها الاستثنائي الملهم فضلا عن شغفها بالمساهمة في تطوير رياضة الفروسية وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ستبدأ في إعطاء دروس للطلاب في الدولة، لتشكيل فريق سيشارك في الأولمبياد كنقطة انطلاق بهدف تطوير رياضة الترويض في المنطقة. في هذا الحوار إضاءة على تجربتها:
• ما الذي جذبك إلى عالم الفروسية ومتى بدأ شغفك بها؟
ـ اعتاد والدي ركوب الخيل في سن مبكرة وكان هو من لفت انتباهي إلى عالم الفروسية. نشأت وترعرعت بين أسرة دبلوماسية - حيث كان جدي أول سفير فلسطيني لدى الاتحاد السوفيتي وتبعه والدي في هذا المنصب. وأنا بدوري أحاول تتبع النهج ذاته من خلال الرياضة والثقافة. فمن خلال دارستي للصحافة والعلاقات الدولية، أحاول أن أبني جسور التواصل وأن أجمع بين شغفي للرياضة ومسيرتي الدبلوماسية والثقافية.
• تاريخياً رياضة الفروسية هي أحد عناوين الاحتكار الذكوري، كيف تقيمين مسيرة تأنيث هذه الرياضة ؟
ـ أظن أن هذا الاعتقاد ليس صحيحاً تماماً، لأن عدد الفارسات في رياضة الترويض لدينا يفوق الفرسان، وإذا نظرنا إلى التاريخ، كان هناك العديد من الفارسات في رياضة الترويض على الرغم من تنافسهن مع الرجال. فهذه الرياضة تتعلق بالسعي للكمال والانسجام والمشاعر، وهذه عوامل متجذرة بطبيعة المرأة.
• كيف تصفين رياضة الفروسية بين النساء في العالم العربي؟
ـ رياضة الفروسية في تطور مستمر، أما الترويض فهو يعتبر ممارسة جديدة مقارنة بتخصصات الفروسية الأخرى في الشرق الأوسط. نحن نشاهد الآن الكثير من الأمثلة التي يحتذى بها، كالنساء اللاتي يتنافسن على المستوى الدولي في هذه الرياضة. بعيداً عني، هناك العديد من الفارسات يتنافسن في أقوى الميادين مثل: ناتالي لانكستر (ممثلة دولة الإمارات العربية المتحدة)، وجدان المالكي (قطر)، المتسابقة الموهوبة شمسة المهيري (الإمارات)، شاين ستيتية (فلسطين). وأنا على أمل أن تصبح هذه القائمة أكبر في المستقبل.
• حدثينا عن جوانب الدعم خاصة العائلي الذي تلقيتيه لإنجاز ما أنجزتيه ؟
الدعم الذي وجدته من عائلتي مدهش، بدءاً من إيمانهم بي خلال رحلتي المليئة بالتقلبات. وباعتقادي أن دعم الأسرة شيء لا يستهان به، خصوصاً وإن كان هذا النوع من الرياضات شاق، والالتزام به قد يكون صعباً. أنا ممتنة جداً ومحظوظة لوجود أصدقائي وعائلتي لمساندتي دائماً.
• صفي لنا شعورك وأنت تشاركين في بطولة نهائي الفروسية ووصولك إلى منصات العالمية؟
إنه شعور مُتَبَايِن للغاية، مزيج من الإثارة والرضا وذروة الأدرينالين التي تصاحب هذه المشاعر. في رياضة الفروسية يجب أن تتحلي بالصبر وفور شعورك بهذه المشاعر سوف تبدئين بحصاد الثمار التي زرعتيها، وهذا بحد ذاته شعور خاص للغاية.
• كيف تفسرين نجاحك في المشاركة في نهائي البطولة ؟
وجود فريق متميز يعمل جنباً إلى جنب معك شيء مهم للغاية. أنا أعتبر أن ما وصلت إليه اليوم هو جهد فريق متكامل: عائلتي، ومدربتي آن فان أولست (مدربة حالية لبطلة العالم شارلوت فراي)، والتي تقوم بتهيئة حصاني صديقتي دانييلا همكي، والبيطريين، وصانعي الحدوات، وأخصائي العلاج الطبيعي. لذلك، لا ينسب النجاح لنفسي وحصاني فقط، إنه جهد وتفاني جميع الأشخاص الذين عملوا معاً للوصول إلى هذه النقطة.
• ما أهم ملامح مشروعك الرياضي ؟
أنا الآن في المرحلة التي أريد فيها مشاركة المعرفة وتشجيع الفرسان الآخرين. هدفي هو إشراك المزيد من الناس في رياضة الترويض لأنها نظام ممتع للغاية. حيث إنها لا تعلمك التواصل مع الحصان فحسب، بل إنها تساعدك أيضاً على فهم نفسك بشكل أفضل. الأمر كله منوط بتحقيق الانسجام والتوازن والكمال والانضباط، وهي العوامل التي بإمكانها أن تكون عوناً لك في جميع مناحي الحياة المختلفة. آمل حقاً أن يكون لدينا المزيد من الفرسان والفرق لتمثيل دول الشرق الأوسط في السنوات القادمة.