تترك تجارب الحياة السلبية بصمات لا تمحى من العقول الشابة، وينتهي الأمر إلى تشكيل الطريقة، التي يتصرفون بها، ويستجيبون ويتفاعلون مع المواقف، أطفالاً وبالغين.
الطفولة مرحلة ضعيفة، حيث يوجد الكثير من الاتصالات والشبكات العصبية، التي تتشكل في الدماغ بسبب التجارب المختلفة التي يمرون بها، ما يجعل الصدمات التي نتلقاها في الطفولة مستمرة معنا، حتى في مراحل البلوغ.
نوعان من صدمات الطفولة:
1 . صدمة جسدية:
يظهر هذا بشكل خاص في الأسر ذات العلاقات المشحونة بين الوالدين، في بعض الأحيان يكون الوالد هو الذي يتعاطى مواد ممنوعة، ويعتبر جميع أفراد الأسرة الأضعف، أو الوالد الذي يمر بشكل خاص بقضايا الصحة النفسية أو العقلية، ويسيء معاملة الطفل في المنزل.
يمكن أن تراوح الصدمة الجسدية من متلازمة الطفل المهتز (صدمة الدماغ)، أو كسور اليدين أو الساقين، أو كدمة الرأس أو إصابة الأنسجة الرخوة في أي جزء من الجسم، وقد يصطحب هؤلاء الأطفال إصابات واضحة، أو أخرى سرية لا يمكن تفسيرها بسهولة. كما يمكن أن يصبح الأطفال بسبب معاملتهم بشكل سيئ أكثر انسحاباً، ويواجهون صعوبة في النوم والتبول في الفراش، واضطرابات الأكل، وسلوك التجنب العام.
2 . صدمة نفسية:
يمكن أن يعاني الأطفال صدمة نفسية، وذلك عندما يتعرضون لمشاعر بها انعدام الأمن، أو الخوف من الهجر، أو لخلق الخوف من إيذاء أحبائهم، أو إثارة الشكوك الذاتية المهينة بشأنهم، أو توبيخهم أمام الآخرين أو إهانتهم. والإهمال هو، أيضاً، شكل من أشكال التهديد، حيث لا يتم الاعتناء بالضروريات الأساسية للطفل، ويمكن أن يؤدي ترك الأطفال بمفردهم لفترات طويلة من الزمن، أيضاً، إلى هذا النوع من صدمات الطفولة.
علامات صدمة الطفولة الجانبية:
عندما يتعرض الطفل للتوتر، لكنه يكون محاطاً بعلاقات محبة ورعاية، تكون القدرة على التعامل مع المشاعر السلبية أسهل. يثق الأطفال، افتراضياً، بمقدمي الرعاية لهم، لكن عندما يتم كسر هذه الثقة بسبب سوء المعاملة، فإنهم يدركون أن العالم غير آمن.
يمكن لهؤلاء الأطفال تطوير مشكلات التعلق، ويواجهون صعوبة في تنظيم عواطفهم، وقد يتفاعلون في كثير من الأحيان بشكل غير متناسب مع المواقف، وكبالغين يميلون إلى أن يكونوا أكثر عرضة للتوتر. ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى اضطرابات الصحة العقلية المختلفة لدى الأطفال. في ما يلي بعض أعراض صدمة الطفولة، وكيف يمكن أن تظهر:
عند مواجهة الإجهاد، يتسارع تنفس المرء، ويعاني معدل ضربات القلب السريع، وعدم القدرة على التأقلم.
يعاني الأطفال، الذين لديهم تاريخ من الصدمات، الصداع المزمن والتعب وآلام المعدة واضطرابات الأكل.
يعاني الأطفال اضطرابات الأكل أو الإصابة بأمراض مزمنة، أو تعاطي مواد ممنوعة.
يواجه هؤلاء الأطفال مشكلة في تنظيم ردود أفعالهم على المواقف.
يتفاعل بعض الأطفال بالطريقة المعاكسة، ويضعون أنفسهم في طريق الأذى. وغالباً يعاني هؤلاء الأطفال أعراض الاكتئاب، التي قد تلاحقهم إلى مرحلة البلوغ.
يعاني الأطفال، المصابون بصدمات نفسية، إدراك المشاكل ومعالجتها ومنطقها.