لم تكتفِ مُسابقة "أجمل برقع للصقور"، التي أطلقها معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في الدورة الماضية لأوّل مرّة في تاريخه، بنجاحها الكبير في استقطاب مُشاركة واسعة من 15 دولة، وحسب، بل ساهمت في تعريف الآلاف من طلبة مدارس أبوظبي، بما يُمثّله "برقع الصقر" من رمزية تاريخية، وقيمة تراثية أصيلة، فضلاً عن المُساهمة في دعم وتشجيع الحرفيين والمُبدعين والشركات المُتخصّصة في صناعة أدوات ومُعدّات الصقارة.
وكان 32 حرفياً مُبدعاً، قد شاركوا في المُسابقة الفريدة من نوعها، من: الإمارات، السعودية، قطر، الولايات المتحدة، اليابان، فرنسا، المملكة المتحدة، إسبانيا، بلجيكا، هولندا، إيطاليا، تايوان، المكسيك، بيرو، وتشيلي. وأعلن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية عن إطلاق نسخة ثانية، هذا العام، من المُسابقة التي تهدف لاختيار أجمل وأفضل "برقع للصقور"، وذلك ضمن فعاليات الدورة العشرين، التي يُنظّمها نادي صقاري الإمارات، من 23 وحتى 29 أغسطس المقبل، برعاية رسمية من هيئة البيئة - أبوظبي، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث يُقام الحدث، وشريك القطاع "كراكال"، وشركاء الصناعة كلٌّ من: الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، والمؤسسة الأوروبية للصقارة والمحافظة على الطبيعة، واتحاد الإمارات للفروسية والسباق، ومعرض دبي الدولي للخيل، ومعرض "The Game Fair" في فرنسا، وشريك صناعة السيارات ARB الإمارات.
تتألف لجنة تحكيم المسابقة من خبراء مُتخصصين في قطاع الصقارة ومُعدّاتها، ومن أعضاء في نادي صقاري الإمارات. وتتمثّل المعايير المُعتمدة في التقييم على درجة كفاءة ومدى فائدة "البرقع" المُصنّع للطير، بحيث يشعره بالراحة بشكل أفضل، والمظهر الجمالي العام للبرقع، ومدى جودة المواد المُصنّع منها، وأن يكون سعره مُناسباً، أي عدم المُبالغة في ثمنه، بالإضافة إلى الصورة الجمالية من الناحية التراثية.
وتقتصر المُشاركة على مُصنّعي براقع الصقور بشكل يدوي من الصقّارين والحرفيين والشركات، على حدّ سواء. ويُعتبر "البرقع" أداة حيوية في تدريب الصقور على الصيد، فلا بدّ من التأكد بدقة من المقاس المُريح للصقر. وهو غطاء يضعه الصقار على رأس الصقر بأكمله (يمنعه به من الرؤية)، وبه فتحة صغيرة يخرج منها منقاره، ويُصنع عادة من الجلد اللين، وقد يتخذ أشكالاً وألواناً مختلفة.
اقرأ أيضاً: نجوم الغولف العالميون يجتمعون في أبوظبي.. تحت عنوان الاستدامة
تتم صناعة البرقع إما بشكل يدوي، بحسب نوعه، أو آليًّا من قبل شركات معنية بأدوات الصقارة. وهو يُعتبر ضرورياً للصقر؛ كي لا يثب عن يد صقاره دون ضرورة، ولئلا ينطلق على الطريدة قبل الأوان؛ فتخور قواه، وتضعف عزيمته، كما أنّ البرقع يُساعد الصقر على الراحة بحجبه الأشعة والضوء عن عينيه.
يُذكر أنّه فاز بالمركز الأول في المُسابقة بنسخة العام الماضي (أبوظبي 2022) شركة "أتيليير فالكونويد" من اليابان، وبالمركز الثاني "أورتون أتش أس ي" من تايوان، وحصلت عفراء محمد الظاهري من دولة الإمارات على المركز الثالث.