لم يكن غريباً أن يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2023 عاماً للاستدامة، ليتوج مسار دولة الإمارات العربية المتحدة، التي وضعت دائماً الاستدامة في قلب خططها التنموية، في خطوة ملهمة، تدعو للفخر والاعتزاز.
فدولة الإمارات، دائماً، كانت سباقة في مبادرات العمل المناخي الهادف وبرامج الاستدامة، حيث مازالت تواصل قيادة مسار التفاؤل بمستقبل أفضل، أكثر أماناً وازدهاراً للكوكب، وتأتي استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف (كوب 28) في "عام الاستدامة" في شهر نوفمبر المقبل، باعتبارها توثيقاً وتأكيداً للدور العالمي الكبير، الذي تقوده دولة الإمارات في مجال الاستدامة.
وترسم كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في إعلان عام الاستدامة، معالم استراتيجية شاملة واثقة، حيث قال سموه: "سيكون 2023 (عاماً للاستدامة) في دولة الإمارات، يواكب استضافتنا لــ(كوب 28).. تاريخنا ومنهجنا في الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها ثابت.. وأدعو مجتمعنا إلى تبني أفكار جديدة ومبادرات نوعية تجسد الوجه الحضاري لبلادنا".
والجميع يعلم بأن دولة الإمارات كانت السباقة للمصادقة على اتفاقية باريس للمناخ، والأولى التي تعلن المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050، في سياق بنائها للمستقبل النظيف، مرتكزة على عقود من الابتكار المناخي لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، حيث تضم اليوم ثلاثة من أكبر مواقع إنتاج الطاقة الشمسية الأقل كلفة على مستوى العالم. وهي أول دولة في المنطقة تطبّق تقنيات التقاط الكربون على مستوى اصطناعي، والأولى التي تطبق استراتيجية الانبعاثات الصفرية في طاقتها النووية السلمية، وهي رائدة في موارد الطاقة الناشئة ذات الحياد الكربوني مثل الهيدروجين.
كما تلعب دولة الإمارات دوراً محورياً كحلقة وصل عالمية بين الدول في جهود الاستدامة، حيث قادت استثمارات بأكثر من 50 مليار دولار، في مجال مشاريع الطاقة النظيفة في ست قارات، و70 دولة، 27 منها دول جزرية هشة مناخياً.
وإلى جانب مشاريع الطاقة المتجددة، تشارك دولة الإمارات بشكل فاعل في مبادرات استدامة أساسية مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، بما في ذلك: التوعية والتعليم، وإزالة الكربون، وتوفير مقومات الطهي النظيف في المجتمعات الأقل حظاً.
وتمثّل المشاريع المشتركة، والمبادرات المتعددة التي نعمل عليها في وكالة "آيرينا"، بالتعاون مع دولة الإمارات والمجتمع الدولي، بما في ذلك المحطات المناخية، النهج الشمولي الذي تعتمده دولة الإمارات لإشراك الجميع في جهود الاستدامة. وهو نهج تواصل توسيعه خلال 2023 (عام الاستدامة) وما بعده، فيما نساعد على تحوّل العالم نحو مستقبل مستدام وطاقة نظيفة متجددة خضراء.