يواصل القطاع الطبي في دولة الإمارات تطوره الكبير، في مسعى للإحاطة بجميع أنواع التقنيات الطبية المتطورة، ومنها علاج أمراض الأورام.
ويقدم مركز فاطمة بنت مبارك، التابع لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وهو جزء من مبادلة للرعاية الصحية، علاج "إيثوس" الإشعاعي التكيفي، وهو تقنية متطورة لعلاج الأورام باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تتيح هذه التقنية العلاجية لفريق التصوير الشعاعي الطبي تعديل الخطة العلاجية للمريض بشكل مباشر، بناءً على التغيرات اليومية في حالته الصحية البدنية، بعد أن كان هذا التعديل مستحيلاً في ما مضى، وأصبح متاحاً بالنظر للتطورات العلمية المتقدمة التي تتيحها دولة الإمارات.

  • تقنيات علاجية متطورة لعلاج الأورام في الإمارات

وتقلل هذه العملية المدعومة بالذكاء الاصطناعي الوقت اللازم لتعديل العلاج (تراوح مدة الجلسات بين 25 و30 دقيقة)، وتحد من التعرض للإشعاع، مقارنة بالعلاجات التقليدية. وبينما تعتبر هذه التقنية مناسبة لجميع الأورام، يجري استخدامها حالياً بشكل رئيس لعلاج أورام الحوض والبطن والمثانة والبروستات.

ويقدم المركز، أيضاً، علاج الانصمام الراديوي (علاج الانصمام الإشعاعي عبر الشرايين باستخدام الإيتريوم -90)، وهو إجراء علاجي مستهدف بأدنى حدود التدخل، يستخدم الجسيمات المشعة لتدمير خلايا الأورام في الكبد. وينطوي هذا الإجراء على حقن حبيبات مجهرية صغيرة، ضمن الأوعية التي تنقل الدم إلى الورم في الكبد.

تُصدر الحُبيبات المجهرية الخاصة بعلاج الانصمام الراديوي إشعاعات تستهدف الخلايا الخبيثة، بينما تحافظ على أنسجة الكبد السليمة. ويعتبر هذا العلاج مفيداً للمرضى المصابين بأورام الكبد التي انتشرت إلى أنحاء أخرى من الجسم، إذ يساعد في تقليص حجم الأورام التي قد تكون غير قابلة للعلاج بطريقة أخرى وتخفيف الأعراض مثل الألم والتعب. ويعتبر علاج الانصمام الراديوي آمناً وفعالاً بين مجموعة مختارة من المرضى المصابين بأورام الكبد، إذ يحسن جودة حياتهم ومعدلات شفائهم من المرض.

اقرأ أيضاً: هل ابتكر العلماء علاجاً لأمراض القلب؟

وقال الدكتور ستيفن غروبماير، رئيس معهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "يستعد مركز فاطمة بنت مبارك لإرساء معايير جديدة للتميز السريري في رعاية أمراض الأورام، وتحقيق إنجاز آخر يدعم رؤية مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، ورسالته الرامية لتقديم الرعاية لأكثر الحالات الصحية تعقيداً، وفقاً لحالة كل مريض، ليكون أفضل وجهة لتلقي الرعاية الصحية".

ويحتضن مركز فاطمة بنت مبارك، أيضاً، روبوت العلاج الكيميائي، الذي يستفيد من عملية تركيب مؤتمتة، لضمان سلامة مقدم الرعاية والمريض، وتحضير الجرعات الخطرة بسهولة ودقة تامة. ويقدم هذا الروبوت العديد من الفوائد بما يشمل: تعزيز سلامة المريض ومقدم الرعاية، وكفاءة الخدمات الصيدلانية، وتقليص التكاليف التشغيلية، ودعم ثقة كوادر التمريض، وتيسير الحفاظ على سجل المريض بشكل مؤتمت، وتبسيط إدارة المخزون.
وقدم المركز، أيضاً، عدداً من الخطط العلاجية المتقدمة التي تستخدم أكثر التقنيات وأكثرها ابتكاراً، ويحسن فرص نجاح النتائج العلاجية للمرضى.