خلال السنوات الأخيرة، اتجهت الإمارات نحو تعزيز مفهوم الاستدامة في مجالات وأنماط الحياة كافة، للمساهمة في الحفاظ على البيئة، والاستفادة من الموارد لأقصى حد، حيث إن الاستدامة تخلق الإبداع والتطوير خاصة في مجال مثل الأزياء والتصاميم.

لهذا السبب، أصبح مفهوم الاستدامة من أقوى الأسس التي تُبنى عليها العلامات التجارية الإماراتية، خاصة أن صناعة الموضة هي ثاني أكبر مصدر للتلوث البيئي في العالم، بسبب كثرة النفايات والأقمشة وغيرها.

الإمارات أول من يتبنى استدامة الموضة:

مهرجان الإمارات الأخضر:

بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة تبني فكرة الاستدامة في الموضة منذ سنوات بعيدة، إذ استضافت منصة عروض مركز أبوظبي للتسوق في عام 2014، عرض أزياء للملابس المصنوعة من المواد الطبيعية تماماً، وجاء ذلك ضمن فعاليات مهرجان الإمارات الأخضر، الذي كان يهدف إلى تعزيز أسلوب البيئة المستدامة، ومشاركة هذا المفهوم في المجالات كافة، تحت شعار "لنحي، نتعلم ونستمتع في بيئة مستدامة".

وخلال العروض المعتمدة على فكرة الاستدامة، شاركت مجموعة واسعة من مصممي الأزياء الإماراتيين، وغيرهم، بقطع أزياء مصنوعة من الألياف النباتية والأقمشة الخالية من الصبغات الكيميائية والمواد المعاد تدويرها، بالإضافة إلى محاولة تقليل استخدام الطاقة والآلات، والاعتماد على الجهود اليدوية أكثر، من أجل الحفاظ على البيئة، وتوصل فكرة إمكانية تقديم الأزياء من دون الإضرار بالبيئة. وكان هدف المهرجان، هو تغطية جميع أساليب الحياة التي تساعد على تغيير حياة المجتمع إلى الأفضل، عن طريق الاعتماد على أساليب أكثر بيئية. ولأن الأزياء تشارك بجزء كبير في إلحاق الضرر بالبيئة، كان لا بد من مشاركتها في هذا المهرجان.

مجلس أزياء الشرق الأوسط:

في عام 2020، ووسط جائحة "كورونا"، التي غيرت العالم بأكمله، أعلن مجلس أزياء الشرق الأوسط عن أنه أول مجلس من نوعه في العالم يرسخ استدامة صناعة الأزياء، وكذلك حضور المنطقة العربية في المشهد العالمي للموضة.

وسعى المجلس إلى تشجيع وتبني مفهوم الاستدامة، من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل الانبعاثات الكربونية، وذلك بالتعاون مع منظمات تشاركه تلك الجهود، لتسليط الضوء على استدامة الموضة، وجعلها جزءاً أساسياً في صناعة الأزياء. وحينها تعاون المجلس مع مجالس الأزياء الرئيسية حول العالم، منها: مجلس الأزياء البريطاني، الاتحاد الفرنسي للأزياء الراقية والموضة، مجلس مصممي الأزياء الأميركي، والغرفة الوطنية الإيطالية للموضة.

دليل إماراتي للموضة المستدامة:

في عام 2021، أطلقت الإمارات أول دليل للموضة المستدامة، حيث يتيح ظهور العلامات التجارية المُتبعة لهذا المفهوم، على المنصة الرقمية لمنظمة "أزرق" التطوعية وغير الربحية، المسؤولة عن الدليل الإماراتي، وكذلك صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

كانت خطوة الدليل من أقوى الخطوات في اتجاه التنمية المستدامة بعالم الأزياء والموضة، حيث شارك فيها العديد من العلامات التجارية المهتمة بالملابس والإكسسوارات والحقائب، وجميع ما يخص عالم الأزياء والملابس، من أجل توعية وتثقيف المجتمع بأهمية الاستدامة في الحياة.

وسعى الدليل الإماراتي للموضة المستدامة لتوفير منصة تشارك فيها الشركات والأفراد، لتشجيع أسلوب الاستدامة وتقليل مخاطر إنتاج الأزياء على البيئة والمجتمع. وانقسم الدليل الأول من نوعه إلى 4 مستويات، ليكون الأول هو الأعلى تصنيفاً للشركات المستوفية لمعايير مفهوم الاستدامة، والتي تضم استعمال الألياف الطبيعية، والاستغناء عن المواد البلاستيكية، بالإضافة إلى تجنب الأصباغ الاصطناعية واستعمال أخرى طبيعية، فضلاً عن تجنب المواد البلاستيك في التغليف والتعبئة، والتقليل من البصمة الكربونية.

أما المستوى الثاني فللشركات التي تحقق بعض من معايير القائمة، والتي تتمثل في 7 معايير، والثالث هو للشركات التي تضم 6 معايير فقط، وبالنسبة للمستوى الرابع، يكون للشركات التي تتبع 5 شروط على الأقل، وهذا الدليل ساعد على تعزيز وتشجيع الشركات على اتباع سلوك إيجابي عند التصنيع.

علامات تجارية إماراتية تتبع أسلوب الاستدامة:

طبق العديد من العلامات التجارية الإماراتية مفهوم التنمية المستدامة عند إنتاج أزيائها المبتكرة، من أجل صناعة أكثر حفاظاً على البيئة، ومن بين هذه العلامات التجارية ما يلي:

The Giving Movement:

من العلامات التجارية في الإمارات العربية المتحدة، حيث حققت نجاحاً كبيراً خلال السنوات الماضية في العديد من الدول العربية، إذ إنها تركز على الملابس الرياضية والأزياء الكاجوال المستدامة، للحفاظ على البيئة، مع تطوير فكرة الأزياء الرياضية بأسلوب أنيق متناسق مع عصرية الوقت الحالي.

أمل السويدي:

ابتكرت المبدعة أمل السويدي أسلوباً جديداً وعصرياً لصناعة العبايات الإماراتية بأسلوب أكثر استدامة، للحفاظ على البيئة، وتطوير أفكارها من خلال مجال دراستها.

درست السويدي في معهد دبي للتصميم والابتكار، واختارت تخصصَيْ: تصميم الأزياء، والإدارة الاستراتيجية للتصميم، من أجل إنتاج ملابس ذكية ومبتكرة معتمدة على مواد صديقة للبيئة وقابلة للتحلل، وبهذا تمكنت من تطوير أفكارها على مدار سنوات الدراسة، وأطلقت علامتها التجارية التي أصبحت اليوم واحدة من أشهر العلامات التجارية الإماراتية المستدامة.

منى المنصوري:

مصممة الأزياء منى المنصوري من أبرز المصممات الإماراتيات، اللواتي وصلن إلى العالمية، بملابس مستدامة، حيث عرضت فساتين بمهرجان ميلانو، ومنها فستان ارتدته ملكة جمال إيطاليا، في رسالة عربية عالمية بضرورة الحفاظ على البيئة.