تلعب الهرمونات، عادة، دوراً مهماً في الحفاظ على صحتك البدنية والعقلية، ويمكن أن تؤثر في الوظائف الطبيعية، مثل: أنماط النوم، والتقارب مع الآخرين، والعواطف. ويعد هرمون السعادة مجموعة من المواد الكيميائية، التي تؤثر في مستوى السعادة، وكثافتها، ونوعها الذي قد تشعر به.
ويتم إنتاج هرمون السعادة بطرق متنوعة، ويمكن أن يؤثر في الجسم بطرق مختلفة. نستكشف، هنا، كل ما يتعلق بهرمون السعادة.
ما هرمون السعادة؟
هرمون السعادة من المصطلحات الرائجة في الفترة الأخيرة، ويرتبط بهرمونات عدة، يفرزها الجسم عند الشعور بالسعادة، منها ما يلي:
- الإندورفين:
يتم إطلاق الإندورفين، الذي تم اختصاره من الاسم الكامل "المورفين الداخلي"، عندما يشعر الجسم بالتوتر أو الألم، ويتم أيضاً الحصول على هذه المواد الكيميائية الجيدة بشكل طبيعي، من خلال ممارسة الرياضة أو الأكل أو المزيد، وهذا ما يفسر سبب الشعور بالسعادة والصحة والإيجابية، عندما تشارك في أحد هذه الأنشطة، ويمكن أن يكون تعزيز الإندورفين طريقة فعالة وطبيعية، لمكافحة حالات الصحة العقلية، مثل: القلق والاكتئاب.
- السيروتونين:
هو هرمون آخر يمكن أن يجعلك تشعر بالسعادة، ويحسن التفاعل الاجتماعي، فالأشخاص الذين يعانون الاكتئاب أو اضطرابات المزاج الأخرى، قد تكون لديهم مستويات منخفضة من السيروتونين. في ما يلي بعض الطرق، التي يمكنك من خلالها تحسين مستويات السيروتونين في الجسم:
- وجد الباحثون أن قضاء الوقت في الطبيعة يمكن أن يحسن صحتك العقلية، وإدراكك بشكل طبيعي، ويمكن أن يؤدي التوجه إلى الطبيعة لإعطاء الجلد دفعة من فيتامين (د)، وغالباً يعزى ذلك إلى المساعدة في زيادة مستويات السيروتونين.
- التفكير بشكل أكثر إيجابية يساعد على زيادة مستويات السيروتونين لديك، وقد يستغرق الأمر وقتاً وجهداً لتعلم كيفية تغيير أنماط تفكيرك. لكن الأشخاص الذين يتعلمون كيفية تطوير عقلية أكثر إيجابية، يكونون قادرين على زيادة مستويات السيروتونين لديهم، وقد تكون قادراً على التفكير في أفكار أكثر سعادة، من خلال كتابتها، أو من خلال العمل مع معالج.
- يمكن للكربوهيدرات أن تساعد على إعطائك السيروتونين. لذا، يمكنك تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مثل: أنواع الجبن والحليب والمخبوزات، التي تزيد مستويات السيروتونين.
- يمكن أن تنتج التمارين الهوائية السيروتونين، إذا كنت بحاجة إلى زيادة في مستويات السيروتونين، ففكر في المشي لمسافات طويلة، أو الجري أو السباحة أو ركوب الدراجات أو بعض الأنشطة البدنية الأخرى.
- الدوبامين:
غالباً، يعرف الدوبامين باسم "هرمون المتعة"، ويمكن إطلاقه لأسباب متنوعة، على سبيل المثال: قد يؤدي تحديد الأهداف وإنجازها إلى إطلاق دماغك للدوبامين بكميات أكبر، ويمكن للأنشطة الأخرى، مثل: ممارسة التمارين الرياضية أو التسوق أو تجربة شيء جديد، أن تزيد أيضاً مستويات الدوبامين في الدماغ.
وعلى الرغم من أن الدوبامين يعتبر مهماً للدماغ والجسم، فإنه يمكن أن يسبب لك إدماناً. فعندما تواجه مادة جديدة لأول مرة، ستشعر بالتحفيز والسعادة، لكن أثناء محاولتك إعادة هذه الدفعة من المشاعر الإيجابية يمكن أن تجعلك مدمناً.
- الأوكسيتوسين:
يعرف الأوكسيتوسين باسم "هرمون الحب"، وغالباً يتم إنتاجه عند عناق الأشخاص المحببين، ويمكن أن تساهم هذه المادة الكيميائية في المشاعر التي لديك تجاه الآخرين، وتشارك في الحب والصداقة على حد سواء، ويمكن أن تعزز التمارين الرياضية الأوكسيتوسين داخل الدماغ والجسم، وكذلك العناق أو الحصول على جلسة تدليك، وغيرها.
5 طرق لزيادة مستوى "هرمون السعادة" في الجسم:
هناك مجموعة من الطرق، تساعد في رفع مستوى هرمون السعادة في الجسم، منها ما يلي:
1- النوم:
يساعد الميلاتونين في التحكم في دورة النوم، والاستيقاظ الطبيعي للجسم، مع اقتراب الليل واكتشاف مستويات الإضاءة المنخفضة، يزداد إنتاج الميلاتونين، ما يخبر الجسم بأن الوقت قد حان للنوم، ومع الحصول على قدر كافٍ من النوم، يشعر الإنسان بالسعادة.
2- الحب:
غالباً، يشار إلى الأوكسيتوسين باسم "هرمون الحب"، لأنه يلعب دوراً في التعلق الرومانسي، وتزداد المستويات أثناء العناق وغيره، كما أنه يعزز الترابط بين الوالدين والطفل ومشاعر الثقة والتعاطف.
3- ممارسة التمارين الرياضية:
إلى جانب فوائد ممارسة التمارين الرياضية لتعزيز صحة الجسم، فإنها تساهم أيضاً في زيادة إفراز "هرمون السعادة"، خاصة: "الدوبامين، السيروتونين، والإندورفين".
4- التعرض لأشعة الشمس:
الحصول على جرعة من أشعة الشمس في أوقات الصباح المبكر، بين الـ7 والـ10 صباحاً، يزيد إفراز فيتامين (د)، الذي بدوره يزيد إفراز هرمون السيروتونين بطريقة غير مباشرة.
5- الشوكولاتة:
تناول الشوكولاتة يزيد تحسن مزاج الفرد، والشعور بالسعادة الفورية، لذا يوصى بتناول كمية تراوح بين 50 و100 غرام من الشوكولاتة الداكنة، مرة أو مرتين في الأسبوع.